أعلنت الحكومة المصرية مؤخراً عن نيتها في استضافة مخزن عالمي لتخزين وتوريد الحبوب في مصر بسعة، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز ومواجهة الأمن الغذائي المصري والعالمي.
حيث تواجه العديد من الدول صعوبات في توفير الكميات الكافية من الغذاء لسكانها نتيجة لتغير المناخ والنمو السكاني المتسارع. وتعتبر التخزين والتوريد الفعال للحبوب من العوامل الحاسمة في مكافحة هذه الأزمة العالمية، وهنا يأتي دور مصر، التي تمتلك موقعًا استراتيجيًا وخبرة طويلة في مجال الزراعة والتجارة الدولية.
وفي هذا الشأن سنتعرف على الجدوي الاقتصادية لهذا المشروع من خلال خبراء اقتصاديون.
في البداية أوضح الدكتور أحمد حنفي خبير اقتصادي ،يعد هذا المشروع استراتيجيًا هامًا لمصر على المستويين الاقتصادي والسياسي، حيث من شأنه تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي وعالمي لتجارة الحبوب والسلع الغذائية.
فعلى المستوى الاقتصادي، سيسهم المخزن في توفير فرص عمل جديدة وجذب استثمارات أجنبية مباشرة في قطاع تخزين وتجارة الحبوب، إلى جانب زيادة إيرادات الضرائب على التجارة، كما سيدعم استقرار أسعار الحبوب عالميًا من خلال توفير مخزون احتياطي كبير واستراتيجي.
وعلى المستوى السياسي، ستعزز هذه الخطوة من مكانة مصر كشريك استراتيجي لدول العالم في مجال الأمن الغذائي، خاصة في ظل الأزمات الغذائية العالمية المتكررة، كما يكرس موقع مصر كمحور لتوزيع المنتجات الزراعية بين قارات العالم الثلاث.
وأضاف الخبير الاقتصادي، تتمتع مصر بمقومات يجعلها الخيار الأمثل لمثل هذا المشروع، فهي تحتل موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا يربط بين قارات العالم، ولديها بنية تحتية متطورة من موانئ وطرق وسكك حديد، إلى جانب الموارد البشرية المؤهلة.
لذا، فإن هذه الخطوة تُعد بمثابة استثمار استراتيجي لتعزيز الاقتصاد المصري والأمن الغذائي الإقليمي والدولي، وستجني مصر ثماره على المدى.
ومن جانبه قال الدكتور خالد الشافعي خبير اقتصادي ،إن مصر تقع في منطقة معروفة بإنتاجها الزراعي الوفير ومواردها المائية الهامة،وتعتبر القاهرة، عاصمة مصر، مركزًا للنقل والشحن العالمي، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لإقامة مخزن عالمي للحبوب ، ستتمتع مصر بالقدرة على تخزين كميات كبيرة من الحبوب وتوريدها بشكل فعال إلى الدول المحتاجة.
وأضاف: علاوة على ذلك، فإن إقامة مخزن عالمي للتخزين وتوريد الحبوب في مصر ستسهم في تعزيز الثقة العالمية في استقرار الإمدادات الغذائية،وسيوفر لمصر بيئة آمنة وموثوقة لتخزين الحبوب، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والسلامة الغذائية، وهذا سيشجع المستثمرين والمنظمات الدولية على الاستثمار في مشروعات الزراعة والتوريد في مصر، مما يعزز النمو الاقتصادي ويعطي فرص عمل للمجتمع المحلي.
وأوضح: ستعمل مصر على تطوير برامج تعاون دولية لتبادل الخبرات وتقنيات الزراعة المبتكرة ،وتعزيز التعاون الدولي في هذا الصدد سيسهم في تحسين قدرات الدول النامية في إدارة مواردها الزراعية وتعزيز الإنتاجية. وبالتالي، سيتم تحقيق تحسن كبير في الأمن الغذائي وتقليل الجوع والفقر في العالم.
وأكد الشافعي، أن إنشاء مخزن عالمي للتخزين وتوريد الحبوب في مصر سيعزز دور البلاد كلاعب رئيسي في سوق التجارة العالمية للحبوب، سيتيح لمصر التفاعل بشكل أكبر مع الأسواق العالمية وزيادة فرص التصدير وتعزيز الإيرادات.
واختتم كلامه قائلاً: يمكن القول إن إقامة مخزن عالمي للتخزين وتوريد الحبوب في مصر ستلعب دورًا حاسمًا في مواجهة أزمة الغذاء العالمية. ستعزز الأمن الغذائي وتوفر الإمدادات الحيوية للدول المحتاجة، بالإضافة إلى تعزيز الاستثمارات والامن القومي.