ملف توطين صناعة السيارات ومكوناتها يمثل أولوية قصوى لدى الدولة المصرية منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتصنيع السيارات منتصف 2022، وتهدف منه البلاد إلى زيادة مدخلاتها الدولارية عبر تصدير الإنتاج وتقليل الفاتورة الاستيرادية والتي بلغت ملياري جنيه خلال العام الماضي، ومن أجل ذلك تعمل الحكومة على جذب كبار المصنعين للبلاد عبر حزم تحفيزية تنافسية.
تأكيدت بأولوية تصنيع السيارات للحكومة
في إطار سعي مصر لتوطين صناعة السيارات، التقى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلي الوزراء وعددا من الوزراء والمسؤولين بالمجلس الأعلى للسيارات مع مارتينا بينى الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاجن إفريقيا، خلال فاعليات اليوم الثاني لمؤتمر الاستثمار المصري-الأوروبي المشترك والمقام بالقاهرة.
تضمن اللقاء تأكيد مدبولي على أهمية ملف تنمية وتطوير صناعة السيارات عبر العمل على عدة محاور تمثلت في إطلاق الإستراتيجية الوطنية لتنمية صناعة السيارات بالتوازي مع تحفيز كبار المصنعين، من خلال عدة حوافز من توفير مناطق صناعية متكاملة في مجال صناعة السيارات مثل مدينة طربول ومنطقة شرق بورسعيد.
مارتينا بينى الرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاجن إفريقيا باللقاء أكدت على أن الشركة بصدد استكمال دراسات الجدوى الخاصة بمجمع الطلاء الموقع مع المجلس الأعلى للسيارات في نوفمبر مع العام الماضي، بالتعاون مع الشركاء الآخرين من أجل بدء العمل مطلع العام المقبل، مؤكدة على تطلع فولكسفاجن للتعاون مع مصر في ظل ما تقدمه البلاد من حوافز فريدة وعملا رائعا لم يسبق له مثيلا في القطاع.
المهندس جمال عسكر.. دراسات الجدوى الوافية تضمن قدوم المستثمرين
يرى المهندس جمال عسكر رئيس لجنة الصناعة بنقابة المهندسين وخبير صناعة السيارات، أن مصر ترحب بالشركاء الدوليين للاستفادة من خبراتهم في قطاع السيارات مؤكدا أن قدوم فولكسفاجن إضافة كبيرة للسوق المصري، مشيرا أن الاتفاقية الموقعة مع الشركة الألماني في نوفمبر 2023 لم تتخطى الاتفاقيات الإطارية إلى الآن ونحن في انتظار مزيد من الاستثمارات الحقيقية في القطاع.
ونبه عسكر أن لضمان تفعيل الاتفاقيات الإطارية يجب تقديم دراسات جدوى وافية للمستثمرين عن العائد عليهم من الاستثمار بما يحقق لهم المكسب لتحفيزهم على إقامة مصانعهم في مصر بما ينعكس على ملف الصناعة بصفة خاصة والاقتصاد المصري بصفة عامة، ودون توافر السياسات الواضحة سيقف ملف تصنيع السيارات عند البروتوكلات وإبداء النوايا فقط.
خطة لجذب مصنعي السيارات
تستهدف مصر جذب عددا من كبار مصنعي السيارات العالمية منذ إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتنمية صناعة السيارات في يونيو 2022، واعتمدت على عدة محاور أبرزها جذب مجموعة فولكسفاجن الألمانية لإنشاء مجمع متخصص في الطلاء بمنطقة آيباز بشرق بورسعيد، بالإضافة لشركات عالمية أخرى أبرزها جنرال موتورز ونيسان اليابانية وستيلانتس الكورية، بالإضافة إلى حث مصانع السيارات المحلية مثل جلوبال أوتو وجي بي غبور على زيادة إنتاجها من السيارات، إلا أن جميعا لا يزال في إطار الاتفاقات الإطارية.