استعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، تجربة مصر فى مواجهة فقد التنوع البيولوجى، من خلال اعادة تأهيل البحيرات المصرية لاسترجاع النظم البيئية بها كعودة الطيور، وتعزيز السياحة البيئية مع إشراك القطاع الخاص فى تنفيذ أنشطة وخدمات بالمحميات الطبيعية، وحماية المجتمعات المحلية بالمحميات وإشراكهم فى عملية إدارتها والنجاح فى الحفاظ على التراث الثقافى والعادات والتقاليد لعدد 9 قبائل من المجتمعات المحلية، إلى جانب جهود مكافحة الاتجار غير المشروع فى الحياة البرية ومنها القرار الأخير بوقف صيد الطيور فى بحيرة ناصر.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتورة ياسمين فؤاد، فى الجلسة الافتتاحية للشق الوزارى للمؤتمر الرفيع المستوى لأفريقيا والبحر الكاريبى والمحيط الهادئ حول تنفيذ مخرجات مؤتمر اتفاقية التنوع البيولوجى COP15 ومؤتمر اتفاقية التجارة الدولية فى الأنواع المهددة بالانقراض (CITES COP19)، المنعقد بمقر الاتحاد الأفريقى بأديس أبابا خلال الفترة من 30 مايو حتى 2 يونيو الجارى، بحضور السفير محمد جاد سفير مصر لدى الاتحاد الأفريقى، والسفير هانز لوندكويست، سفير السويد لدى إثيوبيا والاتحاد الأفريقى والسفيرة بيرجيت ماركوسن رئيسة وفد الاتحاد الأوروبى لدى الاتحاد الأفريقى.
وبداية كلمتها، تقدمت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة بالشكر للاتحاد الأفريقى على عقد هذا الاجتماع الهام لدعم أفريقيا للتحدث بصوت واحد، والتوافق على الأولويات ووضع استراتيجية موحدة للتعامل مع التنوع البيولوجى، حيث يتناول المؤتمر مراجعة نتائج اتفاقية التجارة الدولية فى الأنواع المهددة بالانقراض (CITES COP19)، واتفاقية التنوع البيولوجى COP15، ومعاهدة المحيطات والموضوعات المتعلقة بها مثل مشاركة المجتمعات المحلية، وسبل العيش، والاستخدام المستدام، والأمراض الحيوانية المنشأ ونهج صحى واحد، ووضع خطة عمل تدعم التنفيذ الفعال، وتحديد الإجراءات ذات الأولوية والدعم اللازم للتنفيذ وآليات التعاون اللازمة، والإجراءات اللازمة لضمان بناء القدرات المناسبة وتعبئة الموارد من القطاعين العام والخاص، إلى جانب ضمان المواءمة والتآزر والتكامل فى تمويل وتطوير وتنفيذ الاستراتيجيات وخطط العمل الوطنية للتنوع البيولوجى كأدوات وطنية لتنفيذ الإطار العالمى للتنوع البيولوجى.
وأكدت وزيرة البيئة على أهمية الهدف العالمى للتنوع البيولوجى خاصة بعد اعتماد الإطار العام العالمى للتنوع البيولوجى فى ديسمبر الماضى فى مؤتمر التنوع البيولوجى بكندا COP15، والذى شاركت الوزيرة المصرية فى قيادة المفاوضات الخاصة به مع وزير البيئة الكندى.
وأشارت وزيرة البيئة إلى اهتمام مصر بقضية صون التنوع البيولوجى، مما دفعها لتخصيص يوم ضمن الأيام الموضوعية لمؤتمر المناخ COP27 لمناقشته وعلاقته بقضية تغير المناخ، ولأول مرة فى تاريخ مؤتمرات المناخ يتم ذكر التنوع البيولوجى فى توصياتها، كخطوة هامة تمهيدا لمؤتمر التنوع البيولوجى فى كندا COP15، وأيضا حرصت مصر خلال مؤتمر المناخ COP27 على إطلاق مبادرة الحلول القائمة على الطبيعة وأولتها اهتماما خاصا، وحرصت على انضمام الدول الأفريقية لها للحصول على التمويل اللازم لتعزيز قدراتهم على المواجهة، بالإضافة إلى مشاركة مصر فى مفاوضات انشاء صندوق للتنوع البيولوجى العالمى تابع لمرفق البيئة العالمى.
وطالبت د. ياسمين فؤاد بضرورة التشاور المكثف حول الاستراتيجية على مستوى الدول لكافة أطراف المصلحة، فلا يمكن أن يتم إعداد استراتيجية للتنوع البيولوجى دون إشراك فئات مثل الصيادين المزارعين والمجتمعات المحلية، إلى جانب إشراك القطاع الخاص، وضرورة ربط الاستراتيجية بآليات التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا، وإدارة تمويل صندوق التنوع البيولوجى العالمى بموارد متاحة تصل إلى 30 مليار دولار.