حالة كبيرة من الجدل أثارها احتفال محمد مجدي أفشة لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي بعد إحرازه الهدف الأول في مرمى طلائع الجيش في المباراة المؤجلة ضمن إطار منافسات الجولة الثانية والعشرون من بطولة الدوري المصري الممتاز على ستاد الكلية الحربية بمصر الجديدة.
وكان أفشة قد سجل الهدف الأول للنادي الأهلي بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، وجرى مسرعًا بشكل هيستيري نحو دكة بدلاء فريقه، ليقف ويبعث بتحية أشبه بتحية "هتلر" النازية، قال الكثيرون في ستاد الكلية الحربية أنها كانت لوالده الذي كان في مدرجات الملعب لدعم اللاعب، وجاءت طريقة وشكل احتفال أفشة بالإشارة إلى والده بذراعه المفرود نحوه، شبيهة بالتحية النازية التي كانت تؤدى لـ هتلر، لكنها لم تكن هي بشكل قاطع.
أفشة
وطالبت جماهير الأندية المنافسة للأهلي رابطة الأندية المصرية المحترفة واتحاد الكرة بوقف اللاعب بسبب استخدامه شعارات سياسية.
وكشف مصدر مسئول داخل الاتحاد المصري لكرة القدم، أنه لم يتم مناقشة ملف احتفال أفشة حتى الآن، ولجنة المسابقات هي المسئولة عن ذلك، مؤكدًا أنهم في انتظار تقرير مراقب وحكم المباراة، للكشف عن كل الأمور الخاصة باحتفال أفشة أو بأي أحداث آخرى.
وأعادت تلك اللقطة للأذهان، واقعتين سابقتين، الأولى للاعب اليوناني جورجيوس كاتيديس والذي قام بحركة مشابهة عام 2013، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي شائعة إيقافه مدى الحياة.
جورجيوس كاتيديس
وبالبحث والتنقيب، ظهر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لم يُعاقب اللاعب، والذي كان يلعب في صفوف فريق "أيك أثينا" وفي مباراة بشهر مارس 2013، التقى فريقه بفريق فيريا، وبعد إحرازه لهدف الفوز في الوقت القاتل، احتفل بإلقائه التحية النازية للجمهور، حينها قوبل تصرفه بإدانة من السياسيين والمشجعين ووسائل الإعلام، بعدها أخبر كاتيديس الجمهور أنه لم يكن على دراية بدلالات الإشارة، الأمر ذاته الذي ذكره مدربه أنه ليس لديه فكرة بالسياسة.
لكن الاتحاد اليوناني لكرة القدم هو من أدان تلك الحركة معتبرًا إياها "تعديًا كبيرًا بحق ضحايا الأعمال الوحشية التي ارتكبها النازي والتي تتنافى مع الطابع السلمي والإنساني لكرة القدم"، وقرر منع كاتيديس من المشاركة مدى الحياة في جميع المنتخبات الوطنية، وتغريمه ماليًا، كما قرر ناديه إيقافه لنهاية الموسم.
وعكس ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي، فإن مسيرة اللاعب لم تنتهي كما يظن الكثيرين، فلا يزال كاتيديس يمارس لعبة كرة القدم ويتواجد ضمن صفوف نادي AE Moschatou في دوري الدرجة الثانية في اليونان، فهو من مواليد عام 1993 وعمره الآن 30 عامًا، فهو قائد سابق لمنتخب اليونان تحت 19 عامًا، حيث يلعب كلاعب خط وسط مهاجم.
واين هينيسي
أما الثانية، فكانت للاعب واين هينيسي حارس مرمى كريستال بالاس عام 2019، وأثارت الصورة غضبًا كبيرًا في الأوساط الكروية الإنجليزية، واتهم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الحارس بـ"انتهاك قواعد السلوك وارتكاب تصرف مسيء أو غير مناسب، وإفساد سمعة كرة القدم".
لكن بعد التحقيق مع اللاعب، برأت لجنة تابعة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، ساحة الحارس من أداء التحية النازية، موضحة أن اللاعب "أظهر جهلًا مؤسفًا" ولم يكن يقصد نفس الإشارة، وقال الاتحاد في تقريره وقتها، إن هينيسي أظهر قدرًا كبيرًا من عدم الإلمام، الذي ربما يصفه البعض بالجهل، بأي شيء له علاقة بهتلر.
فهل ستتم معاقبة أفشة كما حدث مع كاتيديس أم ستتم تبرأته كما حدث مع هينيسي بسبب الجهل والخطأ؟.