أطلق عليها الإنجليز اليد السوداء لأنها كانت ضمن التنظيم السري, فمن هي تلك السيدة؟ ولماذا تم ذبحها على يد آشقاؤها؟
ولدت دولت فهمى بالصعيد المصري بحافظة المنيا في قرية ابو عزيز, ولكنها ارتحلت للقاهرة للعمل وكيلة مدرسة الهلال الأحمر القبطية للبنات, واشتركت في التنظيم السري لمجابهة الإنجليز واطلق عليها الآنجليز اليد السوداء لأنها كانت ضمن التنظيم السري, حيث كانت تقوم بطباعة و توزيع المنشورات واشتركت فى انطلاق المظاهرات الأولى الرافضة للاحتلال البريطاني والمطالبة برحيله, فبسبب منصبها كان لها دورًا كبير في حشد النساء والفتيات للخروج في ثورة 1919, ولأنها كانت ضمن التنظيم السري فقد كانت قليلة الظهور.
كلف التنظيم السري المناضلين بالكثير من الأعمال وتم تكليف عبدالقادر شحاتة باغتيال محمد شفيق باشا، لقبوله الوزارة ولتعاونه مع الإنجليز لذا تنكر شحاتة فى ملابس عامل, ثم جاء زميل له وسلمه القنبلة لكن بعد أن رمى القنبلة لم يمت الوزير وفر شحاتة, وتمكنت القوات من القبض عليه واعترف بأنه كان ينوى قتل الوزير لقبوله الوزارة، وعندما أراد المحقق أن يعرف أين كان يبيت قبل محاولة الاغتيال؟, فوجئ برسالة تصله من التنظيم السرى تخبره بأن دولت فهمى ستأتى وتدعى كذبا بأنه كان يبيت فى بيتها ويجب عليه أن يعترف بنفس الشىء بالرغم من خطورة هذه الشهادة على سمعة دولت الا أنها قبلت تلك التضحية.
وقام كاتب التحقيق فى النيابة الذى كان من نفس قرية دولت فهمي, تبليغ أهلها باعتراف شقيقتهم دولت فهمى, أنها كانت عشيقة للطالب عبد القادر شحاتة, وأنه كا يبيت كل ليلة فى بيتها.
وحين سمع أهلها بالقصة خرجوا من النيابة العامة إلى مدرسة الهلال الأحمر وقابلوها مرحبين, ثم طلبوا منها أن تصحبهم الى المنيا ليعزوا فى خالتها التى دهسها قطار سكة حديد, خاصة أن اليوم التالى كان يوم جمعة والمدرسة فى اجازة.
ورحبت على الفور دولت بالفكرة, وسافرت معهم فى قطار الصعيد الذى يتحرك فى الليل من محطة القاهرة، وعندما وصل القطار إلى محطة المنيا ركبوا عربة الى القرية, ثم اقترحوا على دولت أن يذهبوا مباشرة إلى قبر خالتهم, ليقرأوا الفاتحة لها وقف أشقائها بخشوع أمام القبر مع دولت, ثم قاموا بذبحها رآسًا عن جسد, انتقاما لشرفهم وعارهم.
أما عن عبد القادر شحاتة, الذي وقع فى غرام دولت بسبب تضحيتها لسمعتها من آجله، فبعد أن خرج من سجن طرة, أورد فى مذكراته أنه بعد خروجه من السجن، قرر الذهاب للزواج بها, إلا أنه صدم حين سمع مافعله أهلها بها, ومن هنا ماتت دولت فهمي ظلمًا, شهيدة للنضال من آجل الوطن, والدفاع عن اسرار التنظيم السري الوطني, دون معرفة أهلها ببرائتها.