لم تدرِ أسرة الطفل «مروان» صاحب الـ 10 سنوات أن وجهتهم للمكوث داخل شقة صغيرة بمنطقة المرج، هو رحلة المثوى الأخير لصغيرهم، هذا القرار الذي تزامن مع إجازة نهاية العام الدراسي، ما جعل مروان خلال وقت قصير يتعرف على أقرانه، والذي كان من ضمنهم الطفل «ياسين» القاطن معه بذات العقار والذي كان مندوبًا لعزرائيل وأزهق روح صديقه عقب أيام من التعرف عليه.
في صباح يوم الواقعة، حضر مروان إلى مدرسته لمعرفة نتيجة العام الدراسي وكان حاصلًا على الامتياز، ليعود مُسرعًا ليبلغ والدته بما حققه، والتي قررت مكافأته بالتنزه واللعب مع رفاقه حتى يعودان هي ووالده من كشف الطبيب، ولم تكن تعلم أنه يتوجه لمثواه الأخير دون وداع.
ظل الطفل مروان يلعب ويلعب مع جاره ياسين، وسط حالة من البهجة خاصةٍ مع أجواء حفل الزفاف المقام في ذات العقار، وخلالها بدأ ياسين في التحايل على مروان للصعود معه أعلى سطح العقار لاستكمال اللعب، وبعد محاولات من الاستدراج صعد معه وفور صعودهما، اعتدى ياسين على مروان بالضرب دون سببًا من الصغير وبدأ في تهديده بسلاح «موس» كان بحوزته.
لم تناصر مروان صرخات استغاثته المُتعالية ولا محاولات الإفلات من بين يديه بخدوش أظافره، نظرًا لارتفاع مستوى صوت أغاني الزفاف ما جعل المتهم ياسين يستغل ذلك ويفعل ما هدد به، والتقط «حجرًا» كان ملقى بجواره وسدد ضربة قاتلة على رأس الضحية من الخلف، ليسقط مروان مغشيًا عليه، ثم أخرج «الموس» مجددًا وشوه وجهه ثم سدد له طعنات وجروح متفرقة بالجسد حتى تأكد من إزهاق روحه.
خلالها اتجه مُسرعًا إلى والده وروى له ما حدث منه اتجاه ابن الجيران، والذي أخذ بيد نجله وصعد مهرولًا أعلى السطوح، وعاونا بعضهما طمس معالم جثة المجني عليه حيث رأى بواقي من مادتي الأسمنت والجبس فقام بخلطهما ثم سكبهما على جثة الصغير لكن لم تغطي المادة جسده بالكامل، ليُكملا بمجموعة من «كسر الطوب» الذي كان متواجد أعلى السطح، ويفرا هاربان من موقع الجريمة إلى شقتهما.
حينها عاد والديّ الطفل مروان وبدءا يتسألان عن نجلهما المتغيب هنا وهناك، ومع مرور الوقت دون العثور على نجلهما يزداد القلق والتوتر داخل قلوبهما، ليتقابلا بالمتهم ياسين والذي كان مُصابًا بعدة خدوش في رقبته فبسؤاله عن محل تواجد مروان أخبرهم بعدم علمه مكانه رغم أنه كان بصحبته قبل دقائق من اختفائه، حسب رواية ما تبلغا به من الجيران.
انتقل محرر «بلدنا اليوم» لمكان الواقعة التي أثارت استياء جموع أهالي منطقة المرج، للوقوف على تفاصيل أكثر عن الحادث الأليم، ولقاء أسرة الضحية مروان ومعرفة كواليس رحلة البحث عن الجثمان الغائب.
يقول الحاج عزت فرجاني عم الضحية: «بعد تأكد غياب مروان قعدنا ندور ونسأل كل الناس، ولما سألنا أصحاب الفرح أبلغتنا سيدة لديهم بأنها رأت مروان رفقة ياسين خلال الزفاف، وبعد فترة عاد ياسين بمفرده مصابًا بخدوش وجروح متفرقة بمنطقة الرقبة والذراع».
ويكمل: «فور سماعنا ذلك توجهنا إلى شقة والد ياسين فجرًا، وعند سؤاله عن مروان كان في حالة من الارتباك وابلغنا بعدم علمه مكان ابننا، وعندما سأله شقيقي سيد والد مروان عن أسباب ما أصابه من جروح، أبلغنا أن تشاجر مع مجموعة عربجية عند كوبري محمد نجيب مما تسبب له في هذه الإصابات».
ويلتقط «عمر سمير» العم الآخر للضحية طرف الحديث؛ حينها أسرعنا إلى قسم الشرطة لتحرير محضر تغيب للطفل بعدما انتابتنا الشكوك، وفور عودتنا إلى المنزل علمنا من أحد الجيران أن أشرف والد ياسين، هجر شقته منذ أقل من ساعة مُعللاً أنه توجه لعمل في محافظة أخرى ما يلزم عليه الإقامة هناك.
ويستطرد حديثه باكيًا: «عقب ذلك علمنا من رجال المباحث بأن جثمان مروان متواجد فوق سطح العقار وأن ياسين وراء قتله، وعند صعودنا رفقة قوات الأمن رأينا كوم من الزبالة يعلو صبة خرسانة، وغير ظاهر من أسفلها إلا فردة كاوتش من رجل مروان فقط، ونطالب بالقصاص العادل».
وعقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن الدقهلية تم استهداف المتهم الهارب وأمكن ضبطه، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.