قال وزير البترول السابق، المهندس أسامة كمال، إن مصر كانت تستورد السولار من الخارج بنسبة 50%، في حين كان الإنتاج المحلي يبلغ 50% فقط ، وأنه تم تحقيق تقدم كبير خلال الخمس سنوات الماضية في زيادة نسبة الإنتاج المحلي، حيث تم تقليل حجم الاستيراد الخارجي إلى 25% فقط. يعزى هذا التحسن إلى التطورات والتحديثات التي تمت في الشركة المصرية لتكرير البترول، بما في ذلك زيادة الإنتاج في الإسكندرية للبترول ،وكذلك رفع الطاقة الإنتاجية في شركة أسيوط للبترول ، ولكن مازلنا نستورد 25% من السولار من الخارج.
وأوضح الوزير السابق ،أن مشكلة السولار تتمثل في تكوينه المعقد، حيث يتم ضخ كميات كبيرة منه في السوق المصرية ، والتي تصل إلى 40,000 طن يوميًا، أي ما يعادل حوالي 45 مليون لتر، وأشار إلى أن إنتاج السولار يتم من خلال عدة مصادر، حيث يتم إنتاج جزء منه في مصافي التكرير العامة، وجزء آخر في المصافي الاستثمارية، وجزء ثالث يتم استيراده من الخارج على شكل خام ويتم تكريره، وأخيرًا يتم استيراد جزء رابع من الخارج على شكل سولار جاهز للاستخدام.
وعندما يتم جمع هذه الأجزاء الأربعة، يظهر أن سعر السولار الواحد يتراوح بين 12.5 إلى 15 جنيه للتر الواحد. ومع ذلك، يتم تعديل سعر اللتر الواحد من السولار المدعوم وفقًا للدعم الحكومي، حيث يصل سعر اللتر الواحد المدعوم إلى 8 جنيهات،وبالتالي يوجد دعم لسعر السولار بمقدار 4 إلى 5 جنيهات في اللتر الواحد من السولار المدعوم.
وتابع أسامة كمال، تتكبد الحكومة تكلفة كبيرة في دعم السولار بمبلغ يبلغ حوالي 65 مليار جنيه سنويًا، والذي يترجم إلى 180 مليون جنيه يوميًا و حوالي 5.5 مليار جنيه شهريًا، وأشار إلى أن تقليل كمية الاستيراد سيسهم في تقليل تكلفة الدعم.
على سبيل المثال، إذا تم تخفيض جنيه واحد في لتر السولار، فإن ذلك سيؤدي إلى توفير حوالي 45 مليون جنيه يوميًا في تكلفة الدعم. وبالتالي، أي توفير في الأرقام سيكون له تأثير إيجابي كبير على تكلفة دعم الوقود. ومن هذا المنطلق، يأتي أهمية مجمع التفحيم اومصفاة التكرير وإنتاج السولار في السويس، حيث يهدف ذلك إلى التحكم في أسعار المنتجات البترولية بشكل عام وتقليل تكلفة الدعم.
واستطرد قائلاً :إلى ضرورة إعادة توجيه الدعم المخصص للسولار لصالح بنود أخرى ذات أهمية أكبر، مثل التعليم والرعاية الصحية والنقل العام، وذلك بدلاً من أن يكون مستهدفًا للأفراد والقطاعات التي لا تستفيد منه بشكل كبير, وبالإضافة إلى ذلك، تشير إلى أن تغيرات في سعر السولار وسعر الصرف يؤثران على تكلفة الدعم.
في هذا السياق، يعمل الجهات المعنية على إزالة هذين العاملين من الحسابات، بهدف إعادة توجيه الدعم المخصص للسولار لصالح مجالات وبنود أخرى تعود بالفائدة على الجماهير بشكل أكبر، مثل التعليم والرعاية الصحية والنقل الجماعي ،ويعتبر ذلك أكثر عدالة وتوجيهًا للدعم إلى الأشخاص المستحقين له، بالمقابل، يتم تحديد تأثير الدعم على الأنشطة الفاخرة وغير الضرورية، مثل اليخوت والسيارات الفاخرة ووسائل النقل السياحية وسيارات النقل الكبيرة والصغيرة وبالإضافة إلي الميكروباصات، بهدف تقليص هذا النوع من الاستفادة من الدعم وتوجيهه نحو الاحتياجات العامة للجماهير.
واختتم كلامه بالنسبة للهدف العام الذي ذكرناه، فإنه يهدف إلى توسيع الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال البترول، من خلال تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وعلق المهندس أسامة كمال على إعلان شركة كايرون بشأن اكتشاف حقل جديد للزيت الخام في خليج السويس، أوضح أنه ليس اكتشافًا جديدًا، بل هو زيادة في إنتاج الحقل الحالي إلى 2500 برميل من الزيت الخام يوميًا، وأشار إلى أن هذا الإنتاج الإضافي يأتي في إطار جهود وزارة البترول لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتغطية احتياجات البلاد من النفط المستورد.