صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وضمن إصدارات سلسلة إبداعات قصصية، رواية «من ثقوب الليل ينحدرون» للكاتبة رجاء عبد الحكيم الفولي.
وعن رواية «من ثقوب الليل ينحدرون» يقول الناقد عبد النبي فرج: «استطاعت الكاتبة رجاء عبد الحكيم الفولي، اصطناع سبيكة سردية شديدة الثراء، قدمت فيها عالم الريف الحافل بالأساطير الشعبية والخرافية من الجن والعفاريت والأشباح والعنف والرغبات المكبوتة والفقر والمصائر البائسة للشخوص والصراع الإنساني المرير للحصول على الرزق واستغلال الحاجة والطبقية المتمثلة في الإقطاع الذي يمتص روح الفقراء، والوجع الليلي الذي لا يُخفّف منه سوى الحكاية التي تطرد المخاوف وبناء عالم رومانسي غير حقيقي، ولكنه يؤدي الغرض في تجاوز الهموم، وضياع الروح.
إن قرية الكاتبة ساقطة في هوة مريعة، والمكان فيها ضاغط وفاعل، فالبئر كائن قادر.. استطاع اختطاف الابنة، والابنة الميتة تقطع الطريق على المارة، الظلال والليل هما مخاوف داخلية من إرث الماضي، ولكن رغم ذلك يبقى الحلم والرغبة في الانعتاق.
رواية (رجاء ) كتبت بلغة رفيعة شعرية، تحولت في مقاطع كثيرة منها إلى نثر شعري مرهف ومميز، ولها قدرة وصفية متقنة للطبيعة ودواخل الشخوص، من خلال تتبع مصائرهم في بناء محكم سلس، مع الأخذ في الاعتبار أن التعبير عن القرية الريفية شديد الصعوبة، لأنه أولا: تم حصره في جانب فلكلوري، وثانيًا: أنه عالم مباشر ومكوناته جهمة، وتسييل هذه الجهامة والمباشرة يحتاج لدربة وصبر ومثابرة».
ومن أجواء الرواية:
«كانت "حياة" تمشي داخل شعاع الشمس البرتقالي بذلك الإيقاع الهادي الذي يبدو راقصا، تنساب حركة جسدها الطري مع دحرجة الكون نحو المساء، وقد تركت لعينيها حرية الحركة هنا وهناك، وقد شجعها المساء الذي بدا لها يولد توا على الأرض هاديًا وموجعا، دفعها لتتذكر نهارات أكثر شقاء، مُرةً في حياتها، فوجدت تلك الصباحات تلعب في قلبها عندما كانت تدفعها الشمس إلى ملاحقة خطوات الظلال لتختبئ بداخلها، أخذتها ذاكرتها إلى ذلك الصباح القائظ الذي تناسخ في روحها بأوجاعه صباحات عدة مرة بها، بدأت تدرأ التراب عنها».