انتشر في الفترة الماضية، ظاهرة قيام عدد كبير من الأشخاص الذي يمرون بالشوارع والأحياء المختلفة، لشراء زيوت الطعام المستعملة بأسعار تتراوح بين الـ 10 والـ 25 جنية للكيلو، بهدف إعادة تدويرها وطرحها مرة اخرى بالأسواق ومحال الفول، بشكل غير قانوني وغير صحي.
مصانع تحت بير السلم
وخلال الفترة الماضية تلاحظ قيام عدد من البائعين بجمع كميات من الزيوت وإعادة تدويرها مرة آخري داخل المصانع الغير مرخصة والمجهولة والتي تعرف بأسم مصانع "بير السلم" وتقوم هذه المصانع بعمل عملية تدوير تلك الزيوت مرة أخرى، من خلال استخدام مادة تسمى "تراب تبييض الزيوت" أو "الأسمنت الهندي"، تلك المادة التي تؤدي إلى تبييض لون الزيت المستعمل وإعادته إلى لونه الطبيعي مرة أخرى وتحسن من خواصه الظاهري.
تقوم تلك المصانع بإضافة مواد مسرطنة مما تتسبب في تفشي الأمراض المزمنة بسبب تدوير تلك الزيت المستخدم، دون النظر لما تسببه من اصابة بالتصلب الشرايين والجلطات الدماغية، استغلت تلك المصانع ارتفاع أسعار الزيوت وغياب الدور الرقابي المنوط به بمختلف المحافظات، وتوسعت وانتشرت، حتى اصبحت تشكل خطراً داهماً داخل المجتمع يهدد حياة المواطنين.
و هناك شركات استثمارية غير مرخصة ولا تخضع للقانون يقومون بتجميع تلك الزيوت المستعملة من خلال أفراد متجولين في الشوارع، و بالتنسيق مع تلك المصانع، يقومون بتصدير الزيوت للخارج و جزء منها يتم تداوله داخل مصر، بعلامات تجارية مغشوشة وللأسف يعاد بيعها مرة اخرى للمواطنين.
كيفة تدوير الزيوت وإعادة تصنيعها
يتم التصنيع من خلال تسخين الزيوت في غلايات مع إضافة مادة النشادر أو الكربوناته ومواد الأسمنت الهندى ومواد محرمة دولياً لإعادة لونها الأصلي وبعدها تتم عملية الهدرجة وتعبئتها في زجاجات او جراكن وبيعها للمستهلك من جديد.
من المستفيد ومن المتضرر من هذه السموم؟
يستخدم هذا الزيوت بعض محال بيع الأطعمة الجاهزة والسريعة بمختلف أنواعها، ومحال الفول والفلافل وعرباتها الشعبية المتنقلة، ومصانع إنتاج البطاطس المُصنعة والمعبئة، والمواطنين بأسواق السلع الاستهلاكية الشعبية.
الأضرار الصحية الناتجة من تناول الأطعمة المطبوخة بتلك الزيوت
زيت الطعام المعاد تصنيعة يسبب الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، لاحتوائه على مركبات هيدروكربونية، ومواد محرمة دوليا، وهي مركبات كيميائية خطيرة للغاية تهدد الجهاز المناعي والكبد والكوليسترول الضار في الدم، و ارتفاع ضغط الدم والتشوهات النسيجية والتغيرات في المادة الوراثية يمكن أن تتسبب الجذور المتولدة أثناء عملية القلي في إتلاف الدهون الغشائية من خلال بيروكسيد الدهون مما يؤدي لاحقا إلى الإجهاد التأكسدي، وكذلك يعرض للإصابة ببعض الأمراض السرطانية الخطيرة.
كارثة (التراب الابيض)
قالت الدكتورة أمل السفطى أستاذ ورئيس قسم الطب المهنى والبيئي ومدير مركز السموم سابقا بالقصر العينى، إن استخدام الزيت المكرر مرة أخرى فى الطعام من أخطر الطرق للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة كما تمثل خطر مباشر على صحة المواطنين بشكل عام.
الدكتورة أمل السفطى
وأضافت مدير مركز السموم، خلال تصريحات خاصة لموقع "بلدنا اليوم" أن إعادة تصنيع الزيوت المستعملة بإضافة مواد هيدروكاربونية مبيضة وتسمى "تراب التبيض"، لإعادة لون الزيت إلى اللون الطبيعى، هذا تغيير فى الخواص الظاهرية (اللون و الطعم و الرائحة) فقط.
وكشفت أمل السفطى, أنه ينتج عنه تغيرات كيميائية نتيجة تحلل المادة الغذائية فيه و هذا نتيجة تكسر روابط الزيوت المعد تدويرها أثناء الغليان ثم تحلل المادة الغذائية فيه والتي ينتج عنها عملية تأكسد.
وأشارت رئيس قسم الطب المهنى والبيئى، أن استخدام تلك الزيوت يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل ارتفاع نسب الكوليسترول و أمراض القلب وانسداد الشرايين والفشل الكلوي وأمراض الكبد.
وتابعت تؤدي إلى خلل في الجهاز المناعي عن طريق الارتفاع المستمر فى أكسدة الجسم وزيادة تأثر الشوادر الحرة التي تعمل علي إلتحام الخلايا ببعضها الذي يؤدي إلي ضعف المناعة و كذلك العديد من السرطانات مثل سرطان القولون أو البنكرياس أو المعدة نتيجة لاستخدام مادة التبييض و التغيير فى خواص الزيوت نفسها.
واختتمت مدير مركز السموم بالقصر العينى سابقا، حديثها بأنه يجب مواجهة هذه الظاهرة والتصدى لها وتغليظ العقوبة على مرتكبيها المتسببين في الإضرار بصحة المواطن.
الاستخدامات النافعة لزيت الطعام المستعمل
أطلقت وزارة البيئة فى يناير 2021 مبادرة لحث المواطنين على عدم التخلص من زيت الطعام المستعمل بعد القلى، والتخلص من الزيت المستعمل بطريقة صحية، وذلك من خلال خدمة «جرين بان» المقدمة برعاية شركة «تجدد» للطاقة المتجددة للعمل على إعادة تدوير الزيت لإنتاج منتجات مثل الوقود الحيوى كبديل للطاقة، والجلسرين والصابون، وغيرها من الاستخدامات المقبولة فنيا.
سعر زيت الطعام بمنافذ وزارة التموين
وتوفر وزارة التموين زيت الطعام في جميع منافذ المجمعات الاستهلاكية، بسعر 40 جنيها، للعبوة 800 جرام، ضمن مبادرة تخفيض أسعار السلع الأساسية، كما توفر الوزارة زيت الطعام أيضا على بطاقات التموين بسعر 30 جنيها.