فنان الشعب.. 100 عام على رحيل سيد درويش الغائب الحاضر

الاحد 10 سبتمبر 2023 | 12:10 مساءً
مئوية سيد درويش
مئوية سيد درويش
كتب : نوران الرجال

فنان الشعب.. تحل اليوم علينا ذكرى رحيل سيد درويش، حيث توفي 10 سبتمبر 1923، وهو واحدًا ممن استطاعوا تغيير تاريخ مصر الفني، وعبر بالفن عن الكفاح الوطني، وأخذ من كلمات الراحل الزعيم مصطفى كامل، النشيد الوطني.

الفنان سيد درويش ليس كغيره من المُلحنين والمطربين في عصره، له طابع مميز يحبه الشعب المصري، غني للفلاح والعامل والموظف، وتوفي في شبابه بعمر الـ31 لظروف غامضة.

نشاءة سيد درويش

ولد سيد درويش في محافظة الإسكندرية في 17 مارس 1892، وتوفى عن عمر ناهز الـ31 عامًا، وكانت بدايته بالإنشاد مع أصدقائه، من ألحان الشيخ سلامة حجازي والشيخ حسن الأزهري.

والتحق بالمعهد الديني بالإسكندرية عام 1905 ثم عمل في الغناء في المقاهي، ثم سافر إلى الشام في نهاية عام 1908 وعاد عام 1912 وبدأت موهبته الفنية.

” وهناك حفظ القرآن كاملا بالتجويد وعقب تخرجه أطلق عليه ذويه “الشيخ سيد درويش”.

أعمال الفنان سيد درويش

وذات مرة سمعه “الأخوان عطالله” السوريين فأعجبا بغنائه لينتقل معهما إلى الشام في رحلة فنية قصيرة تعلم فيها الكثير لكنه لم يلق النجاح الكافي حينها، وبعد سنوات عاد مرة أخرى إلى الشام وتعلم خلال هذه الرحلة الأخيرة كتابة النوتة الموسيقية وعزف العود فعاد إلى الإسكندرية ليقدم ألحانه بنفسه ويبدأ نجمه في البزوغ رويدًا رويدًا.

خلال فترة بسيطة ذاع صيت “الشيخ سيد درويش” بالإسكندرية حتى وصلت أخباره إلى القاهرة، مما دفع الشيخ “سلامة حجازي” الذي كان ذو شهرة كبيرة حينها إلى السفر للإسكندرية لحضور إحدى حفلاته، وبالفعل أعجب به و بألحانه وصوته وشجعه للمجيء إلى القاهرة.

وعلى عكس ما كان يتمناه درويش فقد استقبله جمهور القاهرة بفتور بسبب صغر سنه إلا أن الشيخ سلامة خرج إليهم ليدافع عنه وأكد لهم أن هذا الصغير هو عبقري المستقبل، لكن ذلك لم يمنع درويش من العودة للإسكندرية بعد إحباطه.

وأكمل درويش غناؤه وتلحينه الذي كان مختلفًا عن مُلحني عصره، حتى تمكن من كسب ثقة الممثل الكبير “جورج أبيض” ليلحن لفرقته رواية كاملة وهي (فيروز شاه)، والتي أعجب بها الجمهور كثيرا لتبدأ مرحلة جديدة في حياة الشيخ درويش.

ووضع درويش للكسار والريحاني العديد من الألحان، التي تعد من التراث والفلكلور المصري مثل “زوروني كل سنة مرة”، و”الحلوة دي “، و”أهو دا اللي صار، وأيضا “سالمة يا سلامة”، وهي الأغاني التي أصبحت تجوب كل الوطن العربي وتغنى بها كبار المطربين أمثال صباح فخر وفيروز.

ومع قيام ثورة 1919 كان الشارع المصري على موعد مع أغنية جديدة بألحان الشيح سيد، فأصبحت “قوم يا مصري” من أشهر وأكثر الأغاني ارتباطا بالمصري حتى يومنا هذا.

ووضع درويش ألحانا لنحو 20 اوبريت، فخلال عام 1920 تم تقديم أوبرا كاملة من ألحان سيد درويش بعنوان “مارك أنطوان وكليوباترا” على خشبة المسرح المصري ليترك بصمته بالأوبرا، كما تمكن من إدخال الغناء البوليفوني في الموسيقى المصرية للمرة الأولى فقد لحن أوبريت “العشرة الطيبة” مع فرقة نجيب الريحاني و أوبريت “شهرزاد ” التي كانت انقلابا جديدا في عالم الموسيقى العربية والألحان المسرحية.

وحينما كانت البلاد في حاجة لأنشوده تحتفل بها بعودة سعد زغلول من المنفى، كان سيد درويش هو بطل القصة مرة أخرى ليلحن النشيد الشهير “بلادي بلادي” المقتبسة كلماته من خطاب ألقاه الزعيم مصطفى كامل عام 1907.

لغز وفاته

بعد سنوات قصيرة أثرى خلالها سيد درويش الموسيقى العربية بالقوالب المختلفة والعشرات من الأدوار، حتى بلغت أعماله 40 موشحا، ومائة طقطوقة، و30 رواية مسرحية وأوبريت، توفي بشكل مفاجئ في العاشر من سبتمبر عام 1923، تاركا خلفه لغز وفاته.

وحتى يومنا هذا لا يعلم المصريون كيف توفي “الشيخ سيد درويش” فقد كثرت الأقاويل حول قتل الإنجليز والملك فاروق له بسبب أغانيه الوطنية، ومنهم من أكد أنه توفي بجرعة مخدر زائدة، ومنهم من فضل أن يكون موته طبيعيا، ومع اختلاف الروايات ستبقى هناك حقيقة واحدة ثابتة، وهي أن هذا الشاب استطاع خلال سنوات قصيرة أن يترك أثرا لم تستطع الرياح محوه حتى الآن. 

مئوية سيد درويشمئوية سيد درويشمئوية سيد درويشمئوية سيد درويشمئوية سيد درويشمئوية سيد درويش