أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصبر ينقسم إلى أربعة أوجه، وهي: الصبر على البلاء، والذي يتمثل في منع النفس من السخط والهلع والجزع؛ والصبر على النعم، من خلال تقييدها بالشكر وعدم الطغيان أو التكبر؛ والصبر على الطاعة، بالمحافظة والدوام عليها؛ وأخيرًا الصبر على المعاصي، بكف النفس عنها.
وأضافت الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك»، أن التسليم هو ما فوق الصبر، حيث يعني ترك الاعتراض والتسخط ظاهراً وداخليًا، بينما الرضا بالقضاء هو ما فوق التسليم، وهو شعور سرور النفس بفعل الله، وهو ناتج عن المحبة.
وأوضح الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومستشار فضيلة المفتي، أن الرضا يعادل السعادة، حيث قال: "إذا اختبرتني بأمر فيه شدة ورضيت، كما تختبرني بأمر فيه عطاء وأرضى".
وأشار إلى قول الله سبحانه وتعالى عن الصحابة: “رضي الله عنهم ورضوا عنه”، موضحًا أن الرضا عن الله يعني الرضا عن أفعاله وقضائه وقدره.
وتناول الدكتور عاشور العبارة التي تقول: "اعبد الله بالرضا، فإن لم تستطع؛ فالصبر على ما تكره خير كثير"، مؤكدًا أن المقصود هنا هو أنه إذا لم تجد ما تريده، ينبغي أن ترضى بما هو موجود، فإذا أراد الإنسان شيئًا ولم يتحقق، عليه أن يقبل بما يحدث في الواقع.
وأشار إلى أن الإنسان قد يواجه ابتلاءً كمرض أو ضيق ذات اليد، مما يستدعي منه الرضا بقضاء الله، حيث يعد الرضا من أعلى المقامات.
وبيّن أن الرضا يعني سكون القلب في مواجهة الأمور، سواء كانت قبيحة أو مليحة، مضيفًا: "إذا كنت لا تستطيع تحمل الابتلاء، فعليك بالصبر، فإذا لم ترضَ، فعلى الأقل اصبر صبرًا جميلًا، فكلاهما خير، وإن كان الرضا أعلاهما، والصبر الجميل هو الصبر بلا شكوى".