قال الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن الجامع الأزهر الشريف من أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، مؤكداً أن أروقته احتضنت الملايين من طلاب العلم ومعلميه، حتى غدا قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة.
الجامع الأزهر
وأضاف مدير عام الجامع الأزهر، في حواره، لـ "بلدنا اليوم"، أن الجامع الأزهر احتفل في يوم السابع من رمضان، بذكرى مرور "1084" عامًا هجريًّا على تأسيسه، وكان ذلك بحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ولفيف من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.
واستكمل: "من الفاعليات الدينية اليومية التي شهدها الجامع الأزهر خلال شهر رمضان المبارك، تنظيم المقارئ، ودرس الظهر، والملتقى الفقهي، وصلاة التراويح، ودرس التراويح، يوميًّا، وصلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى ذلك الملتقى الفكري بعد صلاة التراويح.
وتابع: "للعام الثالث على التوالي، وعلى مدار الشهر قام الجامع الأزهر بالإفطار الجماعي للطلاب الوافدين يوميًّا من 150 ألف وجبة على مدار الشهر الكريم".. وإلى نص الحوار.
- في البداية، "الجامع الأزهر ذو التاريخ العريق".. حدثنا عن نشأته وتطوره؟
يعتبر الجامع الأزهر أقدم جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه، حتى غدا قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملًا مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزًا حضاريًا، ومرجعًا علميًّا رئيسًا، ومنبرًا دعويًّا صادقًا.
تم إنشاء الجامع الأزهر على يد جوهر الصقلي قائد الخليفة الفاطمي "المعز لدين الله" في 24 جمادى الأولى 359هـ/ 4 أبريل 970م، بعد عام من تأسيس مدينة القاهرة، واستغرق بناؤه ما يقرب من 27 شهرًا، حيث افتُتِح للصلاة في يوم الجمعة 7 رمضان 361هـ الموافق 21 يونيه 972م، وما لبث أن تحول إلى جامعة علمية.
أُطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.
- كيف استطاع الجامع الأزهر الحفاظ على مكانته الدينية المرموقة لأكثر من 1000عام؟
بعد زوال دولة الفاطميين على يد السلطان "الناصر صلاح الدين الأيوبي"، أنشأ عدة مدارس سُنِيَّة ليواصل الجامع الأزهر رسالته العلمية، وقد شهد الجامع الأزهر تحولًا كبيرًا في ظل الحكم المملوكي، حيث اتجه السلاطين المماليك لتطوير نشاطه العلمي، وتوجيهه توجيهًا سُنيًا(وفق المذاهب الأربعة)، وقد استأثر الجامع الأزهر في هذا العصر بالزعامة الدينية والعلمية معًا، وأصبح المركز الرئيس للدراسات السُنيَّة في مصر والعالم الإسلامي، وغدا بمثابة الجامعة الإسلامية الكبرى التى يقصدها طلبة العلم من كل فج عميق، ومقصِدًا لعلماء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها.
وكثُرت العلوم التى كانت تدرس بالجامع الأزهر في ذلك العصر وتنوعت إلى دراسة فروع العلوم العَقَديَّة والشرعية والعربية والعقلية، فضلًا عن دراسة علم التاريخ وتقويم البلدان وغيرها من العلوم، كما تم إنشاء ثلاث مدارس وإلحاقها بالجامع الأزهر وهي: ( الطيبرسية، الأقبغاوية، الجوهرية)، ورُتبت فيها الدروس مما أدى إلى إثراء الحركة العلمية بالجامع الأزهر، وتم إنشاء مساكن للطلبة الوافدين والمصريين فيه عرفت بالأروقة، لتغدو أقدم مدينة جامعية تتوفر بها جميع سبل الإعاشة بالمجان.
وفي ظل الحكم العثماني لمصر، احتفظ الجامع الأزهر على مدار ثلاثة قرون بقوته وتقاليده، ومضى يؤدي رسالته باللغة العربية في الحَقلين الديني والتعليمي، وظل موطنًا للدراسات الدينية، وملاذًا للغة العربية، وكعبة علمية يفد إليها أعلام الفكر الإسلامي يتصدرون الحلقات الدراسية في رحابه، فلم يقتصر عطاؤه على مدى القرون على علوم الشريعة واللغة، وإنما امتد سخاؤه لعلوم الدنيا التي تفيد الإنسانية جمعاء.
- "الجامع الأزهر قلعة العلم ومنبع العلماء".. ما تعقيبكم؟
بالتأكيد، الجامع الأزهر منارة للعلم ومنبع العلماء، وله تاريخه العريق ودوره الحيوي في نشر المعرفة والتعاليم الإسلامية السمحة، ويسعى الجامع الأزهر جاهدًا لتعزيز الفهم الصحيح للإسلام وتعميق الحوار الثقافي بين الشعوب، كما يسهم الجامع الأزهر في بناء مجتمع أكثر تقدمًا وفهمًا للعالم من حوله.
