في مثل هذا اليوم، يوم 4 مايو، تُولت السيدة مارجريت هيلدا ثاتشر رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ البلاد, وقد حظيت ثاتشر بشهرة كبيرة وأثرت بشكل عميق على المشهد السياسي في المملكة المتحدة وعلى الصعيد الدولي.
تولت مارجريت ثاتشر رئاسة الوزراء في الفترة من عام 1979 إلى عام 1990، وهي أطول فترة تولى فيها أي رئيس وزراء في القرن العشرين, وخلال فترة توليها، قادت ثاتشر حكومة المحافظين البريطانية وتبنت سياسات تحمل طابعًا محافظًا وعرفت بالمحافظة الجديدة.
أحد أبرز الإنجازات التي حققتها ثاتشر خلال ولايتها الرئاسية هو إحداث تغييرات جذرية في الاقتصاد البريطاني، حيث تبنت سياسات الرأسمالية الحرة وتقليص دور الدولة في الاقتصاد, وقامت بتنفيذ سياسات التحرر الاقتصادي وتقليص الدعم الحكومي، وهذا أدى إلى تحقيق نمو اقتصادي قوي وزيادة في الاستثمارات وخفض معدلات البطالة، ولكنه في الوقت نفسه أدى إلى زيادة الفجوة الاجتماعية وظهور بعض التحديات الاقتصادية.
وفي السياسة الداخلية، قادت مارجريت ثاتشر حملة لإصلاح القطاع العام وتقليص قوة النقابات، وقامت بتنفيذ إصلاحات في التعليم والرعاية الصحية, وشهدت فترة حكمها أيضًا توترًا كبيرًا في العلاقة مع الاتحاد الأوروبي وصراعات داخلية في الحكومة والمجتمع.
على الصعيد الدولي، كانت ثاتشر شخصية قوية ورائدة في السياسة العالمية, حيث شاركت في مفاوضات الاتحاد الأوروبي ولعبت دورًا محوريًا في الصراعات العالمية المختلفة، بما في ذلك حرب الفوكلاند مع الأرجنتين في عام 1982, وتعاونت مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في سياسة مكافحة الشيوعية وزادت تأثير بريطانيا على الساحة الدولية.
بالإضافة إلى إرثها السياسي والاقتصادي، فإن تولي مارجريت ثاتشر رئاسة الوزارة في المملكة المتحدة كان له تأثيرًا كبيرًا على النساء والفتيات في البلاد, كونها أول امرأة تتولى هذا المنصب في بريطانيا، أعطت النساء قدوة وإلهامًا لملاحقة أحلامهن وتحقيق أهدافهن في المجالات السياسية والقيادية.
توفيت مارجريت ثاتشر في 8 أبريل 2013، وقد تركت خلفها تأثيرًا دائمًا في السياسة البريطانية والعالمية, استمرت مسيرتها السياسية وإرثها في تحدي النماذج التقليدية للقيادة وفتح الباب أمام المزيد من النساء لتحقيق مواقع القيادة والنفوذ في الحكومات والمؤسسات.
في الختام، يمكن القول إن تولي مارجريت ثاتشر رئاسة الوزراء في المملكة المتحدة في مثل هذا اليوم عام 1979 كان حدثًا تاريخيًا بارزًا, كونها أول امرأة تتولى هذا المنصب في بلادها، أثبتت قدرة المرأة على القيادة والتأثير في الساحة السياسية, ومن خلال سياساتها وإجراءاتها، خلفت ثاتشر تأثيرًا عميقًا في الاقتصاد والسياسة والمجتمع، مما يجعلها شخصية لا تنسى في تاريخ المملكة المتحدة.