كتب اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق بقطاع الأمن العام رسالة هامة جاء فيها: "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها" صدق الله العظيم، أغوار النفس البشرية بها أسرار دفينة لا يعلمها إلا خالقها، فقد تكون نفس سوية وقد تكون نفس ضلت طريق الصواب وانحرفت إلى طريق ليس له رجعة، فهناك أخطاء تكون الأولى والأخيرة، وهناك نفس عندما تخطئ سريعًا ما تعود مرة أخرى إلى الصواب وتتوب إلى الله وتستغفر وتندم على ما قصرت فيه، وهناك نفوس بشرية طمس الله على قلوبهم فلا يردعهم رادع ولا يعودوا إلى طريق الصواب بل ويعودوا في كل مرة أبشع من المرات السابقة، ونسأل الله لهم السلامة من هذا الطريق قبل فوات الآوان".
وأضاف: "النجوم فى كافة المجالات لهم شهرة بين جمهورهم ومحبيهم سواء فنانين - رياضيين - أو كافة المهن التى ترتبط بالجمهور ويكون لها عشاق بل وتتجاوز مرحلة العشق للنجم لدرجة كبيرة لا يقبل محبيه أى اهتزاز لهذه الصورة المرسومة فى قلوبهم وعقولهم، وهنا أصبح النجم أو النجمة ليس ملك نفسه ولكن ملك محبيه وعشاقه دون النظر غلى حياته الخاصة التى يرغب فى الاستمتاع بها مثل أى إنسان ولكنه يصطدم بالواقع المرير الذى يكبله فى كل تحركاته بل وكذلك اختياراته فى كل شئ (ملابس - علاقات عاطفية - زواج - طلاق - تغير فى الملامح مع السن والزمن)، فأصبح النجم حبيس جدران سكنه لا يستطيع الحركة مثله مثل أى مواطن ينعم بالحرية والانطلاق ويعيش حياته الخاصة كما يحب أو يريد، فيضطر أن يلجأ إلى السفر خارج البلاد فى محاولة منه للتخلص بعض الشئ من هذه الملاحقات المستمرة من محبيه وعشاقه، وهنا تبدأ المشكلة فى محاولة النجم التخفي وعدم الظهور فى الأماكن التى يستشعر فيها الحرج من جانب وتقييد حريته من جانب آخر، فيضطر بعضهم إلى الجنوح عن الطريق السليم للخلاص من حالات الزهق والضيق من المتابعات المستمرة من محبيه وعشاقة وتكبيله بقيود لا يستطيع تحملها، فيلجأ الى الانحراف فى السلوك بكافة أشكاله وعلى رأسهم إدمان المخدرات بكافة أشكالها وأنواعها.
وأوضح الشرقاوي، أنه بالرجوع إلى الماضي القريب كان أعظم لاعب فى كرة القدم على مستوى العالم هو اللاعب الأرجنتيني مارادونا الذى انحرف عن الطريق وأدمن المخدرات والكثير والكثير من الفنانيين والنجوم والمشاهير ينتهي بهم المطاف إلى الموت أو السجن أو إرتكاب جرائم لا يتخيلها بشر، مؤكدًا على إعطاؤه نصيحة إلى كل النجوم والمشاهير، أنت اصبحت ملك محبيك وعشاقك، ولابد أن تحافظ على هذه الشعبية الجارفة، ولكن لا يمنع ذلك من مباشرة حياتك الطبيعية بنوع من التحفظ وهذه هى ضريبة الشهرة.
وقال الشرقاوي، إن هناك أمثلة كثيرة من نجوم وفنانيين نجحوا فى رمانة الميزان بين الشهرة والحياة الخاصة دون انحراف أو تجاوز (السيدة أم كلثوم - الأستاذ محمد عبدالوهاب - وحسين رياض - وفريد شوقى - ومحمود المليجى - والكابتن صالح سليم - والكابتن حسن حمدى - والكابتن طه بصرى - والكابتن حسن شحاتة - والكابتن محمود الخطيب - والكابتن محمد صلاح فخر العرب وأمثلة آخرى كثيرة).
