شهدت الأيام الماضية افتتاح مصر مركز البيانات الحوسبة السحابية بالعاصمة الإدارية الجديدة، الذي يُعد الأول من نوعه في تحليل ومُعالجة البيانات الضخمة، وأول مركز يُقدم الذكاء الاصطناعي في مصر وشمال إفريقيا، وذلك يعتبر من ضمن أهداف يستخدم في عملية نسخ احتياطية للبيانات، خاصة البيانات الضخمة وذو أهمية للدولة والمواطنين، كما أنه له دورًا بارزًا في إنشاء نُسخ احتياطية للعديد من أجهزة التخزين لتجنب المشكلات التي تتسبب في فقدان البيانات، في أوقات انقطاع الكهرباء، فضلًا عن السرعة الفائقة في نقل البيانات وحمايتها وتخزينها وتوفير التكاليف والمرونة تعزيز التعاون والابتكار.
وأثار المركز اهتمامًا كبيرًا في الشارع المصري لما يحمله من مؤشرات تدل على دخول الدولة في عصر التحول الرقمي الذي يخدم جميع القطاعات ويوفر الكثير من الجهد على المواطن والحكومة، فضلًا عن القطاع الكبير الذي يُتابع بشكل مُستمر دخول الدولة في العصر الرقمي وتوابعه لما يحمله من مُستقبل مُزدهر سواء كان بغرض العمل في المجال أو لمُتابعة التطور التكنولوجي ومواصلة الإنجازات التي تقوم بها الدولة بهدف تقديم خدمات تليق بالمواطنين.
إتصالات النواب: المركز بمثابة إنجاز يُحقق تطلع الدولة في التحول للعصر الرقميوحصل المركز على إشادات كبيرة من الخبراء والمختصين حيث قالت النائبة مرثا محروس، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، إن افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية، يُعد إنجاز يحقق تطلع الدولة في التحول للعصر الرقمي وحفظ بيانات الدولة والمواطن، مشيرة إلى أنه يُقدم خدمات رقمية للمواطن ويستخدم في إدارة دولاب العمل بالإدارة الحكومية والمتابعة بين كل الوظائف الرئيسية في المؤسسات التي تتم من خلال التطبيقات الرقمية.
وأوضحت عضو مجلس النواب، في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن كل التطبيقات الرقمية يكون لها قواعد بيانات يتم فيه حفظ البيانات الجديدة والتاريخية الخاصة بالتطبيق، مشيرة إلى أنه قواعد البيانات عادة يتم حفظها على خوادم أو "السيرفرات" مثل أجهزة الكمبيوتر لكن بإمكانيات أكبر وبالتالي فإنها غير آمنة، لافتة إلى أن التطور التكنولوجي هو وضع البيانات في مراكز بيانات تعمل طوال الـ 24 مثل مركز البيانات الذي افتتحته مصر.
ولفتت إلى أن تقنية الحوسبة السحابية تعني أن أجهزة الخادم والبيانات تكون موجودة في أي وقت وبضغطة واحدة تستطيع الوصول إليها، فضًلا عن كونها الأفضل من حيث آمن المعلومات للدولة والمواطنين، والتحول الرقمي سيقيم العدالة في جميع الخدمات التي تقدم للمواطنين وجميع المحافظات ستكون سويًا وستحصل على نفس الخدمات مضيفة، أن هذا النوع من المشروعات هو الركيزة التي نبني عليها كافة جهود التحول الرقمي.
خبير تكنولوجيا: المركز يُسهل عملية التخطيط الاستراتيجي لكافة القطاعاتمن جانبه أكد الدكتور أحمد صبري، خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات، أن مصر دائما تسعى أن تكون رائدة في كافة المجالات وأن المجهودات التي بذلت خلال الفترة الماضية في جميع القطاعات ومنها قطاع الاتصالات كبيرة، مشيرًا إلى أن مركز البيانات والحوسبة السحابية بمثابة ثمرة جهود كبيرة قامت بها الدولة على مدار السنوات الماضية وخطوة نوعية متقدمة للحفاظ على مكانة مصر كدولة رائدة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشيرًا إلى أن المركز يوفر العملة الصعبة، وإنشاؤه فى العاصمة الإدارية يؤمِّن بيانات المواطنين كتوجُّه استراتيجى للدولة.
وأضاف أحمد صبري، في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم»، أن المركز يقوم بدور رائد فى عملية التحول الرقمي وميكنة خدمات الدولة فى سبيل تحقيق خطة مصر 2030، واستضافة معظم المشاريع ضمن خطة التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن المركز تم تصميه بأيادٍ مصرية وفقًا لأحدث النُظم والمعايير الدولية، لتأمين المعلومات وزيادة فاعلية أنظمة الأمن السيبراني، وللحفاظ على بيانات المواطنين المصريين وزيادة القدرة فى كشف التهديدات، وسرعة الاستجابة للطوارئ والأزمات.
وأشار الخبير إلى أن المركز أنشأ أيضًا لضمان تطبيق المعايير الدولية فى حوكمة البيانات ويرفع مستوى الكفاءة والفاعلية الإدارية والتنظيمية والأنشطة العلمية والإنتاجية بمختلف أنواعها ومجالاته، مشيرًا إلى أنه من مميزات هذا المركز والتحول الرقمي هو التخطيط الاستراتيجي لكافة القطاعات، بحيث يكون هُناك كافة المعلومات الدقيقة أمام مُتخذي القرار ويكون لديه القدرة على التخطيط للمستقبل ورد الفعل الدقيق لما يُستجد في الحاضر بشكل علمي وقائم بحيث يكون لديه قرار مستند على البيانات الدقيقة.
واستكمل أن أحد أهم أهداف هذا المركز يقوم على نظام متكامل للمعلومات، ويربط بين المؤسسات الحكومية والخدمات العامة وبين مراكز المعلومات فى مختلف القطاعات وينسق فيما بينها ضمن شبكة وطنية، يتم من خلالها توفير البيانات والمعلومات والنواحى الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية الأحدث والأكثر شمولية لمختلف القطاعات وأصحاب الاهتمام وصانعى القرار فى القطاعين العام والخاص، بما يساعد على إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقييم وتطوير الخطط والبرامج والسياسات فى شتى المجالات، لافتًا إلى أن العائد الاقتصادي من وراء المركز أيضًا كبير للغاية ولا يمكن إغفاله، فبنظرة إلى إنشاء المركز واستخدام أحدث تكنولوجيات الحوسبة سنجد أنه يساهم فى الحفاظ على توفير قدر كبير من الدولارات التى كانت تذهب خارج مصر، كما أن وجود المركز داخل مصر يساهم فى الحفاظ عل أمن البيانات والمعلومات الخاصة بالمواطن المصرى كتوجه استراتيجي للدولة.