بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، أدرك الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، معنى كلمة وقيمة ما يسمى بـ "القوى الناعمة" لمصر الثورة ودولة يوليو الجديدة.
واستخدم البروفيسير "جوزيف ناي"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، في كتابه الصادر عام 2004، مصطلح "القوة الناعمة" حاليًا، كوسيلة نجاح في السياسة الدولية.
وفي "يوليو" كانت هناك علاقات قوية بين "عبد الناصر" والعلماء والمثقفين والفنانين، ولا دليل على ذلك أقوى من تكريمه للعلماء والفنانين والكتاب والأدباء في "عيد العلم"، وحضر الرئيس الراحل في المؤتمر، وتحدث أمام الجميع عن ضرورة تغيير موعد "عيد العلم"، ليتم تغييره في عام 1958، إلي 21 ديسمبر، وهو تاريخ افتتاح جامعة القاهرة في عام 1908، بعد أن كان في الملكية يقام في 16 أغسطس من كل عام.
وفي الاحتفال، تم تكريم مجموعة من المثقفين والأدباء، من بينهم طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم، إضافة إلى عدد كبير من الفنانين، ومنهم أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وبليغ حمدي والموجي ويوسف وهبي وغيرهم من الفنانين والعلماء الذين لهم بصمة وتأثير في المجتمع المصري والعربي.
فنانون أيَّدوا الثورة
الفنان الراحل عبد الحليم حافظ
لُقب بـ"صوت الثورة", وذلك بسبب دوره الملحوظ في ثورة 23 يوليو، إذ شهدت الثورة ميلاده بإطلاق أول أغانيه الوطنية «إحنا الشعب»، ليشدو بعدها بأكثر من 66 أغنية وطنية تعاون فيها مع أشهر الملحنين والكتاب، وأصبح مطرب الثورة والشعب دون منازع، حتى أنه تغنى باسم الرئيس الراحل عبد الناصر.
الفنان الراحل محمد فوزي
يُعتبر الفنان الراحل محمد فوزي من أوائل الفنانين الذين دعموا ثورة 23 يوليو وشاركوا فيها، وهو من ضمن المشاركين في الفعاليات، وأهدى مصر بمناسبة الثورة أغنيتي «بلدي أحببتك” ” وكان وإن».
الفنانة الراحلة نجمة إبراهيم
لها موقف داعم لثورة يوليو, وتبرعت بإيراد حفل افتتاح فرقتها المسرحية بالكامل لتسليح الجيش في الخمسينيات، بعد إعلان جمال عبد الناصر قراره بكسر احتكار السلاح، واستيراده من دول الكتلة الشرقية بعد رفض الغرب تسليح مصر.
الفنان الراحل محمد رشدي
لُقب بـ"مطرب الثورة", وذلك بسبب أغنيته الشهيرة والتي كانت سبب في شهرته "قالوا لمأذون البلد", وراء تلك الاغنية كواليس مثيرة, وهي عندما ذهب محمد رشدي لمبنى الإذاعة بشارع الشريفين لأداء فقرته الغنائية، فوجئ بالدبابات تملأ الشوارع وأخبره رجال الثورة أن فقرته ألغيت بسبب الأحداث، وهنا لم يستطع رشدي تمالك نفسه فبكى، ما أثار تعاطف الموجودين فسمحوا له بالغناء، وقالوا له «ماذا ستغني؟»، فأجاب: «قولوا لمأذون البلد»، فردوا عليه: «غني فاليوم فرح».
الفنانة الراحلة أم كلثوم
في عام 1952 ترأست كوكب الشرق اللجنة المشرفة على وضع واختيار السلام الجمهوري، وأيدت النشيد الذي أعده عبد الوهاب.