يلتف الجميع بجوار الراديو يسمع صوت أم كلثوم الساحر بعد أن اعتادت تقديم حفلة شهرية تذيعها الإذاعة، بينما يصل عدد محبي صوت "الست" الذين يجتمعون حول الراديو أضعاف هؤلاء الذين يحضرون الحفل بل أن تذاكر الحفل كانت تباع بثلاثة أضعافها في السوق السوداء ليلة حفلها الشهري.
كان من بين رواد الحفل وجوه تألفها وتحتل الصف الأول من الصالة وقد طال بأم كلثوم العهد بهذه الوجوه بل وصل الأمر بأن باتت تطمئن على وجودهم قبل أن رفع الستار، وفي بعض الأحيان تأمر بأن تحجز لهم التذاكر فلا تباع لا أحد غيرهم والصلة بين أم كلثوم و"سميعة" الصف الأول وطيدة، إذ كانت تستقبلهم في غرفتها بين الوصلات وتتبادل معهم الأحاديث، وتغني لهم الأغاني التي يحبون سماعها، وتبتسم عندما يطلق أحدهم صيحة طرب وتعيد له المقطع الذي أشجاه.
سميعة الست
يحتل "سميعة الست" الصف الأول ويجلس الشاعر أحمد رامي بجوار فؤاد الأطرش والدكتور عمر شوقي بينما الحاج حافظ الطحان يجلس بجوار زوجته وقد لقب "السميع الأول" وهو لقب أختصته به أم كلثوم، ومن بين "السميعة" المحامي أحمد مختار قطب والقاضي عبد المنعم حمزاوي والتاجر السويسي محمد الزقازيقي وقائمة الصف الأول و"السميعة" طويلة.
عائلة زين العابدين
سحر صوت "الست" عائلة "زين العابدين" بأكملها وربما صوت كوكب الشرق هو الشىء الوحيد الذي اتفقوا عليه، وكانت العائلة تتكون من إبراهيم زين العابدين من أعيان حلوان وابنته "جيهان" وزوجته وشقيقات الزوجة وأبناؤهن جميعا، وكانت بين "العائلة والست" صداقة وطيدة إذ كانت تجلس مع العائلة بالكامل في الكواليس، حتى يحين موعد فتح الستار وقد إعتادت إحدى سيدات العائلة أن تدخل حجرة أم كلثوم بعد كل وصلة و"ترقيها" من عين الحسود.
أحمد رامي
عشق أحمد رامي صوت الست وبينه وبين صوتها غرام دفعه أن يكتب لها أرق الأغاني، ولم يكن "رامي" يغيب عن أي حفلة من حفلات "ثومة" ويحلس في الصف الأول في شرود ويطلق لخياله العنان مع صوتها الملائكي.
الدكتور عمر شوقي
عمر شوقي أسره صوت أم كلثوم منذ أن سمعها وهي ترتدي "العقال" وتردد التواشيح الدينية في بداية مشوارها، وكان له تقليد في الحفل الشهري إذ كان ينام مبكرا في الليلة التي تسبق ليلة الحفل وفي اليوم نفسه لا يتناول سوى وجبة غداء خفيفة ولا يقترب من وجبة العشاء ويقول أنه طبيب ويعرف أن تصرفه يجعله أكثر قدرة على السماع والإحساس بالطرب.
الحاج حافظ الطحان
"السميع الأول" ذلك اللقلب الذي منحته أم كلثوم للحاج حافظ، وهو صاحب مضارب الأرز الذي سحره صوت الست وجعل زوجته تعشق صوتها وتحرص على حضور حفلاتها، وكان "الطحان" ينصت إلي كل جملة تقولها وعندما يدهشه مقطع ويطربه يصيح بأعلى صوته "تاني ياست دانا جايلك من طنطا".
تاجر السويس
حجز محمد الزقازيقي تاجر السويس لنفسه مكانا في الصف الأول وبات واحدا من أبرز "سميعة الست"، ومن المواقف التي مر بها "الزقازيقي" أنه في إحدى الحفلات وصل له تلغراف يبلغه بوفاة قريب له وعليه أن يعود إلي السويس ولكنه رفض أن يغادر الحفل قبل أن تغني أم كلثوم الأغنية التي طلب منها سماعها وغنتها له وطلبت منه "الست" عندما علمت بفحوى التلغراف أن يغاد الحفل ولكنه أصر أن يبقى في الحفل حتى نهايته.
أحمد الجمل
"عامل الإنقاذ" لقب منحته أم كلثوم لـ أحمد الجمل فهو كان يلبي ما تطلبه قرقة الست إكراما لأم كلثوم، وكان يذهب مع أم كلثوم في كل حفلاتها، وفي إحدى المرات كانت أم كلثوم تقيم حفلا في طنطا وعند وصولها المحطة اكتشفت أنها نسيت شيئا في بيتها وذهب "الجمل" إلى بيتها في الزمالك وأحضر لها ما نسيته ولكنه عند عودته وجد القطار قد غادر المحطة فاستقل سيارة أجرة ووصل طنطا قبل أن يصل القطار إلى المحطة ومنذ ذلك الموقف وهو يحمل لقب "عامل الإنقاذ".