تُعتبر محافظة البحيرة من المحافظات الغنية بالآثار الإسلامية والتلال الأثرية والآثار القبطية، فمدينة رشيد تعتبر متحفًا مفتوحًا للمساجد الإسلامية، وذلك يتجلى فى مبانيها المدنية والدينية من مساجد.
مدينة رشيد زهرة النيل الخالد، فهي مدينة ذات تاريخ عريق، وقد شهدت مختلف الحضارات، كما أنها تضم ٥٨ موقعًا أثريًا منهم ٢٢ بيتًا أثريًا و١٢ مسجد وضريح وحمامًا أثريًا و٩ طوابق، ومن أهم هذه المساجد الأثرية القديمة الموجودة بمدينة رشيد، مسجد أبو مندور الأثرى، والذي يُعد مسجد أبو مندور الأثرى من أشهر مساجد رشيد بالبحيرة.
حيث يقع على شبه جزيرة تسمى "تل أبو مندور" وهى ربوة على نهر النيل، أما عن مئذنة المسجد فتقع بموقع الانفراد حيث إنها المئذنة الوحيدة فى مدينة رشيد التى أخذت الطابع العثمانى، وتتكون من قاعدة مربعة وبدن مثمن يعلوه صفوف من المقرنصات تحمل الشرفة وهى مكان المؤذن فى عصر ما قبل الكهرباء.
سمى المسجد بهذا الاسم نسبة إلى العارف بالله "محمد أبو مندور"، والذى اشتهر بأبو النضر لقوة بصره. يشار أن هذه المنطقة كانت عامرة فى العصر الفرعونى والعصرين البطلمى والرومانى وتسمى بولبتين، وان الملك مينا زحف إليها فى ثورته الأولى وأخضعها وكان أهلها يسمون رخيتو “، كانت سوقًا رائجة فى العصر الفرعونى لصناعة العجلات الحربية.
ويرجع نسب أبو مندور إلى الإمام محمد بن حنفية بن على بن أبى طالب رضى الله عنه من زوجته السيدة الحنفية التى تزوجها بعد وفاة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو شقيق الحسن والحسين.
وحضر إلى رشيد عام 991 ميلادية، بعد معركة كربلاء بالعراق وعاش برشيد 11 عامًا، وبُنى المسجد فى تلك الفترة، وكان يعلم الناس أمور دينهم به حتى وافته المنية عام 1002 ميلادية.
وفى عهد الخديوى عباس الثانى جُدد هذا المسجد عام 1321 ميلادية، وفى عام 1987 سجلت وزارة الآثار مسجد "أبو مندور" ضمن المساجد الأثرية التى تتبع الهيئة العامة للآثار الإسلامية.
مسجد أبو مندور له 3 أبواب ومداخل "شمالى - شرقيى - غربى"، وعند مدخل المسجد تجد فتحة مستطيلة يعلوها عتبة من الخشب، يعلو العتبة لوحة تشمل بعض الأرقام والحسابات، وتوجد تلك اللوحة فى الباب الشرقى للمسجد، وفى أسفل المدخل وعلى جانبيه يوجد المكسلتين، حيث توجد فى معظم منازل ومساجد المدينة، ويرجع السبب فى نشأتهم إلى البحث عن النوم، فكان الرجل قديمًا يجلس على إحداهما فيصطدم بنسمة هواء فيغلب عليه النوم.
والمسجد مساحته تكاد تكون مستطيلة، وبه حجرة بها ضريح العارف بالله "أبو النضر" وهى عبارة عن "حجرة مربعة يتوسطها مقصرة الدفن المصنوعة من الخشب المزخرف، أعلى المقصرة يوجد شريط كتابى وأسفلها توجد أشكال كتابات بالخطين الكوفى والديوانى".
مسجد زغلول هو أقدم مساجد المدينة ويحمل ذكرى عزيزة على قلوب أهل رشيد وكل المصريين وهى الانتصار على حملة فريزر، فمن على مئذنته انطلقت صيحة (الله أكبر) إيذانا ببدء الهجوم على عساكر الحملة الإنجليزية وقد كان هذا المسجد بمثابة الأزهر حيث كان يتوافد عليه طلاب العلم وكان لكل شيخ عامود به.
مسجد الجندى هو ثالث المساجد اتساعا فى رشيد ويقع فى منتصفها قريبا من مسجد المحلى وفى نفس الشارع العام وقد أقام هذا المسجد وأنشأه الأمير محمد الجندى عام 1143 هجرية – 1730 ميلادى وللمسجد أبواب ثلاثة من جميع الجهات ماعدا الجهة القبلية و الابواب من الخشب المزدوج المركب وللمسجد منبر من الخشب المركب مكتوب عليه أنشأ هذا المنبر الحاج سليمان ابو عطوه عام 1335 هجرى والمسجد معدود من المساجد الأثرية وبنى على هيئة قباب من الطوب تقوم على 39 عمود ليست كلها على شكل واحد والمكون من عدة قطع من الجرانيت كما توجد مقصورة من الخشب المركب اتسمت بالطابع الفنى الاسلامى وما هو جدير بالذكر أن هذا المسجد به قبر صاحبه وعلى احدى اوجه صحن الجامع يوجد مزولة شمسية مرسومة بطريقه هندسيه يتوسطها مؤشر مواجه للشمس حين يقع ظله على هذه الخطوط يعطى بيان محددا لمواقيت الصلاة.
