قطاع الزراعة منذ ثورة 30 يونيو وهو يحظى باهتمام خاص من القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، لما له من دور كبير فى تحقيق الأمن الغذائي.
وكان للقطاع نصيب الأسد من المشاريع القومية التي عملت على تنفيذها الدولة منذ 9 سنوات، وفي هذا التقرير نرصد لكم أبرز المشاريع التنموية القومية في الزراعة وكيف استفادت منها مصر.
مشروعات استصلاح الأراضي
يأتي على رأس المشروعات القومية العملاقة، محور التوسع في استصلاح الأراضي الصحراوية الجديدة لتدعيم استراتيجية الإكتفاء الذاتي وتقليل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك، حيث من المستهدف زيادة الرقعة الزراعية بأكثر من 3,5 مليون فدان خلال الفترة الماضية والقادمة، وكان من أهمها مشروع توشكى الخير، ومشروع الدلتا الجديدة، وتنمية سيناء، وتنمية الريف المصري.
مشروع توشكى الخير
يعتبر مشروع توشكى الخير من أهم المشروعات القومية لسد الفجوة الغذائية، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالي 500 ألف فدان تصل فى المستقبل لمليون فدان، لزيادة الصادرات الزراعية، مما يساعد فى تقليل العجز فى الميزان التجاري، والتشجيع على إعمار وتنمية هذه المناطق.
مشروع الدلتا الجديدة
يقع مشروع الدلتا الجديدة العملاق صاحب مساحة ال 2.2 مليون فدان، بالقرب من الدلتا القديمة وشبكة الطرق والموانئ سواء البحرية أو البرية أو الجوية، ويشمل مشروعى مستقبل مصر وجنوب محور الضبعة، ويقوم مشروع مستقبل مصر على مساحة قدرها 500 ألف فدان، وهو على امتداد طريق محور "روض الفرج –الضبعة" الجديد،.
مشروع تنمية سيناء
مشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، يهدف إلى استصلاح 400 ألف فدان، بمنطقة شمال سيناء، وخلق مجتمع زراعى صناعى تنموى جديد ومتكامل، وتم زراعة حوالى 56.5 ألف فدان بمنطقتى سهل الطينة وجنوب القنطرة شرق على مياه ترعة السلام، كما تمت زراعة حوالى 13.5 ألف فدان بمنطقتى رابعة وبئر العبد على المياه الجوفية.
مشروع تنمية الريف
مشروع تنمية الريف بمساحة 1.5 مليون فدان، يهدف المشروع لإنشاء نموذج للريف المصرى الحديث، وذلك لزيادة الرقعة الزراعية بنسبة 20%، وتقليل الفجوة الغذائية، ويمتد المشروع ليشمل مساحات واسعة، فى الصعيد وسيناء والدلتا وجنوب الوادى، وشمل ثمانى محافظات: أسوان، والمنيا، ومطروح، والوادى الجديد، وقنا، والإسماعيلية، والجيزة، وجنوب سيناء، لقربها من شبكة الطرق، وخطوط الاتصال بين المحافظات.
الصوب الزراعية
أقامت الحكومة استكمالاً لقطار المشاريع القومية التنموية مشروع 100 ألف فدان صوب زراعية، باستراتيجية الجودة الفائقة للمنتجات الطازجة، تعتمد على الأساليب الزراعية التكنولوجية الحديثة لتوفير غذاء آمن، يشمل المشروع مناطق: الحمام بمطروح، العاشر من رمضان، أبوسلطان بالاسماعيلية، غرب غرب المنيا، المغرة، المراشدة، قرية الأمل بالقنطرة شرق، والمشروع انعكس على حجم الصادرات المصرية بإيجابية شديدة ويزيد معدلاتها، لتتربع على عرش صادرات العالم من إنتاج الفاكهة والخضراوات .
انتاج واستنباط التقاوي
تبنت وزارة الزراعة، المشروع القومي لانتاج تقاوي الخضر، بهدف زيادة قدرة مصر على توفير بذور الخضروات محلياً بدلاً من الاستيراد لأكثر من 95% من بذور محاصيل الخضر، فضلاً عن تخفيف الأعباء على المزارع وذلك بإتاحتها بأسعار مناسبه مع الحد من الاستيراد من الخارج توفيراً للنقد الأجنبي.
ونجح البرنامج فى استنباط وتسجيل 26 صنف وهجين ل10 محاصيل خضر رئيسية، هي: الطماطم، الفلفل، الباذنجان، البطيخ، الكنتالوب، البازلاء، الفاصوليا، اللوبيا، الخيار، الكوسة، كما تم الاتفاق مع بعض الشركات العالمية التي لها خبرة كبيرة في مجال انتاج بذور الخضر للحصول على الأصناف المتأقلمة مع البيئة المصرية وذلك لتوفيرها للمزارعين من خلال أسلوب الشراكة معها حيث يتم حالياً التعاون مع شركات من الهند والبرازيل وغيرها.
مزرعة نخيل التمر بتوشكى
أنشأت الدولة مزرعة نخيل التمر بتوشكى بمحافظة أسوان، والتي تعد أكبر مزرعة نخيل مزروعة في مساحة واحدة في العالم، مما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، زمن المقرر أن يتم في هذه المزرعة زراعة 2.5 مليون نخلة على مساحة 38 ألف فدان، وجميع الأصناف المنزرعة فيها ذات عائد اقتصادي مرتفع، وهي أصناف عربية على السبيل المثال: "المجدول والبارحي والخلاص والسكري والعنبره وعجوة المدينة والصقعي ونبتة سيف والشيشي والشبيبي ".
