خاص| دبلوماسيون وعسكريون: قرار مجلس الأمن بشأن غزة سلبي.. وحزب الله يزيد الصراع اشتعالًا

الجمعة 01 ديسمبر 2023 | 07:58 مساءً
كتب : أحمد عبد الرحمن

تأخذ الحرب في قطاع غزة يومًا بعد يوم خطوات أكثر تصعيدًا وحدة خاصة مع دخول حزب الله اللبناني على خط الموجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، ما يشير إلى طول أمد الصراع على الرغم من اعتماد مجلس الأمن الدولي لقرار الهدنة الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن دون شرط أو قيد.

وأكد خبراء على هامش حديثهم لـ «بلدنا اليوم» أن القرار مجلس الأمن لم يضمن حلًا دائمًا للحرب في غزة، ويجرد المقاومة الفلسطينية من أوراق الضغط مقابل دخول المساعدات الإنسانية، مطالبين بضرورة الضغط الدولي لإجبار تل أبيب على توقف الأعمال الإجرامية ضد أبناء الشعب الفلسطيني.

قيادي سابق في المخابرات الحربية: وقع اشتباكات عسكرية بين مصر ودولة الاحتلال غير مستبعد

وقال اللواء وائل عبد الحكيم ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، والقيادي السابق بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن قرار مجلس الأمن الدولي بشأن الهدنة الإنسانية وإطلاق سراح الرهائن ملزمًا سياسيًا، ولكنه بحاجة إلى ضغط دولي لتنفيذه.

وأضاف ربيع في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن القرار الأممي لم يشمل حلًا جوهريًا للأزمة كانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ولكنه يلزم المقاومة الفلسطينية بإطلاق فوري عن المحتجزين، ولذلك امتنعت روسيا عن التصويت عليه.

‏وأشار مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة، أن القرار يحقق لقطاع غزة فائدة إنسانية بدخول المساعدات، ولكنه سلبيًا داخل الميدان العسكري، بسبب تجريد حماس من أهم ورقة ضغط دون حل دائم.

وأكد اللواء وائل عبد الحكيم ربيع، أن الأوضاع في غزة أخذت منحنى صعبًا خاصة مع استخدام دولة الاحتلال الإسرائيلي للقوة المفرطة ضد المدنيين.

ونوه أن الضربات الإسرائيلية خلفت أكثر من 18 ألف شهيد فلسطيني، وتجاوز عدد المصابين 23 ألف جريح، وتدمير 2 مليون من المنشآة المدنية ما بين مساكن ومستشفيات ومدارس، مشيرًا أن الهدف الأمريكي من وقف إطلاق النار يتركز في إطلاق سراح الأسرى.

وحول احتمال الاشتباكات بين القوات المصرية وإسرائيل، قال إنه غير مستبعد ولكن القيادة السياسية في مصر حكيمة وتعلم تمامًا ما معنى الدخول في حرب ويصبح الاقتصاد تحت الصفر، بجانب القتلى من الطرفين مع العلم أن " الجيش المصري تحسب له إسرائيل ألف حساب منذ صراع 1973 وتعلم تمامًا من هو الجيش المصري".

وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تستطيع أن تحارب إلا الفصائل الفلسطينية المسلحة ولا تجرأ على الاشتباك مع جيش نظامي كالجيش المصري، مؤكدًا أن الإدارة المصرية تتعامل مع الموقف بمشرط الجراح.

وأكد مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تعيش أسوأ حالتها بسبب أن تل أبيب تريد إدانة مصر لما تفعله المقاومة الفلسطينية.

وحول إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، لفت ربيع أن إسرائيل لا تعتزم قيادة غزة، مؤكدًا أن الحل الأنسب هو إدارته من قبل السلطة الفلسطينية وعمل مصالحة وطنية لإجبار إسرائيل على حل الدولتين ووقف التوسيع في بناء المستوطنات.

