كشف المكتبُ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، اليوم، انطلاق الاجتماعُ المشترك بين البلدان الذي يشمل مسؤولي تنسيق التغذية مع إطلاق قاعدة بيانات مكونات الأغذية في إقليم شرق المتوسط، وهي مبادرة مشتركة بين جامعة القدس والمكتب الإقليمي.
وسيُعقَد الاجتماع اعتبارا من اليوم 19 إلى 21 سبتمبر 2023 في عمَّان، بالأردن، تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة صالحة بنت عاصم.
وسيشارك بالاجتماعَ ممثلون عن جميع الدول الأعضاء في الإقليم، فضلا عن أعضاء من الدوائر الأكاديمية، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية.
وسيُطلَع الخبراءُ من المقر الرئيسي للمنظمة والمكتب الإقليمي أعضاء الوفود على إرشادات المنظمة ومواردها ذات الصلة وفرص الدعم التقني.
وسيتشارك هؤلاء الخبراتِ القُطريةَ بشأن تنفيذ السياسات، بالإضافة إلى قصص النجاح والتحديات الأخرى، وسيحددون الاحتياجات القُطرية للدعم وفرص التعاون المشترك بين البلدان.
وأشارت الأميرة صالحة بنت عاصم إلى الأوضاع التغذوية في الأردن، مضيفة:"يعاني الأردن، شأن سائر البلدان في إقليم شرق المتوسط، من تحوُّل تغذوي سريع أدى إلى ارتفاع في معدلات زيادة الوزن والسمنة، ومن ثم ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض غير السارية المرتبطة بهما».
وأضافت أن السلطات الصحية تعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية على دعم برامج التغذية الصحية للحد من معدلات السمنة، ومكافحة ارتفاع ضغط الدم والسكري وسائر الأمراض غير السارية.
وبدوره، شدد الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، في كلمته الافتتاحية، على العبء الثقيل لسوء التغذية في الإقليم، متابعًا “سوء التغذية، بكل أشكاله، يسبب خسائر فادحة في صحة السكانِ في إقليم شرق المتوسط، وفي عافيتهم، وفي تنميتهم المستدامة. وتجابه بلدانُ الإقليم العبءَ المزدوج لسوء التغذية، إذ إن الإقليم يعاني من نقص التغذية، مع زيادة الوزن والسمنة اللتين تزدادان انتشارًا يومًا بعد يوم".
سوء تغذية الأمهات والرُّضع
وعلى الرغم من إحراز بعض التقدُّم على هذا الصعيد، فإن سوء تغذية الأمهات والرُّضع والأطفال الصغار والمراهقين يظل مشكلةً تهدد صحة وتنمية قدرات النساء والمراهقين والأطفال في الإقليم. فلقد شهد عام 2020 إصابة 26.2% من الأطفال دون سن الخامسة في الإقليم بالتقزم، بينما أصيب 7.4% من الأطفال دون سن الخامسة بقدرٍ من الهزال، وأصيب 3% منهم بالهزال الشديد.
وإضافة إلى ذلك، فإن إحصاءات عام 2020 تشير إلى أن طفلًا من كل 12 طفلًا في الإقليم دون سن الخامسة مصاب بزيادة الوزن، ناهيك عن ذكر ما يترتب على ذلك من آثارٍ خطيرة على الصحة والعافية في جميع مراحل العمر. ولا يزال أطفال كُثُر يواجهون أيضًا الجوع المستتر، المتمثل في عدم كفاية ما يحصلون عليه من فيتامينات أو معادن. أما في صفوف الفتيات والنساء في سن الإنجاب (15-49 سنة)، فإن معدل انتشار فقر الدم في الإقليم يتراوح بين 24% و70%.
ويواصل المكتبُ الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، دعمَ الدول الأعضاء في جهودها الرامية إلى توسيع نطاق تنفيذ السياسات، وتحويل المعارف إلى إجراءات على أرض الواقع، وقاعدة بيانات مكونات الأغذية في إقليم شرق المتوسط، التي أُطلِقت اليوم، مثالٌ على هذه المبادرات.
وقال الدكتور أيوب الجوالدة، المستشارُ الإقليمي للتغذية بمنظمة الصحة العالمية، "إن قاعدة بيانات مكونات الأغذية، في جوهرها، شهادة على أهمية معلومات التغذية الخاصة بالإقليم تحديدًا. وتهدف قاعدة البيانات إلى تزويد الباحثين والمتخصصين في التغذية ومهنيي الرعاية الصحية وراسمي السياسات ببيانات دقيقة وشاملة وقابلة للتنفيذ عن الأغذية المستهلكة في إقليم شرق المتوسط. ومع زيادة الإصابة بالأمراض غير السارية عالميًّا والاعتراف المتزايد بدور النظام الغذائي في الصحة، اكتسبت هذه البيانات أهمية أكبر من ذي قبل".
وتفحص قاعدةُ بيانات مكونات الأغذية، المتاحة في شكل كتاب وقاعدة بيانات إلكترونية، المشهدَ الغذائي في إقليم شرق المتوسط. ويستطيع المستخدمون التعرف على مرتسمات المغذيات الكبيرة والمغذيات الدقيقة في الأغذية التي يتناولها ويعيش عليها الملايين، والوقوف على رؤى حول الأنماط الغذائية، وهو ما يتيح اتخاذ قرارات مستنيرة في مجالات الرعاية الصحية، ورسم السياسات، والتخطيط للتغذية المجتمعية. والأمرُ لا ينتهي عند الأغذية المستهلكة فقط، بل يمتد إلى تبعاتها على الصحة والعافية والوقاية من الأمراض.