شهد الشارع المصري، حالة من الغليان خلال الأيام القلية الماضية، بسبب ارتفاع أسعار الكتب الخارجية، ارتفاعات غير مسبوقة من قبل، وجاء الأمر عقب إعلان المدرسين عن بدء مجموعات التقوية الخاصة بهم، وبدء أولياء الأمور متابعة أولادهم في منهج السنوات الجديدة والاطلاع عليه.
وعلى الرغم من ذلك، يخلق المصريون كعادتهم، من المحن مجالًا للضحك والكوميكس، وتوالت المنشورات المضحكة والساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، فهناك من كتب: «كتاب المعاصر 6 ابتدائي بـ 250 جنيهًا، ده لو عاصر على نفسه فدان ليمون مش هيبقى كدا»، وأضاف آخر: «يعني ايه اشترى كتاب سلاح التلميذ أولى ابتدائي بـ 125 جنيهًا هو ابني هيطلع من أولى ابتدائي على الجامعة»، وعلق ثالث: «فلوس كتاب الأضواء اللي اشتريته لابني، أد مصاريف الكلية اللي دفعتها وأنا في سنة رابعة».
ارتفاع أسعار الكتب الخارجية
لم تلمس الأزمة الأهالي خارج القطاع التعليمي فقط، لكنها لامست أيضًا من يعملون بالقطاع.
واشتكت غادة محمود، معلمة، من ارتفاع أسعار الكتب الخارجية، واعتبرته أمرًا خارج السيطرة، داعية الله أن يكون في عون الجميع، قائلةً: «الكتب الدراسية السنة دى ماشاء الله فى متناول الأثرياء وأصحاب الأملاك».
وقالت «محمود» ذلك بعد شرائها عددًا من الكتب الخارجية لطفليها بالمرحلة الابتدائية، بقيمة ١٥٠٠ جنيه، مشيرة إلى تنوع الكتب ما بين الأضواء والمعاصر وسلاح التلميذ الذي ارتفعت قيمته إلى ١٤٠ جنيهًا للكتاب، في سابقة لم تحدث من نوعها.
الكتب المستعملة
وتوجه «إيمان محمد»، مدرسة بإحدى المدارس الخاصة، أولياء أمور طلابها، وطلابها أيضًا إلى الاتجاه لإحضار الكتب الخارجية المرتجع والمستعملة كنوع من التخفيف من الأعباء المادية عليهم، ولا تشترط عليهم شراء كتبٍ جديدةٍ.
وأكدت «محمد»، أنها تتبع نهج يسر ولا تعسر، فتحاول بقدر الإمكان التيسير على أولياء الأمور، وعدم خلق ضغط مادي عليهم.
ارتفاع أسعار الورق والأحبار
ومن جانبه، قال بركات صفا، عضو مجلس إدارة شعبة الأدوات المكتبية باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار الكتب الخارجية ارتفعت بنسبة 40 % خلال الآونة الأخيرة، بسبب زيادة التكلفة على المطابع ودور النشر؛ نتيجة ارتفاع أسعار الورق والأحبار.
وأشار «بركات»، إلى مواجهة المستوردين صعوبات تتعلق باستيراد مستلزمات الإنتاج والخامات؛ نتيجة عدم توافر الدولار بالبنوك وارتفاع قيمته أمام العملة المحلية، معقبا: «نسبة التضخم وصلت النهاردة 40%».
ونوه إلى انعكاس ارتفاع مستوى التضخم بالبلاد على أسعار الشحن والنقل وارتفاع أجور العاملين والكهرباء، معقبا: «للأسف الأدوات المكتبية لا تعتبر سلعة استراتيجية على رأس أولويات الاستيراد، ونحصل على دورنا كسلعة ترفيهية»، لافتا إلى استمرار سلسلة ارتفاع أسعارها منذ الفصل الدراسي الثانية بالعام الماضي.
وأكد أن الطلب على شراء الكتب الخارجي؛ لا يزال يلقى رواجًا من الأسر والأهالي، قائلا: «طالما هناك دروس خصوصية ومراكز دروس خاصة؛ سيكون هناك إقبالًا على شراء الكتب الخارجية»، مشيرا إلى اعتماد المدرسين على الكتب الخارجية لشرح المناهج وليس الكتاب المدرسي.