ورجح تأثير حركة الملاحة في البحر الأحمر بالأوضاع الجارية حال دخول جماعة الحوثي اليمنية على خط المواجهات ورد قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها، مؤكدًا أن الصين بدأت في إعادة تمركز بعض الفرقاطات الحربية بالبحر الأحمر، لتأمينه كونه ممرًا ملاحيًا عالميًا، بجانب أن الجيش المصري أجرى تعزيزات أمنية حول قناة السويس.

السفير جمال بيومي: الأحداث الفلسطينية لا تشكل تهديدًا على الممراتنا الملاحية

ويرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية يريدون أن تكون إسرائيل القوة المهيمنة على الشرق الأوسط لضمان استمرار تدفق البترول وحرية الملاحة في البحر الأحمر والمتوسط على الرغم من التعهدات المصرية بعدم توقف حركة الملاحة أو قطع البترول.

وأضاف بيومي في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» أن أمريكا تقدم لتل أبيب دعمًا غير محدودًا ومساعدات مالية بلغت 14 مليار دولار، مع ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإنسانية.

وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مشاركة حزب الله في الحرب يطيل من أمد الصراع ويزيده اشتعالًا ويمنح تل أبيب سببًا شرعيًا أمام العالم للحرب، مضيفًا أن الحزب ليس جزءًا من الحرب ولا من المقاومة الفلسطينية.

ناشط فلسطيني: عودة غزة تحت إدارة السلطة الفلسطينية الحل الأمثل

ومن جانبه، قال بسام الشويكي، الناشط والسياسي الفلسطيني، إن حزب الله مشترك فعليًا في معركة طوفان الأقصى، فمنذ الثامن من أكتوبر الماضي لم تتوقف الضربات والهجمات الصاروخية من جانب الحزب صوب قواعد الجيش الإسرائيلي ومستوطنات شمال فلسطين، إلا أن مشاركته تظل محدودة أخذًا بالوضع الداخلي في لبنان.

وأضاف الشويكي في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن نصر الله قد صرح أن معركة طوفان الأقصى فلسطينية 100% ربما لتبرير عدم المشاركة بزخم، ولكن لا بد من الاعتراف أن عمليات حزب الله ربما تكون نوعا ما قد ساهمت بتخفيف الضغط عن غزة.

وأكد السياسي الفلسطيني، أن ما يحدث في قطاع غزة مذبحة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وأبعد ما تكون عن كونها حربًا، مضيفًا أن الكيان الصهيوني يسعى لتحقيق الانتقام ولكن الشعب الفلسطيني أثبت قدرة فائقة على الصمود.

وتابع أن الكيان يخسر يوميًا على أصعدة مختلفة منها الخسائر العسكرية التي لم يعتد تقديمها سابقا، وتراجعت شعبية حكومة نتنياهو بشكل ملحوظ داخل الكيان الإسرائيلي ما أدى إلى لجوئه إلى الحرب الإعلامية وفبركة الانتصارات والكذب حيث أنشئت الوحدة 8200 التابعة للجيش من أجل هذه الغاية.

وحول السينايوهات الحكم في القطاع بعد انتهاء الحرب قال إنه لن يحكم غزة غير أهل غزة، والفلسطينيين لن يقبلوا بسلطة يرونها وكيلة للاحتلال ولن تدخل مصر ميدان المنافسة ولن تستطيع إسرائيل إعادة السيطرة على القطاع، ربما الحل هو بالعودة للميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية وضم الفصائل الفلسطينية جميعها لمنظمة التحرير الفلسطينية، والاستمرار في النضال بمختلف صوره وأشكاله من أجل إقامة الدولة وتحقيق العودة.

أقرأ أيضًا| خاص|هل تتأثر قناة السويس باختطاف جماعة الحوثي للسفن الإسرائيلية؟.. عسكريون ودبلوماسيون يُجيبون

اقرأ أيضا