مسجد دمقسيس المعلق فى مدينة رشيد بمحافظة البحيرة 1116 هـ - 1714 مـ. أنشأه صالح أغا دمقسيس وقد زخرفت واجهته البحرية باستعمال الطوب فى تركيبات هندسية رائعة ترجع للعصر العثمانى وفى منتصف هذه الواجهة توجد مئذنة وعرف هذا المسجد بإسم المعلق لأنه يقع فى الدور الأول العلوى وجدرانه وحائط القبلة به مبطن بالقيشاني الملون ويوجد به منبر خشبى من أجود المنابر الخشبية التى تمثل العصر العثمانى.
مسجد العباسى يقع هذا المسجد على شاطئ النيل جنوب رشيد والمسجد اثرى ومبنى بالطوب المزركش وله مئذنة بجوارها قبة رائعة المثال وموقعه ساحر ومؤثر أسسه محمد بك طبوزاده عام 1224 هجرى – 1809 ميلادى ويمتاز بتجارته الرائعه المطعمة بالصدف على شكل نجوم بعــدد فصول السنة مقسمة إلى اشهــر وبه سقف من الخشب مجلدة بالنقوش العربية وأطباق نجومية تبرز الطابع الفنى الإسلامى.
مسجد الشيخ تقا أنشئ هذا المسجد عام 1129 هجرية و جد على باب المسجد رخامة مكتوب عليها الشيخ تقا 1123 هجرية / 1721 ميلادية و اخرى على شباك الحــاج عثمان 1139 هجرية و مكتوب على المنبر 1142 هجرية والمسجد مرتفع عن الأرض ويصعد له بدرجة واحدة و المسجد به قبر على يمين الداخل وللمسجد مئذنة من دور واحد وقبة تعلو القبر.
مسجد المشيد بالنور انشئ 1178 هجرية /1764 ميلادية يقع هذا المسجد بالشارع الرئيسى و هو من المساجد الكبرى و يقوم على 17 عامودا والسقف على هيئة قباب و به 13 شباكا و له ثلاثة أبواب وللمسجد مئذنة عالية و وجد تاريخ على باب المنبر 1178 هجرى – 1764 ميلادى و تقوم على هذا المسجد رعاية دائمة من أهالى الحى و خاصة العناية بالتوسع وعمل مظلات وتحسين مرافق دور المياه .
مسجد الصامت شيده الحاج محمد عبد الرحمن عام 1147 هجرى 1737 ميلادى و به ضريح عبد الله الصامت و يوجد هذا المسجد قبلى المدينة (رشيد ) قريبا من مسجد زغلول و يرتفع على تسعة اعمدة و محراب المسجد مغطى بالقيشانى و على باب المسجد من جهة اليسار توجد حجرة صغيرة كانت تستخدم ( كتاب) لتحفيظ القرآن الكريم و على المحراب يوجد باب يؤدى الى مقبرة صاحب المسجد و على يسار المنبر توجد حجرات بها قبر دفن به ( العالم العلامة الحبر الفهامة على كريد) صاحب الكتاب و للمسجد صحن مرتفع مغلق و فى صندرة المسجد سلم يؤدى الى السطح.
مسجد العرابى يقع على بوابة مدينة رشيد وكان الى فتره قريبه هو آخر حدودها الشرقية حيث لم تكن هناك ويقع مبنى قائمة اطلاقا بعد ذلك هذا المسجد على رأس شارع دهليز الملك وهو أعظم شارع تتواجد على جانبيه مساكن الأمراء المماليك فى عصر الوالى محمد عل باشا وللمسجد بابان أحدهما عربي والآخر بحرى وتنخفض أرض المسجد عن الشارع العمومى حوالى نصف متر ومكتوب على مبنى المسجد أنشأه الحاج خليل بن الحاج إبراهيم عام 1211 هجرى ويوجد قبر صاحب المسجد على شمال المحراب وفى اتجاه القبلة حجرة مستقلة ويرتفع سطح المسجد على 14 عمود وللمسجد صندرة تقع على يمين الباب الداخل فى الباب البحرى وللمسجد مئذنة عالية مميزة من العصر المملوكى.
مسجد الشيخ قنديل يقع بشارع مسمى باسمه وكان هذا المسجد قد هدم تماما ولا تقام به الشعائر حتى نهض اهالى الحى وجددوه حوالى عام 1950 ميلادية، وفى هذا المسجد على يمين الداخل قبر بعيد عن اتجاه القبلة.
مسجد أبو الريش أنشئ هذا المسجد فى القرن 12 هجري / 18 ميلادى ورد ذكره فى مدونه الامير غانم ابن فياض الاشعرى و يقع شمال المدينة و مساحته حوالى 55 متر و ترتفع أرضيته عن سطح الأرض حوالي متر وللمسجد باب واحد بداخله ضريح منشئه التى تعلوه قبة ضخمة مضلعة من الخارج وعلى مقربة من الباب توجد بقايا سور رشيد و ضريح الشيخ حمام و هما ضريحان بسيطان يعلو كل منهما قبة مضلعة .