بالرغم من حركة الارتفاع التي تشهدها الأسواق العالمية اليوم، لا تزال أسعار الذهب عالقة في منطقة محايدة متأرجحة بين إجراءات ومحاولات احتواء التضخم ومخاوف ركود شامل محتمل ليسجل أعلى مستوى عند 1935 وأدنى مستوى عند خط 1900 دولار للأوقية، بينما يتم تداول العقود الآجلة لشهر ديسمبر عند 1945.60 دولارًا للأوقية، دون تغيير تقريبًا عن إغلاق يوم الجمعة الماضي وللأسبوع الرابع علي التوالي بما يشير بقوة إلى توازن السوق حاليًا وانتظار المناخ المناسب للارتفاع وفقًا لمعظم المحللين.
وينتظر الذهب موجة جديدة من التغيرات خلال الأسبوع الجاري، حيث يصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي أحدث قراراته المتعلقة بالسياسة النقدية والتوقعات الاقتصادية المحدثة عقب اجتماعه السادس للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية والذي يعقد ثمانية اجتماعات خلال العام، للتصويت علي قرارات وسياسات الفدرالي، وبالرغم أنه من غير المتوقع أن يرفع المركزي الأمريكي أسعار الفائدة هذا الأسبوع بناء علي استطلاع رأي المحللين بنسبة تتخطي 80%؛ إلا أنه من المتوقع أن يحافظ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على موقف متشدد وتصريحات عنيفة بشأن السياسة النقدية خلال المؤتمر الصحفي المرتقب.
ويري هاني ميلاد جيد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، أنه على الرغم من اعلان العديد من البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة خلال الأيام الماضية، إلا أن واقع الرسالة العامة بين البنوك المركزية العالمية هي أن ارتفاعات أسعار الفائدة تقترب من نهايتها، وأن السياسة النقدية بدأت تفقد فعاليتها مع تزايد المخاوف من ركود شامل، وهذا أمر سيدفع الذهب للصعود بالأسواق العالمية وعلي الأسواق المحلية بالتبعية.
وأوضح أن الذهب سيواجه صعوبة في تجاوز مستوى 1980 دولارًا قبل اجتماع البنك المركزي الأمريكي المقبل، إلا أن الأسوق العالمية تستعد لارتداد فني مع بداية الربع الأخير من العام الحالي.
المرونة والاستقرار فوق 1900 دولار بالرغم من التحديات العالمية تدعم الاتجاه الصعودي للذهب علي المدي الطويل:
ويري لطفي المنيب نائب رئيس الشعبة أن التوقعات الصعودية لأسعار الذهب علي المدى الطويل لا تزال قائمة مع بداية العام الجديد، حيث أظهر الذهب مرونة كبيرة في التعامل مع الأزمات الحالية واستطاع الحفاظ علي مستوي فوق 1900 دولارًا للأوقية بالرغم من التحديات التي شهدتها الأسواق على مدار عام كامل حتى بعد انخفاضه لفترة وجيزة إلى ما دون 1900 دولار للأوقية وسط ارتفاع عوائد سندات الخزانة وارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوى خلال ستة أشهر، ظل الذهب مرنا، مما يشير الي المسار الصعودي المتوقع لسعر المعدن الثمين مع تحسن الطلب.
وأضاف أن الأزمات الجيوسياسية وما ترتب عليها من أثار سلبية علي الاقتصاد العالمي وتراجع أداء معظم العملات العالمية على مدار العام الماضي دعم الاستقرار النسبي لأسعار الذهب.
تراجع مرتقب لأداء الدولار الأمريكي مع بداية العام المقبل:
ويري المحللون أنه من المرجح أن تتضاءل قوة الدولار الأمريكي في عام 2024، ففي حين توقع استمرار تحسن أداء العملة الأمريكية حتي نهاية العام فإن التوقعات الأكثر قوة لخفض أسعار الفائدة وتباطؤ زخم النمو الاقتصادي مع تزايد حالة عدم اليقين في الاقتصاد الكلي وتزايد التوقعات بشأن التيسير النقدي حتى عام 2024 واستمرار الضغط على ديون الشركات نظرا للارتفاع المستمر لأسعار الفائدة ستؤدي جميعا الي استئناف الدولار لمساره الهبوطي العام المقبل وهو سيرفع جاذبية الاستثمار في المعدن الأصفر ويعطيه القوة الدافعة اللازمة لتخطي أرقام قياسية جديدة.
الأداء المتوقع علي الساحة العالمية خلال الربع الأخير من العام الحالي:
وتنتظر الأسواق عدة عوامل ستشكل محركا قويا للأسواق خلال الربع الأخير من العام الحالي وأهمها فيما يلي
أولًا: تباطؤ معدلات رفع الفائدة من قبل الفدرالي الأمريكي
ثانيًا: تخزين الذهب والاقبال علي المشغولات الذهبية قبل موسم الأعياد.
ثالثًا: ارتفاع الاستثمار في قطاع التجزئة حيث ارتفعت مبيعات العملات الذهبية الأمريكية إلى 85500 أوقية في أغسطس الماضي وفقا لتقرير مجلس الذهب العالمي، وبالنظر إلى العقود الآجلة فإن صافي المراكز الطويلة عند أدنى مستوياتها منذ ستة أشهر بما جعل المضاربة خلال الفترة الماضية هزيلة ولم يترك مجالا لعمليات بيع كبيرة.
رابعًا: استمرار اتجاه البنوك المركزية لمزيد من مشتريات الذهب،
حيث قادت التوترات الجيوسياسية إلى تحول هيكلي في مشتريات البنوك المركزية ومن المتوقع أن يختتم العام الحالي مع اجمالي طلب بحوالي 750 طنا وهو بالرغم من انخفاضه عن حجم الطلب القياسي لعام 2022 والذي بلغ 1080 طنا الا أن حجم هذا الطلب ما زال مرتفعا.
وبينما سيحظى بنك الاحتياطي الفيدرالي بمعظم الاهتمام الأسبوع الحالي، ستتلقى الأسواق أيضا قرارات السياسة النقدية من بنوك إنجلترا، اليابان والوطني السويسري.
وعلي الصعيد المحلي قال أسامة الجلا سكرتير عام الشعبة العامة للذهب باتحاد الغرف التجارية أن الأسواق المحلية شهدت ارتفاعا خلال اليومين الماضيين نتيجة ارتفاع السعر العالمي ليسجل جرام 21 حوالي 2220 جنيها اثناء كتابة التقرير بارتفاع 40 جنيها عن سعر افتتاح الأسواق الأسبوع الحالي والذي سجل 2180 جنيها بينما ارتفع سعر جرام 24 ليسجل 2537 جنيها للجرام وسجل الجنيه الذهب 17760 جنيها قبل احتساب الدمغة أو الضريبة أو المصنعية بينما سجل عيار 18 1903 جنيها للجرام .
وكانت الأسواق قد شهدت استقرارا للأسعار علي مدي ثلاثة أسابيع دون تحركات كبيرة الا أن التحرك الذي يشهده السوق العالمي قد بدأ في التأثير علي الأسعار المحلية.