المشروع القومي للبتلو
بلغ إجمالي ما تم تمويله للمشروع القومي للبتلو، حتى الأن أكثر من 7.7 مليار جنيه لأكثر من 42 ألف مستفيد، لتربية وتسمين ما يقارب نصف مليون رأس ماشية سواء كانت عجول لإنتاج اللحوم أو عجلات عالية الإنتاجيه، لتوفير المزيد من اللحوم والألبان، كما يستهدف المشروع دعم صغار المزارعين والمربين والمرأة المعيلة وشباب الخريجين في إطار حرص الحكومة على رفع العبء عن الفلاح.
تنمية الثروة السمكية
في إطار تنمية الثروة السمكية تم إنشاء العديد من مفرخات زريعة الأسماك البحرية والجمبري فى البحيرات، ومنها: مفرخ الكيلو 21 بالأسكندرية، أشتوم الجميل ببورسعيد ، المحاريات بالأسماعيلية، وجارى أيضاً تدعيم وتطوير مفرخات: جرف حسين ، توشكي، صحارى، ابو سمبل، لإنتاج من 80 إلى 100 مليون زريعة أسماك مياه عذبة لتغذية بحيرة السد العالي لزيادة إنتاجيتها وزيادة إنتاجية باقي مفرخات المياه العذبة لتوفير الزريعه المطلوبة لنهر النيل وفروعه.
كما تمت الموافقة على طرح عدد 21 منطقة بحرية: 9 منطقة بالبحر الأحمر،12 منطقة بالبحرالمتوسط، مع إنشاء مناطق لوجيستية على الساحل بمساحة لا تقل عن 1 كم لإنشاء الأقفاص البحرية، تم أيضاً تنفيذ مشروعات عملاقة في الثروة السمكية: بركة غليون، الفيروز، وقناة السويس، كما تم إطلاق المشروع القومي لتنمية البحيرات: المنزلة، البرلس، ادكو، والبردويل.
وبلغ إجمالي الإنتاج السنوي في مصر من الأسماك حوالي 2 مليون طن بنسبة إكتفاء ذاتى تصل إلى حوالى 85 % ، فضلاً عن أن الدولة المصرية تحتل المركز الأول أفريقياً والسادس عالمياً فى الإستزراع السمكي وتحتل أيضاً المركز الثالث فى إنتاج البلطي.
أبو صدام: المشاريع القومية خلقت فرص عمل وحسنت أوضاع الفلاحين
قال الحاج حسين أبو صدام نقيب الفلاحين في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم"، أن التوجه نحو المشاريع القومية العملاقة في القطاع الزراعي ينم عن اهتمام الدولة بالقطاع بصفة عامة والرغبة في تحسين أحوال الزراعيين بصفة خاصة.
وأشار أبو صدام إلى أن مشاريع استصلاح الأراضي هي الأبرز من بين المشاريع المقامة فهي بدأت منذ عدة سنوات ولا تزال عمليات الاستصلاح مستمرة حتى الآن، ومنها المشروع القومي للدلتا الجديدة ومستقبل مصر الذي يستهدف زراعة 2.5 فدان، وكذلك المشروع القومي لإحياء مشروع توشكى وشرق العوينات.
وذكر أبو صدام أن هذه المشروعات لتعويض الفاقد من التعديات على الأراضي الزراعية التي حدثت في الأعوام الماضية، وتضيف كميات جديدة للأراضي الزراعية لتواكب الزيادة السكانية في مصر، مضيفاً أن هناك توازن بيئي كبير ينتج عن زيادة مساحة الرقعة الزراعية.
خلق فرص عمل
وأشار أبو صدام إلى أن المشاريع القومية أفادت الدولة بشكل كبير في جانب تشغيل الأيدي العاملة وتقليص نسبة البطالة وخلق فرص عمل جديدة، وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة حولها لتخفيف الكثافة السكانية على الشريط النيلي، وكذلك تشغيل مصانع جديدة فهي تشكل قيمة مضافة جديدة على الدخل المصري.
ونوه نقيب الفلاحين أن هناك مشاريع عملاقة أيضاً مثل تبطين الترع والمصارف وتحويل الري من الغمر إلى الري الحديث والتي تهدف إلى توفير المياه، وترشيد استهلاك المياه، والاستفادة بأكبر قدر ممكن من المياه.
ولفت الحاج حسين أبو صدام نقيب الفلاحين إلى أن مشروع انتاج واستنباط تقاوي الخضر يحل مشكلة كبيرة يعاني منها المزارعين وهي السعر المرتفع للتقاوي لأنها مستوردة، ويوفر العملة الصعبة، ويوفر تقاوي مناسبة للمناخ المصري.
واختتم نقيب الفلاحين حديثه أن من ضمن المشاريع التي استفادت منها مصر بشكل كبير هو إقامة الصوامع لتخزين الأقماح والذي منع كمية هادر كانت تقدر بنسبة 15%، ويحافظ على الأقماح من إصابتها بأي أمراض، للحفاظ على الأمن الغذائي المصري.