نظم مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح التابع لمركز بحوث الصحراء، ندوة نقاشية حول دور العمل الجماعى فى تطوير حرفة وصناعة الزيتون فى مطروح، وذلك فى إطار مشروع تعزيز القدرة على الموائمة فى البيئات الصحراوية "pride" بمقر المبنى الرئيسى لمركز التنمية المستدامة بمدينة مرسى مطروح، بحضور د. نعيم مصيلحى رئيس مركز بحوث الصحراء السابق والمنسق الوطنى لمشروع تعزيز القدرة على المؤايمة فى البيئات الصحراوية، والمهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة والمدير التنفيذى للمشروع، والدكتور طارق نهاد المتخصص فى مجال التصنيع الزراعى، والدكتور محمد سالم مدير مركز البحوث التطبيقية، والدكتور وائل غيث رئيس وحدة الاستشارات الفنية بالمركز، وعدد من المزارعين.
وفى بداية الندوة، تحدث د. نعيم مصيلحى المنسق الوطنى لمشروع "برايد" وأكد أن الدولة تولى اهتماما كبيرا لزراعة الزيتون خلال السنوات القادمة لما يتميز بمقومات بيئية فريدة تؤهله دون غيره بقوة للتحول للزراعات الايكولوجية النظيفة تدخل فى العديد من الصناعات التصديرية وهو ما تعمل الدولة جاهدة فى زيادة الرقعة الزراعية من زراعات الزيتون وخاصة منطقة الساحل الشمالى الغربى لما يتميز من مواقع جيد للزراعات العضوية الخالية من الأسمدة.
من جانبه، أكد المهندس محمود الأمير، مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح والمدير التنفيذى للمشروع، أن هناك دعم لا محدود يقدمه المشروع لمزراعى مطروح خاصة فى مجال زراعة الزيتون حيث يتم توزيع ما يزيد عن 100 ألف شتلة زيتون وفواكه سنوياً بالمجان مما يساعد على زيادة الرقعة الزراعية خاصة داخل بطون الوديان بمطروح.
وفى نفس السياق، أوضح المهندس محمد الخولى، أن زيت الزيتون هو أفضل غذاء من مواد دهنية على الإطلاق يحمل فوائد علاجية ودوائية طالما تم رعاية ثماره بالشكل المناسب وتمت فيه عمليات الجمع والعصر بمرعاة الضوابط الفنية المطلوبة كما نوه على أن العمل الجماعى التشاركى التطوعى بين المزارعين هو السبيل الأمثل لتعظيم الربحية والمردود الاقتصادى من وحدة المساحة
وأوضح "الخولى"، أن مكونات زيت الزيتون لا تتأثر بالتسخين نهائياً، وأن له فوائد كبيرة فى علاج مرض التوحد، لافتاً إلى عشوائية تصدير الزيتون التى جعلت مصر التاسع عالمياً فى إيرادات التصدير وأهدرت المياه.
من ناحيته أكد د. وائل غيث رئيس وحدة الاستشارات الفنية بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح أن الندوة انتهت إلى توصيات أهمها أن التحالفات التطوعية المبنية على قاعدة الفرد للجماعة والجماعة للفرد بجانب أن المصالح المشتركة أحد أهم دوافع للترابط والعمل الجماعى دون التفكير فى الذات والمصالح الشخصية الضيقة هى أنسب السبل لتحقيق أعلى الإيرادات من حرفة وصناعة الزيتون وهى السبيل الأمثل لمنع ظواهر الاستغلال وأكبر محدد لجشع التجار الذين يستقطعون شريحة كبيرة من أرباح وقوت المزارعين البسطاء.
كما أن السلعة ذات الجودة والمطابقة للمواصفات الدوليه هى سلعة تسوق نفسها بنفسها ويزيد عليها طلب السوق الخارجى والمحلى ومعها فقط يمكن تحقيق الإستقرار المادى فى ظل ظروف إرتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج وتحديات التغيرات المناخية الشرسة لاسيما مع زراعات مطرية ووديان مثل زراعات مناطق مطروح وجوارها، وأن أجهزة الدولة والوزارات المعنية تستطيع دوماً أن تقدم يد العون للتحالفات وروابط المزارعين الذين يجتهدون سعياً للتطوير ويتكاتفون على قاعدة، "ابدأ بنفسك" وتحالف مع أبناء عمومتك لأن الرأى والجهد الجماعى يستحق بأن يلقى الدعم وذلك أفضل من الجهود الفردية الضعيفة وغير المنظمة
من جانبهم، أعرب مزارعو مطروح المشاركون فى الندوة عن تقديرهم لمركز التنمية المستدامة نظرا لاستفادتهم منها بمعلومات كثيرة وكانت هناك العديد من الاستفسارات التى يبحثون عن إجابتها فى المشاكل المتعلقة بزراعة الزيتون، والتى لاقت استحسان الحاضرين من المزارعين ومدى تفاعلهم مع المتخصصين فى مجال الزيتون.