تحرص وزارة التضامن الاجتماعي علي مكافحة الإدمان المتدوال بين الشباب في هذه الأيام والحد منه بالقدر المستطاع وتقديم خدمات علاجية مجانية وبشكل سري تام، ويقصد بالخدمات العلاجية مجموعة الإجراءات التي تتخذ لوقف التدهور العضوي والنفسي الناتج عن التعاطي.
ويقدم العلاج بالخط الساخن من خلال فريق من الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان والذين يقومون بالكشف على الحالات وعمل تقييم إكلينيكي لها، كذلك عمل جلسات تحفيزية، وتشترط الوزارة أيضًا أن يكون مصري الجنسية وعلي رغبة المريض في العلاج، ثم يقوم الفريق المكون من الطبيب المعالج والأخصائي النفسي للمتابعة بوضع الخطة العلاجية للمريض ومتابعته في فترة ما بعد العلاج، والتي تتضمن محورين أساسيين:
المحور الأول: يختص بالاتصالات الهاتفية التي ترد للخط الساخن، ونود الإشارة إلى أن الخط الساخن يعمل 24 ساعة يوميًا طوال أيام الأسبوع وخلال العطلات الرسمية.
والمحور الثاني: يهتم بالخدمات العلاجية التي تُقدم للمترددين على الخط الساخن للعلاج، وفيما يلى بيان بهذه الخدمات.
أولًا: الاتصالات الهاتفية وأنواعها:
النوع الأول: من الاتصالات الهاتفية هو المكالمات الخاصة بالاستقبال، والتي يجريها المرضى أو ذويهم، بعد وصول المتعاطي لمرحلة الإدمان التي تستلزم علاجه أو حجزه بإحدى المستشفيات المتعاونة مع الخط الساخن، حيث يطلب المريض أو أحد ذويه استقبال أخصائي الخط الساخن له بأقرب مستشفى لمسكنه لتقييم حالته والبدء في العلاج، وذلك من خلال الفريق العلاجي بالمستشفيات المتخصصة لعلاج الإدمان والمتعاونة مع الخط الساخن.
النوع الثاني: من الاتصالات الهاتفية هو الخاص باتصال المريض بالأخصائي بعد وأثناء تلقيه الخدمة العلاجية ، حيث يقوم المريض بالاتصال بالأخصائي المتابع لحالته للاستفسار حول بعض المشاكل التي تواجهه سواء فيما يخص العلاج أو ما يتعلق بأحد جوانب حياته المختلفة.
وتُعد المتابعة أحد أهم الأنشطة التي تمارس في الخط الساخن وتتناسب هذه النسبة مع طبيعة مشكلة الإدمان، والتي تحتاج إلى المتابعة المستمرة والمتواصلة.
وقد اتضحت أهمية هذه الخدمات من خلال الاتصالات الهاتفية التي يتلقاها أخصائيو الخط الساخن والمتطوعون، كما توضح التفاعل الإيجابي مع الخط الساخن مما يعد مؤشراً على فاعليته واتساع نطاق خدماته وأن الخط الساخن أصبح معروفاً لقطاع عريض من المرضى أو ذويهم.
النوع الثالث: هو اتصالات المشورة وتتضمن هذه الاتصالات المكالمات التي يجريها المرضى أو ذويهم بهدف التعرف على كيفية الاكتشاف المبكر لحالات التعاطي وكيفية التعامل مع المرضى ، وفي هذا الصدد يحرص الصندوق على إجراء لقاءات تليفزيونية للتعريف بخدمات الخط الساخن، والتي استطاعت الوصول إلى الجمهور المستهدف وتعريفه بكيفية الاكتشاف المبكر لحالات التعاطي، وكيفية التعامل مع المرضى إضافة إلى جذب انتباههم، ورفع الوعى بخطورة المخدرات، وتوضيح جوانب الخطأ في المفاهيم المغلوطة وتفنيدها.
ثانيًا: الخدمات العلاجية التي تُقدم للمترددين على المستشفيات الشريكة مع الخط الساخن للعلاج والتأهيل:
أ- مسلمات أساسية في علاج الإدمان:
1- الإدمان مرض يستحق العلاج وينبغي التعامل معه على هذا الأساس.
2- الإدمان زملة من الأعراض والاضطرابات العضوية والنفسية والإجتماعية.
3- الإجراءات العلاجية اللازمة لعلاج الإدمان متعددة ولا يمكن الإدعاء بوجود مدخل أو أسلوب واحد فقط لعلاج الإدمان.
4- الهدف الرئيسى من العلاج ليس مجرد الإمتناع عن تعاطى المخدر بل لمساعدة المريض على العودة إلى الحياة والدخول مرة أخرى إلى النسيج الإجتماعى الذى إنسلخ منه.
5- العلاج الطبي (التطهير من السموم) رغم أهميته لا يشكل سوى مرحلة أولية محدودة من العلاج ، لذلك فإن العلاجات النفسية وأساليب التأهيل الاجتماعي تظل هي الأهم باعتبارها مكملة لإجراءات العلاج الطبي.
ب- من أجل ضمان فعالية البرامج العلاجية ينبغي مراعاة ما يلى:
1- أن تتمتع البرامج العلاجية بالمرونة الكافية.
