تشهد الدولة المصرية تطوراً كبيراً وملحوظاً في تنفيذ المشروعات العملاقة للدولة، والتي من المنطلق أن تكون في الصالح العام وتفيد المواطن المصري، وتعمل على تطوير الاقتصاد المصري والعالمي ككل وليس هناك مشروعات تقارن بقناة السويس.
فمن المحتمل أن تكون الفائدة أو العائد منها بمثابة العائدات التي تدخل من قناة السويس سواء الجديدة أو الأساسية، فكون أن الدولة تشبه المشروعات العملاقة باسمها مثل القطار السريع فهذا بسبب أنه يربط بين البحر الأحمر و المتوسط.
لماذا يطلق على مشروعات الدولة اسم قناة السويس:
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق عوض الخبير فى شئون المبادرات والمشروعات القومية إن الدولة المصرية ومنذ عام 2014 تقوم بالعديد من المشروعات والمبادرات التى تهم المواطن المصرى وتسير بقاطرة الاقتصاد إلى التنمية المستدامة عبر تحقيق إنجازات استثمارية متنوعة.
وأشار الدكتور طارق عوض في تصريحات خاصة لبلدنا اليوم، إلى أن هذه الانجازات قد شملت جميع القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية والبنية التحتية والبيئة.
واستطرد عوض أن معظم المشروعات العملاقة دائما ما يطلق عليها "قناة سويس جديدة"، وهذا التشبيه إنما يأتى من باب أن هذه المشروعات تواكب فى عظمتها ومكانتها وحجم اقتصاديات، قناة السويس، لما لقناة السويس من أثر قوى فى الاقتصاد المصرى.
أسباب تسمية المشروعات العملاقة بإسم قناة السويس
أولا: لكونها أكبر المصادر لجذب العملات الأجنبية وزيادة حجم الاحتياطى من النقد الأجنبى.
وثانيا؛ لكونها أكبر رابط ملاحى بين قارات العالم خاصة قارات أفريقيا وآسيا وأوروبا، ولذلك يطلق على كل مشروع قومى عملاق، قناة سويس جديدة، تيمنا بها وزرع الثقة فى نفوس المستثمرين.
وأضاف عوض أن من هذه المشروعات التى أطلق عليها قناة سويس جديدة: مشروع تنمية شمال سيناء ، ومشروع العاصمة الإدارية ، وأخيرا مشروع القطار السريع ، والذى صار بشأنه الجدل والعديد من التساؤلات بشأن مدى جدواه الاقتصادية العائد الاستثمارى منه.
واستعرض عوض ملامح مشروع القطار السريع والذى يمثل شبكة جديدة للقطارات السريعة تعمل بالجر الكهربائى، من خلال ثلاثة خطوط تربط جميع المدن والمحافظات، بالإضافة إلى ربط الموانئ والمناطق الصناعية بخطوط السكة الحديد، حيث تم التخطيط لإنشاء أكبر شبكة للقطار الكهربائى السريع في الشرق الأوسط إجمالي أطوال 2250 كم ، عبر ( السخنة / العلمين الجديدة / مطروح / 6 أكتوبر / الأقصر / أسوان / أبو سمبل / قنا / الغردقة / سفاجا / بورسعيد / أبو قير ) ، وأضاف عوض: أن من أهم الخطوط الجارى إنشاؤها، الخط الأول للقطار السريع، "السخنة - العلمين الجديدة – مطروح والمقرر تشغيله هذا العام 2024، وترجع أهميته لربطه البحر الأحمر من خلال ميناء السخنة، بالبحر المتوسط من خلال ميناء الإسكندرية، وهو خط يوازى قناة السويس ومن المقرر أن يستخدم لنقل البضائع وحركة التجارة بين البحرين الأحمر والأبيض، مثل قناة السويس، ولذلك أطلق عليه قناة سويس جديدة على القضبان، وهذا ما يفسر تشبيهه بقناة السويس من الناحية العملية بالإضافة إلى العائد الاقتصادى منه ، إذ يعد القطار الكهربائي السريع خط نقل استراتيجي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط، حيث تتحقق التنمية الشاملة مما يساهم فى تعزيز البنية التحتية للمناطق التي يمر بها ، الأمر الذى معه سوف يزيد معدل الطلب على المدن الجديدة.
