لقد شهد العالم في العام الفائت تفشي وباء تنفسي عرف بالكورونا أو "بكوفيد 19" الذي شن على العالم كله حملة شرسة ووفاة, وفتكٍ بأعداد كبيرة من الناس,وفي سبيل مواجهتة بدأت الدول جميعها بتوعية المواطنين, بضرورة التباعد الاجتماعي ,والإلتزام بالمسافات الأمنة, وارتداء الكمامة وغيرها من إجراءات احترازية لوقف انتشار الوباء, وظلت تنوه عنها ,وتشدد عليها حتى بمرور الوقت, وقد ظن العالم بعدها أنه بمرور الوقت انه قد خرج من هذه الازمه وأن هذا الوباء ذهب بلا رجعه وأنه سينتهي في الصيف على الأكثر ,ولكن فجأنا هذا الوباء بتحور جديد له أو تطور جيني جديد وهو أوميكرون الذي أثار على قناة جميعًا ,بسبب إزدياد الوفيات التي حدثت بسببه, وبسبب خلط أعراضه بأعراض الانفلونزا وزيادة خطر إنتقال العدوى به وإحتمال مقاومته للقاحات, وظل الفيروس يتطور ويظهر له العديد من التحورات, وكانت منظمة الصحة العالمية تراها بعين الاهتمام والمتابعة ولكنها لم تعت برها مثيرة لأي نوع من القلق إلى أن ظهر المتحور الجديد"EG- 5" الذي إنتشر بشكل سريع وكبير وقد صرح دكتور "أمجد الحداد" مدير مركز الحساسية والمناعة في أكسير المصل واللقاح لبلدنا اليوم أن هذا الفيروس أصبح محط الاهتمام لمنظمة الصحة العالمية ,ولكنه ليس محطًا للقلق حيث لم يبلغ درجة الخطورة العالية, وحتى الآن لا توجد دراسات تدل على أنه أخطر من التحور الأصلي أوميكرون الى أنه أكثر قدرة على الانتشار كما أجاب لنا على بعض التساؤلات المهمة مثل:
لماذا في هذا التوقيت من العام, وهل ارتفاع الحرارة سبب في انتشاره؟
فقال : أوميكرون, أو فيروس كورونا عمومًا مقاييس الحرارة لا تطبق عليه, على عكس باقي الفيروسات التنفسية, التي كنا في السابق نعلم عنها أنها تنشط في الشتاء, وتقل حدتها في الصيف حيث أن أوميكرون هو فيروس, أو تحول جيني يحدث وينتشر ,وهو مقاوم للحرارة ,حيث أن تحوله الجيني, أو طاقته الجينية جعلته اكثر قدرة على الإنتشار السريع.
هل ننتظر هجمة شرسة مع الخريف أو الشتاء؟
وكان رده : بنسبة ما إذا تحدثنا عن مصر, فهي من الدول التي تمتلك منظومة جيدة جدًا وهي من المنظومات التي يشيد بها الجميع, فهي توفر التطعيمات وتقوم بحملاتٍ بالمجان ,لاخذ جرعة وقائيه تحفيزية أو تنشيطية ,وبالتالي مع الاستمرار في اخذ لقاح كورونا ,و لقاح لبدء الشتاء بنسبة كبيرة سيقل إنتشار الفيروس ,ولن يصل لدرجة وبائيه خطيرة, فنحن في النهاية ,نواجه فيروسًا تنفسي سواءًا كان الإنفلونزا أو البرد أو الكورونا في الخريف أو الشتاء .
هل الأجسام المناعية التي حصلت عليها أو اكتسبتها أجسامنا من اللقاحات كافية؟؟
فأجاب أنها كافية ,ولكنها مع الوقت تقل مناعتها ,ويحدث للقاح ما يسمى بالهروب المناعي ,فليس معنى أنك أخذت اللقاح أنك في مأمن, فاللقاحات يجب أن لا تتجاوز مدتها من 6أشهر لعام يجب أن تاخذ جرعة تنشيطية مثل لقاح الإنفلونزا حيث يؤخذ سنويًا, وكذلك لقاح الكورونا المفترض أن يتحول الى سنوي ولكن في ظل عدم إنتهاء الوباء او إنتشاره يفضل أن يأخذه كبار السن وضعيفي المناعة جرعة تنشيطية كل 6 أشهر.
توقعه في الأشهر القادمة:
بالنسبة لمصر فوزارة الصحة, قد قامت بعمل عظيم من احتياطات اتخذتها لمواجهة الجائحة وخطة طوارئ جيدة جدًا وفي حالة وجود إنتشار ,فهنالك منظومة اللقاحات التي تدعمها الدولة.
التوعية بالإجراءات الإحترازية:
ضرورة تنبيه المواطن وتوعيته بأساليب الحماية ليس رفاهية من كمامات ,وإجراءات تباعد يجب أن يكون أسلوب حياتنا غير مرتبط بتعليمات دولة, أو بإنتشار وباء يجب أن نستمر في الاجراءات الاحترازية التي تعلمناها من وباء كورونا في الفترة القادمة ؛لتوفر الحماية للجميع من أي عدوى تنفسية ,وخصوصًا ارتداء الكمامة لكبار السن وضعيفي المناعة في المواصلات المغلقه , والابتعاد عن أي تجمعات واتخاذها أسلوب حياة في المناطق المزدحمة عمومًا.
ماذا سيحدث إذا لم تؤثر اللقاحات في الڤيروس؟؟؟
وحتى لو حدث جزء من الهروب المناعي فالجرعات التنشيطيه تقلل من ولكن اللقاحات حتى مع الهروب المناعي تشكل جزءا كبيرا من الحمايه والهروب المناعي يعني ان لا تؤثر اللقاحات في القضاء على التحور الجديد ,ولكن الدراسات كلها تشير إلى أن الجرعات التحفيزية تقلل من المضاعفات بنسبه كبيره جدًا, وحتى لو أصبت بسبب أي نوع من الهروب المناعي ستكون إصابتك أقل حدة أو أقل خطورة ؛ بسبب وجود أجسام مقاومة لديك , وبالتالي اللقاحات مهمه جدًا جدًا في المرحلة الحالية.