شهدت وزاره البترول، توقيع علي 3 اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم مع شركة هواوي تكنولوجيز مصر، لدعم تدريب كوادر برنامج القيادات الشابة والمتوسطة بقطاع البترول والغاز، وكذلك المساهمة في توفير الحلول الذكية ودعم التحول الرقمي، إلى جانب استخدام حلول الطاقة الشمسية في تشغيل رؤوس آبار حقول البترول.
وفي هذا الشأن نستعرض بعض آراء الخبراء والمختصين للوقوف على أهمية التحول الرقمي في قطاع البترول والطاقة الشمسية في مصر.
في البداية يقول الدكتور هاني النقراشي خبير الطاقة الدولي ،وعضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية، إن صناعة البترول والطاقة الشمسية من أهم القطاعات الاقتصادية في العالم، وتشهد هذه الصناعة تغيرات هائلة في السنوات الأخيرة نتيجة التوجه نحو التحول الرقمي واعتماد تكنولوجيا المعلومات، ويعتبر التحول الرقمي تطوراً استراتيجياً يهدف إلى تحسين كفاءة عمليات الإنتاج وتعزيز الابتكار وتحسين التنافسية في قطاع البترول والطاقة الشمسية.
وأضاف "النقراشي" في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"،ان التحول الرقمي فرصة كبيرة لزيادة الإنتاجية وتحسين عمليات الاستخراج والتكرير والتصنيع في صناعة البترول، بفضل تقنيات المعالجة الضوئية والاستشعار عن بعد والتحليل الكيميائي، يمكن للشركات البترولية تحليل البيانات الكبيرة المستخرجة من الحقول وتحديد المواقع المثلى للحفر وتحسين عمليات الاستخراج.
واستكمل: يمكن استخدام تكنولوجيا المعلومات في تعزيز سلامة العمال والحد من المخاطر البيئية في صناعة البترول، على سبيل المثال، يمكن استخدام أنظمة الاستشعار الذكية والتحليل البياني للكشف المبكر عن تسرب النفط وتحذير العاملين من المخاطر المحتملة، وبفضل البيانات الضخمة وتقنيات التحليل، يمكن لشركات البترول تحليل البيانات التشغيلية والتنبؤ بالتوقعات السوقية والتغيرات في الأسعار وهذا يمكنها من اتخاذ قرارات استراتيجية أكثر ذكاءً وتحقيق أرباح أعلى.
وأوضح الدكتور هاني، أن تكنولوجيا المعلومات يمكنها أن تلعب دورًا حاسمًا في تحسين كفاءة إنتاج الطاقة الشمسية وذلك من خلال استخدام أنظمة المراقبة والتحكم الذكية التي تساعد في تحسين أداء الألواح الشمسية وزيادة إنتاجية المحطات الشمسية بفضل التحليل البياني والتنبؤ، يمكن للشركات تحسين تخطيط وتشغيل المحطات الشمسية وتحقيق أقصى استفادة من مصادر الطاقة الشمسية.
وأشار النقراشي إلي أن الطاقة الشمسية تعتبر واحدة من أكثر مصادر الطاقة المتجددة ونظافة، من خلال التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، يمكن تعزيز استخدام الطاقة الشمسية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يسهم في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
بالإضافة إلي إمكانية استخدام تكنولوجيا المعلومات للمساعدة في رصد وصيانة الأجهزة والمعدات في المحطات الشمسية، يمكن استخدام أنظمة الاستشعار الذكية وتقنيات التحليل الضوئي لرصد أداء الألواح الشمسية والكشف المبكر عن أي مشاكل أو عطل في النظام.
وفي سياق متصل يعزز التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات الابتكار والتطوير التقني في قطاع الطاقة الشمسية، يتم ذلك من خلال تطبيق التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تحسين كفاءة الأنظمة وتطوير تقنيات تخزين الطاقة وتحسين أداء الألواح الشمسية.
ومن جهتها أوضحت الدكتورة وفاء علي، خبيرة الطاقة ، أن استراتيجية الدولة المصرية ووزارة البترول تعكس رؤية واضحة ومسؤولة فيما يتعلق بالتحول الطاقي، وتركز هذه الاستراتيجية على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تأمين إمدادات الطاقة وإدارة الطلب وضمان الاستدامة وتحسين كفاءة عمليات الطاقة، بالإضافة إلى التحول الرقمي واستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية في عمليات الحفر والاستكشاف.
وتابعت: وفي إطار هذه الاستراتيجية، تم توقيع ثلاث مذكرات تفاهم مع شركة هواوي العالمية لمنطقة شمال أفريقيا، بهدف تشغيل آبار النفط باستخدام الطاقة الشمسية، ويهدف ذلك إلى تقليل انبعاثات الكربون وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وذلك عن طريق استخدام الطاقة المتجددة على رؤوس الآبار، وهذا الإجراء سيسهم في ترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءة عمليات التشغيل.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل هذه الاتفاقيات دعم وتدريب الكوادر الشابة في برنامج وزارة البترول لتحديث الكوادر البشرية في قطاع النفط والغاز. يهدف هذا البرنامج إلى تطوير القيادات الشابة والمتوسطة لتعزيز العملية الذكية ودعم التحول الرقمي واستخدام الطاقة الشمسية وإنشاء مراكز بيانات على رؤوس الحقول والآبار النفطية.
واختتمت حديثها قائلة: إن تلك الخطوات تعكس التزام الدولة المصرية بالاستدامة البيئية وتحقيق أهداف الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تطوير القدرات البشرية وتحديث البنية التحتية التكنولوجية لقطاع النفط والغاز.
ومن جانب آخر يؤكد الدكتور محمد جمال كفافي، كبير مستشاري الطاقة في مجلس صندوق الأمم المتحدة، على أهمية التحول الرقمي في قطاع الطاقة وتكنولوجيا المعلومات المرتبطة به، مشيراً إلى أنه لا يمكن تجاهل هذا التحول الذي يعتبر جزءًا حاسمًا في تحسين وإدارة قطاع الطاقة في مصر.
وأوضح الدكتور كفافي، في تصريح خاص ل" بلدنا اليوم" ،أن ربط أنشطة الطاقة بتكنولوجيا المعلومات سيساهم في تحقيق السيطرة الكاملة وفهم متكامل للعمليات المختلفة في قطاع الطاقة، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالإنتاج أو التوزيع أو استهلاك الطاقة. وبفضل هذا التطور، سيتسنى لنا تحليل أنماط الاستهلاك واستشراف فرص التحسين والتطوير الاقتصادي المرتبطة بتنفيذ مشاريع جديدة في قطاع الطاقة أو تحسين التقنيات الحالية.
وأشار الدكتور كفافي، إلى أهمية ربط شبكات الكهرباء بمصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، والتعرف على الأنشطة الخارجية المتعلقة بتوليد الطاقة. وبهذا الشكل، سيتم تعزيز العلاقة بين التكنولوجيا الحديثة والرقمنة وقطاع الطاقة، مما يسهم في تحقيق توازن أفضل في استخدام وتوزيع الطاقة وتعزيز الاستدامة البيئية.
وفي نهاية كلامه أكد علي أهمية التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات كأداة حيوية في قطاع البترول والطاقة الشمسية، يمكنها تحسين كفاءة الإنتاج والاستدامة البيئية، وتعزيز الابتكار والتنافسية ومن المتوقع أن يستمر الاستثمار في التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات في هذين القطاعين في الفترات المقبلة، مما سيؤدي إلى تحقيق تقدم كبير وتحقيق المزيد من الفوائد الاقتصادية والبيئية.