وعلق عوض على ما أثاره البعض من عدم الجدوى الاقتصادية لمشروع القطار السريع : قائلا بأن هذا المشروع يعمل على تعزيز مكانة مصر وموقعها التجاري إقليميا وعالميا، خاصة في ظل المحاولات الفاشلة من بعض التحالفات الدولية لإضعاف مكانة قناة السويس، إذ يستهدف القطار السريع بعد اكتمال خطوطه أن يتم نقل أكثر من 30 مليون راكب كل عام مما يقلل من الزحام المروري ويحقق أمان أعلى للركاب، و أيضًا نقل 8 ملايين طن بضائع مع بدايات التشغيل هذا العام 2024، والتي من المستهدف أن تصل إلى 22 مليون طن بضائع بحلول عام 2040، كما أن الدراسات تؤكد أنه من المتوقع أن يوفر الخط الأول للمشروع أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة للمصريين، بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل غير مباشرة متنوعة داخل منظومة الاقتصاد المحلي.
واختتم الدكتور طارق عوض حديثه بأن منظومة القطارات السريعة التي تعمل بالكهرباء بالكامل سوف تساهم في تقليل استهلاك الطاقة ، وبالتالي خفض معدلات تلوث الهواء نتيجة تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة حوالى 70 % مقارنة بالسيارات والأوتوبيسات الحالية التي تعمل بالوقود، وهو ما يعني وجود بيئة أفضل.
اقتران اسم مشروعات قناة السويس بأي مشروع حديث
وقال إيهاب محمود، الخبير الاقتصادي ، إن اقتران اسم مشروعات قناة السويس بأي مشروع حديث ينفذ حاليا يشير إلى قيمة المشروعات الحديثة التي تقوم بها الدولة، والتي لا تقل قيمة عن العائدات الضخمة التي تحققها قناة السويس.
وأكد ايهاب محمود خلال تصريحات خاصه أن تطوير قناة السويس يعد من أبرز الإنجازات الحديثة، حيث ساهمت في إنقاذ الاقتصاد المصري خلال الفترة السابقة.
واتبع، ليس بالأمر الغريب أن تقوم الدولة الجديدة بإطلاق مشروعات جديدة تحمل اسم قناة السويس، فهي تعد من أهم المشاريع الإستراتيجية والحيوية في مصر، فمنذ تأسيسها عام 1869 تحت حكم الخديوي إسماعيل، وحتى الآن، تظل قناة السويس شريان الاقتصاد المصري الحيوي الذي يعمل على تحقيق عائدات هائلة للدولة.
وأوضح أنه مع تطور العصر الحديث، وتبني الدولة لمشاريع مبتكرة ومتطورة، تضاعفت قيمة قناة السويس ومكانتها الاقتصادية.
الإعلان عن إنشاء قناة السويس الجديدة
واستكمل كلامه ، بأن في العام 2015، تم الإعلان عن إنشاء قناة جديدة تمتد بجانب قناة السويس الحالية، بهدف زيادة طاقتها الاستيعابية وتحسين الأداء وتوفير عائدات أكبر للدولة، موضحا أنه على الرغم من النقاشات الحادة التي دارت حول مشروع توسعة قناة السويس الجديدة، فإن النتائج كانت واضحة وملموسة، فقد حققت القناة الجديدة نجاحاً كبيراً في زيادة سعة القناة الحالية بنسبة 35%، وارتفاع عائداتها بنحو 60%.
ومن المؤكد أن كل هذه المشاريع الحديثة التي تحمل اسم قناة السويس تعد بمثابة إنجازات كبيرة للدولة، فهي تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية مهمة مثل توسيع قدرات القناة وتحسين كفاءتها وتطوير البنية التحتية في المناطق المحيطة بها.
ونوه على أن قناة السويس لا تقدم فقط عائدات اقتصادية للدولة، بل تعتبر رمزاً للتقدم والتطور في مصر، فمع وجودها، تصبح مصر وجهة مهمة للتجارة البحرية وتنمية الصناعات البحرية والسياحية وغيرها، مما يعزز مكانتها كقوة إقليمية وعالمية.
واختتم بأن اقتران اسم مشروعات قناة السويس بأي مشروع حديث يدل على قيمة الدولة الحديثة واستقلاليته في تنفيذ المشاريع الكبيرة التي تعزز مكانتها على المستوى الإقليمي والدولي. ولذلك، فإن قناة السويس تبقى من أهم المشاريع الحديثة التي تمثل إنجازاً جديداً في تاريخ مصر، وتحقق رؤية الدولة الحديثة في تحقيق التقدم والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
لماذا أطلق على القطار الكهربائي السريع إسم قناة السويس ؟
وقال الخبير الاقتصادي والمالي ياسر حسين، إن الدولة المصرية قامت بجهود كبيره في قطاعي الطرق والنقل خلال الفترة من 2014 حتي 2023 ، أثمرت تلك الجهود عن إنشاء وتنفيذ حوالي 7 ألف كيلو متر من الطرق الجديدة ، كما قامت الدولة بتنفيذ حوالي ألف كوبري ونفق ، وياتي ذلك ضمن المشروع القومي للطرق والذي يستهدف إنشاء وتطوير وتحديث وتجديد شبكه الطرق المصرية لتكون شبكه حديثه ومتطورة وذات مواصفات عالمية، وذلك لما تمثله الطرق كشرايين للتنمية في الجسد الاقتصادي المصري للربط بين المحافظات المختلفة والربط بين المجتمعات القائمة والمجتمعات العمرانية الجديدة .
