تقدم كتلة الحوار أخلص التعازي لأسر ضحايا معدية (أبو غالب) بمحافظة الجيزة، والتي راح ضحيتها سبعة عشر عاملة، ولا شك في أن مثل هذا الحادث صار متكررا إلى حد الاعتياد، ولعل السبب الرئيسي يكمن في غياب المجالس المحلية المنتخبة الواعية بدورها الإصلاحي، والحريصة على العمل من أجل مصلحة المواطنين وتجفيف منابع الفساد لدورها الرقابي الذي تنهض به.
وأسفرت التحقيقات حتى الآن عن فساد إداري سمح بتشغيل معدية غير مطابقة للمواصفات برخصة منتهية منذ عشرة أشهر ما تسبب في غرق الضحايا.
وكشف الحادث عن تغول الفساد في المجتمع، ولا يجب تهوين الأمر باعتبار الحادث صورة من صور الإهمال، فالإهمال الجسيم الذي يضيع حقوق المواطنين وتزهق بسببه الأرواح هو فساد إداري بيِّن يجب التصدي له؛ أولا: بالمساءلة القانونية لكل مسؤول في الإدارة المحلية التي أهملت أو تغافلت أو سمحت بهذه المخالفات.
ثانيا: تفعيل دور منظمات المجتمع المدني لمؤاذرة الحكومة في مواجهة الفساد بكل أشكاله.
ثالثا: تدوير موظفي الإدارات المحلية بتغيير مواقعهم بشكل مستمر لمنع تكوين بؤر فساد.
رابعاً: لا يمكن مواجهة هذا الخلل الفادح إلا بعودة المجالس المحلية المنتخبة بتعديلات قانونية تتيح لأعضائها المنتخبين الرقابة والمتابعة ووضع خطط واستراتيجيات للإصلاح.