وتابع: "وزارة الداخلية تمكنت من ضبط مصحة غير مرخصة لعلاج الادمان بها عدد كبير من المدمنيين، ووجدوا العجب فى تلك المصحة من حبال يتم تقييد المدمنيين بها، وكذلك عصيان للإعتداء فى حالة رفضهم العلاج أو الانصات إلى ما يلقنوهم به من تعليمات، فى مشاهد لا تليق بآدمية الإنسان، فلماذا السير فى طريق الإدمان ؟ وإنت مصيرك محتوم إما بالوفاة أو الإهانة كما شاهدنا فى هذه المصحة غير المرخصة.
واستطرد أن الدولة أنشأت صندوق مرضى الإدمان مجانًا وفى سرية تامة وله خط ساخن هو رقم 16023 على مدار 24 ساعة لتلقي الاتصالات وحلها، وهو يتبع وزارة التضامن الاجتماعى برئاسة الدكتورة نيفين القباج بدلًا من الوقوع فى براثن المصحات غير المرخصة والتى تتعامل بطريقة غير آدمية مع المرضى.
وأشار أن العالم يشهد أن الدولة المصرية منذ عام 1929 قد أنشئت إدارة مختصة لمكافحة المخدرات، لتكون سباقة دون غيرها فى هذا المجال بل وأبرمت اتفاقيات ثنائية مع معظم الدول المعنية لمكافحة تلك الجريمة الآثمة التى تضرر بالوطن والمواطن، ويتم التركيز فيها على الشباب عماد أى أمة للقضاء عليها، كما أن هذا النوع من الجرائم يُعد من قبيل الجرائم المنظمة التى تخترق حدود الدول وتسعى إلى تدميرها بكافة الأنواع سواء المخدرات الطبيعية التى ترد من خارج البلاد أو من خلال المخدرات المُخلقة التى يلجأ إليها تجار المخدرات حال تجفيف المنابع عليهم، وقد أعدت الدولة المصرية قانون لمكافحة المخدرات منذ ما يقرب من ثلاثة وستون عامًا تحت رقم 182 لسنة 1960.
وأكد اللواء رأفت الشرقاوي، أن الدولة المصرية تبذل مجهودات كبيرة فى مجال المكافحة يشهد له العالم أجمع وقد وصلت جهود المكافحة إلى مراحل حثيثة قبل عام 2011 أى قبل الربيع العربي كما يتشدقون، ولكنها كانت الشرارة التى بدأت فيه هذة التجارة بالعودة إلى نشاطها السابق نتيجة الانفلات الأمنى الذى تعرضت له كل دول المنطقة بسبب الفوضى الخلاقة كما يدعون؛ فقد فُتح الباب على مصراعيه على الحدود والدروب باعتبار مصر دولة غير منتجة لهذه الأنواع، ولكن سرعان ما عادت الأجهزة الأمنية إلى استعادة قوتها وسيطرتها على كافة الحدود والمنافذ وكافحت بكافة طرقها لسد الأبواب على تجار المخدرات هنا، وبعد تجفيف المنابع مرة أخرى لجأ تجار الشر إلى المخدرات المُخلقة بكافة الأنواع التى تم الإشارة إليها بصدر التقرير حيث يتم تصنيعها من أعشاب طبيعة بعد تخليطها بمواد كميائية بحيث تؤدى إلى إذهاب العقل والإضرار بالجسد، فأصدرت الدولة الدولة المصرية القانون رقم 134 لسنة 2019 المُعدل بقانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960، بحيث تصبح كافة أشكال هذه المخدرات المُخلقة مُعاقب عليها قانونًا، بعد أن نص التعديل على الآتى (كل من قام بخلط أعشاب طبيعية مع مواد كيميائية بحيث يؤدى إلى إذهاب العقل والإضرار بالجسد، فتُعد مخدرات).