وأوضح الدكتور ياسر حسين، خلال تصريحات خاصه لبلدنا اليوم ، أن كجزء من خطة الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030 , لزيادة المساحه المأهولة والمستغله سكانيا من مساحه مصر وزياده الرقعه السكانية من 7% الي 14% من مساحه مصر ، وذلك من أجل إنهاء معاناة التكدس السكاني والازدحام و الاختناقات المرورية التي تعاني منها محافظة القاهرة والمحافظات الكبري ، ومن أجل حياه أفضل للأجيال الحاليه والأجيال المستقبلية ، وذلك سيؤدي إلي مقومات حياة أفضل ومقومات تنمية بشرية بجودة اعلي للمواطن المصري .
اتبع، انشاء وتنفيذ الطرق الجديدة و الكباري والانفاق والمحاور الجديدة هو وسيلة هامه من أجل إنعاش الاستثمار العقاري في المجتمعات العمرانية الجديدة لسهولة الانتقال من المجتمعات القديمة إلي المجتمعات الجديدة وذلك سيؤدي لتخفيف التكدس السكاني والزحام وأزمات المرور عن القاهرة والمحافظات الكبري ، والاهتمام بشبكه الطرق لم يعد قاصرا علي القاهرة فقط كما كان ، ولكن في الجمهورية الجديدة التنمية في كل المحافظات والعمران يشمل أجزاء متعددة من مصر في محافظات مصر المختلفة .
واستكمل كلامه ، بأن وزارة النقل المصرية قد استقبلت أول قطار إقليمي للخط الأول للقطار الكهربائي في منتصف شهر أكتوبر ، ضمن الأعمال اللازمة لشبكة القطار الكهربائي السريع الجاري تنفيذها والتي تتكون من 3 خطوط سكك حديدية كبري بإجمالي أطوال 2250 كم، ويبلغ طول الخط الأول من الشبكة والمُلقب بالخط الأخضر ويربط بين كل من ( السخنة / العلمين / مطروح ) اجمالي طول 675 كم، ويشتمل على 21 محطة مركزا كبيرًا للتحكم والسيطرة.
ووصول أول قطار إقليمي للخط الأول من شبكة القطار الكهربائي هو بداية توالي وصول باقي قطارات المشروع والتي سيتم وصولها تباعا وفقًا للجدول المعد لذلك ، حيث يشتمل الخط الأول من الشبكة على ( 15 قطار سريع ، 34 قطار إقليمي ، 14 جرار بضائع ) ويمر على 21 مدينة مصرية ويربط بينهم ، وتعد الخدمات الأساسية الميسرة للمواطن ستكون في كل من القطار السريع والقطار الإقليمي ، ويستمتع القطار السريع ببعض المزايا الاضافية لتكلفته الأعلى على مرتاد القطار السريع ،
وأكد على أن هناك في البداية تشغيل تجريبي للقطار للإطمئنان على جاهزية القطار للعمل والأمان الكامل للركاب والسير الدقيق لحركة العمل ثم بعد ذلك يتم التشغيل للجمهور ، و من المقرر افتتاح الخط الأول بالكامل خلال العام 2024 .
واختتم بأن مشروع القطار الكهربائي السريع أطلق على المشروع قناة السويس الجديدة ، لأنه مثل قناة السويس ولكن على قضبان سكك حديدية ، حيث أن القطار الكهربائي السريع ، سيسهم في خلق محور نقل في ربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وبذلك يصبح قناة السويس الجديدة على قضبان سكك حديدية ، كما أنه سيربط بين المناطق الصناعية وهي مناطق الإنتاج وربطها بالموانئ البحرية وهي مراكز التصدير ، والعكس الواردات من مستلزمات الانتاج لتشغيل المصانع بالمدن الصناعية ومحور نقل بضائع بين المواني والمصانع والعكس في سهولة وتيسير لحركه الصادرات والواردات مما يعزز ويقوي ويدفع بالتنمية المستدامة في مصر إلي الامام .