- حدثنا عن الأنشطة الدينية والفكرية التي قام بها الجامع الأزهر خلال شهر رمضان؟
بالطبع، نحن قدمنا مجموعة متنوعة من الفاعليات الدينية اليومية خلال شهر رمضان المبارك، وقمنا بتنظيم المقارئ، ودرس الظهر، والملتقى الفقهي، وصلاة التراويح، ودرس التراويح، يوميًّا، وصلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ، بالإضافة إلى ذلك الملتقى الفكري بعد صلاة التراويح، بجانب تنظيم عدد من الاحتفاليات المتعلقة بالشهر المعظم.
درس التراويح بالجامع الأزهر
- وماذا عن الإفطار الجماعي للطلاب الوافدين؟
للعام الثالث على التوالي، وعلى مدار الشهر قام الجامع الأزهر بالإفطار الجماعي للطلاب الوافدين يوميًّا من 150 ألف وجبة على مدار الشهر، وذلك بتوجيهات مباشرة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبمتابعة الأستاذ الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر.
- هل يمكنكم توضيح أكثر حول عدد المقارئ ودروس الوعظ اليومية؟
بالتأكيد، خلال الشهر المبارك، أقام الجامع الأزهر 130 مقرأة بمعدل 5 مقارئ يوميا، بالإضافة إلى عقد دروس الوعظ ظهرا، والتي شهدت إقبالا كبيرا من طلاب العلم من الطلبة المصريين والوافدين، بإجمالي 52 درسا، ألقاها وعاظ وواعظات الأمانة العامة للدعوة والإعلام، ومركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، كما عقد الجامع الأزهر ملتقى فقهيا، بإجمالي 26 ملتقى فقهيا، تم خلالها مناقشة العديد من القضايا الفقهية .
- وماذا عن صلاة التراويح بالجامع الأزهر؟ وصلاة التهجد؟
أقام الجامع الأزهر صلاة التراويح طوال أيام شهر رمضان، بإجمالي (20) ركعة يوميا، تخللها درس علمي يومي، عقبها عقد ملتقى فكري يومي بإجمالي (29) طوال الشهر، حاضر فيها نخبة من علماء ووعاظ هيئة كبار العلماء، ومشيخة الأزهر الشريف، بجانب إقامة صلاة التهجد، بعدد (8) ركعات يوميا في العشر الأواخر.
"شهد الجامع الأزهر إقبالاً كبيراً لأداء صلاة العشاء والتراويح".. ما تعقيبكم؟
بالفعل، وفِدُ يومياً آلاف المصلين إلى الجامع الأزهر لأداء صلاتي العشاء والتراويح، حيث تتجسد في هذا الجامع العريق روح التلاقي والإخاء والوحدة بين المصلين الذي جاؤوا من كل ربوع مصر وأصقاع الأرض، في مشهد ديني روحاني تتعانق فيه القلوب وتتلاقى الثقافات وتتلاشى الحدود والمسافات.
يتضرعون إلى الله بقلب تائب أن يتقبل صيامهم وقيامهم وأن يجزل لهم الأجر والثواب، وذلك في إطار ما يقوم به الجامع الأزهر من جهود مكثفة وحرص كبير على إحياء الأجواء الرمضانية وإعانة الصائمين على الطاعة والتزود من خيرات الشهر الفضيل وبركاته.
- إضافةً إلى ذلك.. هل يمكنك أن تشير إلى الفعاليات الدينية والثقافية التي شهدها الجامع خلال شهر رمضان؟
بالتأكيد، خلال شهر رمضان المبارك نظيم الجامع الأزهر 6 احتفالات كبرى، تتمثل في: الاحتفال السنوي للجامع الأزهر، ومرور 1084 عامًا على إنشائه، الاحتفال بذكرى انتصارات العاشر من رمضان، الاحتفال بذكرى غزوة بدر، الاحتفال بذكرى فتح مكة، الاحتفال بليلة القدر، الاحتفال بليلة عيد الفطر المبارك.
- حدثنا عن ذكرى الاحتفال السنوي للجامع الأزهر؟
بالفعل، احتفل الجامع الأزهر في يوم السابع من رمضان، بذكرى مرور "1084" عامًا هجريًّا على تأسيسه، وكان ذلك بحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ولفيف من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف.
وتضمنت الفعالية مجموعة متنوعة من الأنشطة التي أبرزت تاريخ الجامع الأزهر وهيئاته العلمية والتعليمية المختلفة، ومساهمات أبرز شيوخه وعلمائه، ومواقف الأزهر من قضايا الأمة قديمًا وحديثًا، كما تم عرض فيلم وثائقي عن الأزهر وتاريخه.
وكان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر فى مايو 2018 برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر فى السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.
- وماذا عن بث الفعاليات عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
بالفعل، تم بث جميع الأنشطة والفعاليات الدينية والفكرية والدعوية، التي تم تنظيمها طوال شهر رمضان، على الصفحة الرسمية للأزهر الشريف والجامع الأزهر، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المسلمين حول العالم.