يمثل 29 سبتمبر 1988 أحد أهم الأيام في تاريخ مصر الحديث، حيث أصدرَت محكمة العدل الدولية حكمًا تاريخيًا يقضي بعودة طابا إلى السيادة المصرية، منهيةً بذلك نزاعًا دام لسنوات طويلة مع إسرائيل حول ملكية هذا الجزء الحيوي من أرض مصر.
معركة دبلوماسية من أجل الأرض
بدأت الأزمة عندما قامت إسرائيل بالسيطرة على طابا بعد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، ورغم أن الاتفاقية نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء بالكامل، إلا أن هناك خلافًا جغرافيًا حول طابا استمر لسنوات.
قامت مصر حينها بإطلاق معركة دبلوماسية وقانونية لإثبات حقوقها التاريخية في طابا، وكان هذا النزاع موضوع تفاوض طويل بين الجانبين، لكنه لم يُحل إلا بعد اللجوء إلى التحكيم الدولي في عام 1986.
حكم محكمة العدل الدولية
في 29 سبتمبر 1988، صدر الحكم النهائي من محكمة العدل الدولية في لاهاي بمصرية طابا، مؤكدةً أن طابا جزء لا يتجزأ من الأراضي المصرية، ويعد هذا الحكم انتصارًا كبيرًا للدبلوماسية المصرية التي أثبتت حق مصر في كل شبر من أراضيها.
يوم للاحتفاء بالسيادة الوطنية
يمثل هذا اليوم ذكرى تجسد روح الصمود والإرادة المصرية في استعادة أراضيها، ويعتبر نموذجًا يحتذى به في كيفية إدارة النزاعات الحدودية بطرق سلمية وقانونية.
كما أن هذا الحكم يعزز الفخر الوطني ويذكر المصريين بأن حقوقهم لا تضيع طالما تمسكوا بها وأصروا على استعادتها بكل الوسائل الممكنة.
طابا اليوم
بعد عودة طابا، أصبحت وجهة سياحية بارزة تطل على البحر الأحمر، حيث تتميز بجمالها الطبيعي وتاريخها الغني. ولا تزال طابا رمزًا للنصر الدبلوماسي لمصر ومثالًا على أهمية الوحدة الوطنية في استعادة الأراضي السيادية.
في النهاية، سيظل 29 سبتمبر يومًا محفورًا في ذاكرة المصريين، حيث يمثل انتصارًا قانونيًا وتاريخيًا يعكس قوة الدبلوماسية المصرية وحرصها على الحفاظ على كل شبر من ترابها الوطني.