وأردف ان المواد المخلقة لها تأثير على الصحة النفسية والعصبية للانسان بمعدل يوازى 300 % من تأثير المخدرات التقليدية مما يؤدى حتما الى فقدان الحياة خلال فترة وجيزة وخلال هذه الفترة يتسم الشخص بصفات غير حميدة بالمرة كالمزاج المتقلب والنوم المعكوس والجبن وعدم المواجهة لأى مشكلة اى يصبح انسان بلا عقل حتى ينهى حياته جراء هذا التعاطى والقضاء علية وعلى اسرته من بعده بعد ان فقدت الأب او العائل للاسرة .
واسترسل أن خطورة تعاطى تلك المواد وخاصة فى الحفلات وصالات الديسكو والسهرات والافراح والمراكب والاماكن الفقيرة انها مفتاح لارتكاب كافة انواع الجرائم من اغتصاب وهتك عرض وسرقة حيث تمنح حالة زائفة من النشوى والسعادة والتهور تجعله يقبل على هذه الانواع من الجرائم دون مبالاة وعقب انتهاء تأثيرها يفقد كل ما له قيمة فى حياته ويعرض للعقوبة التى قد تصل الى الاعدام فى الحالات او السجن المؤبد او المشدد فى حالات اخرى وقد يقدم فى حالات اخرى الى الانتحار للخلاص من حياته بعد اغلقت امامه كافة الابواب .
واستكمل ويحضرنا فى ذلك من وقائع هو العثور على ثلاث شبان بمنطقة جنوب القاهرة فقدوا حياتهم اثناء تناولهم جرعة من المخدرات المخلقة مجهولة المصدر- وتتبع الادارة العامة لمكافحة المخدرات لكافة المواقع التى تستغل.
وهناك الكثير ممن يقومو بترويج بضائعهم على المتعاطين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي حيث تم ضبط طالب بكلية الطب أنشأ صفحة تعالى نحشش وارشد فيها الشباب على كيفية تصنيع المخدرات التخليقية وكذلك ضبط تجارة مخدرات بمنطقة الجيارة تقوم بتوزيع البضاعة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك مهندس بأحدى المصانع ببنى سويف أعد موقع لتصنيع تلك المخدرات وعرضها للبيع .
وفي هذا السياق كشف رأفت الشرقاوي عن عقوبة تجارة المخدرات:
- نص قانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960 وتعديلاته على العقوبات الآتية ( الاعدام فى حالة الجلب او التصدير او الزراعة او الاستخراج او التصنيع او الفصل او اعداد بقصد الاتجار وتهيئته مكان للتعاطى بمقابل مع الغرامة من مائة ألف الى خمسمائة الف والمصادرة وكذلك كل من شكل او ألف عصابة لهذا النشاط ولو كانت فى الخارج.
- كما شدد القانون حالات الاتجار بقصرها على الاعدام اذا اقترن بها ظرف مشدد مثل البيع امام الاندية والجامعات والمدارس او المعسكرات او السجون او الحدائق العامة او دور العبادة او الاحداث . او اذا ارغم أحد على تعاطى المخدرات بطريق الغش او التدليس.
- قد أعطى قانون العقوبات للقاضي سلطة التخفيف فى حالات التعاطى حرصا على ظروفه الاجتماعية والأسرية ولتمهيد الطريق له بالاقلاع عن هذة الجريمة حفاظآ على نفسه واسرته ووطنه ليصبح عنصر فعال وليس عالة على المجتمع وذويه .
- واخيرا نداء لشيخ الأزهر البابا تواضروس وسائل الإعلام مؤسسات المجتمع المدني وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي المؤسسات الاجتماعية والرياضية ومراكز الشباب وزارة الشباب والرياضة وزارة الثقافة وكل محبى هذا الوطن لابد من التطرق إلى مخاطر المخدرات وتأثيرها على الانسان فقد اصبحت فاعل اصلى فى كافة انواع الجرائم واعيدوا لنا بجهودكم كيان الشعب المصرى الاصيل .
واختتم الشرقاوي تصريحاته قائلاً احفظ يارب مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وجيشها الابيض وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن .