في قلب الصحراء المصرية وعلى بعد 44 كم من مدينة حلوان، و83 كم من العاصمة الإدارية الجديدة، وضعت شركة چي في ”GV“ للاستثمارات «شركة مساهمة مصرية» حجر أساس مدينة صناعية عملاقة تُدعى ”طربول“، بعد أن وافقت اللجنة الدائمة لدراسة طلبات إقامة المناطق الاستثمارية الجديدة برئاسة حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة على الطلب المُقدم من شركة GV، الذي يترأس مجلس إدارتها المهندس شريف حمودة، لإقامة مدينة طربول بنظام المناطق الاستثمارية، تمهيدًا لاستصدار القرار المُرخص بإنشاء المنطقة من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، لتبدأ من هذه اللحظة حُلم مصر قيادةَ وشعبًا في تحقيق الاكتفاء الصناعي الذاتي.
مدينة طربول
تستهدف شركة ”GV“ من إنشاء مدينة طربول تكوين مجمع إقليمي تنموي متكامل، على مساحة 109 مليون متر مربع بالظهير الصحراوي لمدينة أطفيح شمال الجيزة، بحيث تستوعب هذه المدينة مزيجًا من الأنشطة الاقتصادية المختلفة، الصناعية واللوجستية ومراكز المال والأعمال والمراكز التجارية والإدارية والأحياء السكنية ومراكز الخدمات المجتمعية والصحية والتدريبية والفنية، فضلًا أنها تربط محافظات الصعيد بالمراكز الاقتصادية التى تتواجد فى الدلتا، ومخطط لها أن يتم إنشاؤها على 7 مراحل، وصلت المرحلة الأولى حتى كتابة هذه السطور إلى نحو 20 % من التنفيذ ومستهدف أن يتم الانتهاء من 20 مليون متر مربع خلال المرحلة الأولى، وفقًا لما كشفه مصدر مسؤول من شركة ”بلي“ للمقاولات العامة لـ «بلدنا اليوم»، الشركة المسؤولة عن وضع أساسات المدينة.
تقسيم وبيع أرض طربول
وكشف المصدر «تحفظ على ذكر اسمه»، أن شركة چي في ”GV“ للاستثمارات بالتعاون مع الهيئة العامة لتعاونيات البناء والاسكان بدأت في تقسيم وبيع الأراضي لمستثمرين ومطورين من جنسيات أجنبية، بحيث يحصل المطور على مساحة 100 ألف متر مربع فيما فوق ذلك بسعر يتراوح بين 1000 إلى 1300 جنيه للمتر الواحد، بدون مرافق، بينما يحصل المستثمر على أقل من 100 ألف متر مربع، بسعر يتراوح بين 3000 إلى 3300 جنيه للمتر الواحد، بمرافق كاملة، وتم بيع وتقسيم نحو 5 مليون متر مربع حتى الآن، وتبلغ التكاليف الاستثمارية لإنشاء وتطوير المشروع نصف تريليون جنيه، قيمة أولية، ومن المتوقع أن يوفر 750 ألف فرصة عمل مباشرة، وذلك في ضوء تنفيذ استراتيجية التنمية رؤية مصر 2030، فيما يتعلق بإنشاء المُدن الخضراء والذكية.
”مهدي“: طربول تمثل مستقبلًا واعدًا للصناعة على القطاع الخاص استغلاله جيدًا
وفي السياق عينه، قال الدكتور خالد مهدي، أمين لجنة الصناعة بحزب ”المصريين“، إن إنشاء مدينة طربول خطوة استراتيجية كبيرة في تطوير المدن الصناعية في مصر ومستقبلًا واعدًا للصناعة المصرية، لتحفيز الاستثمار، وتقليل الفجوة الاستيرادية، إلى جانب أنه سيساهم في تحقيق إضافة قوية لمنظومة المناطق الاستثمارية التي تضم حاليًا 16 منطقة استثمارية بمحافظات الجمهورية، منها 11 منطقة قائمة بالفعل بإجمالي مساحة 2400 فدان، تضم 1269 مشروع بحجم استثمارات 34 مليار جنيه، وتوفر أكثر من 90 ألف فرصة عمل، مؤكدًا أن الخطوات التي تتم في مدينة طربول بهذه الوتيرة المتسارعة تُعطى دلالة إيجابية على وجود خارطة طريق اقتصادية يتم تنفيذها بكل دقة وتشمل سياسات جديدة تمهد الطريق نحو تحقيق نمو مستدام وشامل بمشاركة القطاع الخاص.
رمزًا للنهضة الصناعية
وأوضح ”مهدي“ خلال تصريحات خاصة لـ ”بلدنا اليوم“ أن مدينة طربول الصناعية تُعد بمثابة رمزًا للنهضة الصناعية التي تشهدها مصر في السنوات الأخيرة، واستكمالًا لمسيرة البناء والتنمية الذي يقودها الرئيس السيسي، مؤكدًا أن الدولة المصرية جادة جدًا في تحقيق مخطط التنمية الشاملة وفقًا لرؤية مصر 2030، واتاحة الفرصة كاملة أمام ضخ استثمارات القطاع الخاص مع تهيئة المناخ المناسب لذلك، مشيرًا إلى أن هذه المدينة بمثابة تتويج للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لدفع عجلة النمو الاقتصادي، ومساعي توطين الصناعة وإزالة المعوقات لجذب الاستثمارات الأجنبية واستهداف زيادة الصادرات.
القطاع الخاص استغلال الفرصة
واختتم: هناك جهود كثيرة مبذولة على أرض الواقع لتشجيع الاستثمارات من جانب القطاع الخاص، وجذبها خلال المرحلة القادمة، سواء كان ذلك من خلال تهيئة البنية التحتية أو إنشاء المدن والمجمعات الصناعية إضافة لحزمة من التشريعات التي تساهم في تسريع وتيرة الإجراءات الخاصة بالتراخيص والتشغيل، وعلى القطاع الخاص حُسن استغلال هذه الإجراءات والتيسيرات لمزيد من التواجد فى الاقتصاد القومي واستغلال الفرص المتاحة في مختلف القطاعات على مستوى الجمهورية.