2- أن يعتمد تنفيذ هذه البرامج على فريق عمل متكامل يضم كافة التخصصات اللازمة للعمل مع الإدمان (طبيب ، طبيب نفسى ، أخصائي نفسي، أخصائي اجتماعي، ممرض ،متعافين ، مرشد ديني ... الخ).
3- أن تتضمن البرامج العلاجية تدخلات تعنى بالأمراض الطبية والطبية النفسية والمشكلات الأخرى المشتركة مع الإدمان.
4- ألا يقتصر العلاج على المرضى وأن يمتد ليشمل الأسرة والسياق الإجتماعى بكاملة.
5- ضرورة الإستفادة من نتائج البحوث والدراسات التى أنجزت فى مجال الإدمان.
6- ضرورة التنسيق والتكامل بين كافة مؤسسات المجتمع المعنية بشئون العلاج ، وألا يتم إختزال العلاج فى مؤسسة واحدة أو وزارة واحدة.
7- ضرورة التقويم المستمر للنواتج العلاجية لتصحيح مسار البرامج العلاجية وتطويرها.
الخدمـات العلاجيـــة:
يقصد بها مجموعة الإجراءات التي تتخذ لوقف التدهور العضوي والنفسي الناتج عن التعاطي.
ويقدم العلاج بالخط الساخن من خلال فريق من المتخصصين في علاج الإدمان.
وتتنوع الخدمات العلاجية التى تقدم من خلال الخط الساخن لتتضمن:
1- علاج طبى ويشتمل على:
أ- علاج أعراض الانسحاب (تطهير الجسم من السموم).
ب- علاجات طبية تعالج الأمراض الجسمية المرتبطة بالتعاطي.
2- علاج نفسى ويشتمل على:
علاج نفسى فردى، علاج نفسى جمعي، مقابلات دافعية، علاج تبصيري، علاج نفسى سلوكي معرفي، يتم من خلاله توظيف وإيجاد الإيجابية وتدريب المرضى على تعديل أفكارهم تجاه تعاطى المخدرات واستعادة ثقتهم في أنفسهم، وتصحيح صورة الذات، وتقييم القدرات الحقيقية، وتعلم سلوكيات أخرى.
3- الوقاية من الانتكاسة:
إجراء علاجي يستخدم مع المعتمدين على المشروبات الكحولية أو المخدرات خلال فترة انقطاعهم عن التعاطي لإعدادهم لمواجهة الهفوات أو الكبوات المحتومة التي تنذر ببداية الانتكاس لتعاطى المادة المخدرة ، وفى هذا الإجراء يتعلم المريض استراتيجيات المواجهة التي تمكنه من تجنب المواقف التي يعتقد أنها تنطوي على اندفاعات محفوفة بمخاطر الانتكاس، كما يتعلم أيضًا من خلال عملية التهيؤ الذاتي وأساليب أخرى كيفية تقليل احتمال تعاطى المادة المخدرة بمجرد حدوث الهفوة (الكبوة) إلى أدنى حد ممكن.
4- برنامج الرعاية النهارية:
يقدم الخط الساخن بالشراكة مع المنظومة العلاجية بمستشفى مصر الجديدة للصحة النفسية بالمطار برنامج الرعاية النهارية لمجموعة من المتعافين وأسرهم، تأكيدًا على الدور المحوري للأسرة في العلاج والمتابعة ، حيث أن للأسرة دورًا كبيرًا في تقليل الانتكاسة واستمرارية العلاج، ويهدف هذا البرنامج إلى حماية المريض المعافى من الانتكاسة بسبب عودته للاختلاط بأصدقاء السوء وتأهيله على إعادة جسور التفاهم بينه وبين أسرته والمجتمع المحيط به لتسهيل عودته إلى الحياة العملية واكتساب القدرة على التعامل الإيجابي مع المجتمع بعد العلاج. ويتردد المتعافون على المستشفى 4 أيام أسبوعيًا ينخرطون في جلسات محادثات ومحاورات وأنشطة ترفيهية تستغرق اليوم بأكمله نهارًا.
5- أهمية العلاج الجماعي لمرضى الإدمان:-
ثبت بالخبرة الإكلينيكية نجاح جلسات العلاج الجماعي كمكون أساسي في برنامج علاج الإدمان.
حيث يلعب العلاج الجماعي دورًا فعالًا في مساعدة المرضى على التخلص من التعاطي والإدمان ومنع الانتكاسة، فهذا النوع من العلاج يساعد المرضى الذين يجنحون للسلبية والإنزواء ويفتقدون المهارات الاجتماعية التي تمكنهم من تنمية روابط وثيقة الصلة بالآخرين.
كما أنه يساعد المرضى الذين يعانون من الإكتئاب الذي يكون ناتجًا من الإحتكاك بالآخرين والفشل فى ذلك.
هذا فضلًا عن أن عملية العلاج لا تكون فعاله على الإطلاق ما لم يمارس المريض المهارات التي يرغب في تنميتها من خلال الجماعة.
وأكد كثيرًا من المعالجين لمرضى الإدمان، على أن هناك العديد من الحالات النفسية التي تلعب فيها العوامل الاجتماعية والأخطاء في عمليات التفاعل بالآخرين دورًا حاسمًا في نمو الأعراض المرضية وبهذا فإن العلاج الجماعي يكون فعالًا في هذه المواقف إذا تم في مواقف اجتماعية منضبطة.