يعتبر الجامع الأزهر واحدا من أقدم وأعرق الجوامع في العالم الإسلامي، حيث يتمتع بتاريخ طويل من العطاء والتميز في مجال الدعوة، ومن خلال رؤيته الوسطية والتسامحية، استطاع الجامع الأزهر أن يحظى بحب واسع النطاق من مختلف الأجناس على مستوى العالم.
الجامع الأزهر جامعة عالمية متكاملة
ويعد الجامع الأزهر جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه، حتى غدا قبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة.
وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملا مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزا حضاريا، ومرجعا علميا رئيسا، ومنبرا دعويا صادقا.
من أكبر موائد إفطار رمضان ، هي مائدة الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر ، والتي تقام باستمرار طول شهر رمضان المبارك وبحضور المئات من الطلاب .
ويبدأ الطلاب بالدخول إلى ساحة الجامع الأزهر في تمام الساعة الرابعة والنصف بشكل منظم ومصطف ، لك يأخذ كل شخص مكانه ويجلس فيه قبل دخول وقت الإفطار .
وفور وصولهم يأخذ كل شخص بمصحفه ليبدأ ترتيل آيات من الذكر الحكيم ، طول مدة جلوسه وانتظاره ، حتى قدوم وقت صلاة المغرب والإفطار على عدد قليل من التمرات فور أذان المغرب ، ثم يقوم الصائمين للصلاة في أماكنهم في ساحة الجامع الأزهر ، وبعد الإنتهاء من الصلاة يستكمل الجميع إفطاره .
سبب تسمية الجامع بـ "الأزهر "
أطلق عليه اسم الجامع الأزهر؛ نسبة إلى السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وزوجة الإمام علي بن أبي طالب ــ رضي الله عنه ــ التي ينتسب إليها الفاطميون على أرجح الأقوال.
دور الجامع الأزهر
ولا يقتصر دور الجامع الأزهر على الحياة الدعوية فقط، بل يمتد أيضا إلى المجتمع المحلي والعالمي، فهو يعمل على نشر قيم التسامح والسلام ومكافحة التطرف والتعصب، من خلال برامجه الثقافية والاجتماعية والتوعوية.
ويشهد آلاف المصلين صلاتي العشاء والتراويح في الجامع الأزهر، يوميا طوال الشهر الكريم، وصلاة التهجد، وقد جاؤوا من مختلف محافظات الجمهورية، كما يحضر إلى الجامع الطلاب الوافدون بالأزهر من أكثر من مئة دولة، وتؤدى صلاتي العشاء والتراويح بالجامع الأزهر بالقراءات العشر، ويؤمها نخبة من قراء القرآن الكريم في الأزهر.
الجامع الأزهر
يظل الجامع الأزهر رمزا للتعليم الإسلامي الحضاري والمفتوح على العالم، ومحورا للتواصل والتعايش الثقافي بين الشعوب والأجناس المختلفة، ومن خلال استمراره في بث رسالته السامية للعالم، يظل الجامع الأزهر شاهدا على التعالم والتقدم والتسامح في عصرنا الحديث.