قال النائب أحمد القناوي، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس حزب العدل إن قضية التعليم والبحث العلمي هي أم القضايا والتي إن صلح حالها صلحت باقي القضايا، لافتا إلى أنه لا توجد أمة واحدة تقدمت بدون الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي.
جاء ذلك خلال مشاركة نائب رئيس حزب العدل في جلسات الحوار الوطني المتتابعة، ممثلا عن الحزب، وعن الحركة المدنية الديموقراطية.
وتابع "القناوي" حديثه قائلاً: إننا نتحدث عن نظام تعليم حالي تمتد جذوره لسبع عقود مضت، على الأقل، وهو نظام صمم لظروف عصر غير عصرنا الحالي، وبالتأكيد مختلف تماما عن العصر القادم، والذي سيعيش فيه أبنائنا، مؤكدا على أن العصر الحالي قد أصبح سريع الإيقاع، كثير المتطلبات، لن يتنافس فيه أبنائنا مع كل أبناء العالم على وظائفهم المحتملة في الداخل قبل الخارج، بل سيتنافسون أيضا مع نظم للذكاء الاصطناعي ستمتلكها شركات ودول لن تتعامل برحمة مع سوق العمل في مصر والخارج.
واستطرد ممثل حزب العدل قائلا إنه آن الأوان كي ننظر لمنظومة التعليم قبل الجامعي بشكل مختلف، وآن الأوان أن نتحدث عن نظام جديد بالكامل، وأن ننشد مستهدفات أكثر جذرية في التناول.
واقترح عضو مجلس الشيوخ نظاما جديدا بالكلية، تتوافر فيه 3 شروط:-
أولا: تعليم أساسي مجاني، موحد، تتوافر فيه معايير قياسية يتم تحديدها من جهة أعلى من الحكومة.
ثانيا: تعليم فني متطور، مربوط بسوق العمل، يستوعب 80% من خريجي التعليم الأساسي.
ثالثا: تعليم جامعي غير مجاني، مع اعتماد نظام واسع ومتدرج للمنح الدراسية يحدد عددها وفقا لتوقعات احتياجات سوق العمل كل 10 سنوات، ومع ضرورة توفير قروض تعليمية طويلة الأجل.
وشرح "القناوي" أن كل ذلك ينظم إنشاء مجلس أعلى للتخطيط للتعليم، مستقل أو تابع لرئيس الجمهورية، يضع خططا استراتيجية لتطوير التعليم، على أن تشارك فيه كل الأطراف المعنية بما فيها اتحاد الصناعات والمجالس التجارية.
وأكد ممثل الحركة المدنية على أن الوصول للمواصفات القياسية للتعليم تتضمن معاييرا كمية وكيفية يجب تحديدها بدقة، من قبل المجلس المقترح، ويسعدني أن مؤسسة الرئاسة قد طرحت على الحوار الوطني فكرة مشابهة، مشددا على أنه يحلم بتعليم أساسي تقبل عليه الطبقة المتوسطة، وما تحتها، يوفر احتياجات أبنائنا من التعليمي والتربوية والاجتماعية والرياضية والثقافية والصحية، بجودة لا تقل عن مثيلاتها في أي دولة أخرى، زوهو ما سيوفر على عموم المصريين ميزانيات ضخمة تنفقها سنويا على التعليم، وهى لا تقل في المتوسط عن 10% وتزيد في الطبقة الوسطى عن 25% من إجمالي إنفاقها السنوي، وهى نسبة باهظة لم تعد تطيقها معظم طبقات المجتمع.
واعتبر نائب رئيس حزب العدل ن ذلك سيتطلب توفير آلاف الفصول، وسيحتاج لتعيين مئات الألاف من المدرسين والكوادر الفنية، وهى ميزانيات ضخمة جدا، وعلى الرغم من أن إعادة هيكلة وتوجيه ميزانيات التعليم العالي الذى سيصبح وفقا لمقترحي غير مجاني بشكل كامل، وهو ما سيساهم في سد جزء كبير من الميزانية المطلوبة لتطوير التعليم الأساسي وفق رؤيتنا، إلا أنه يمكن التدرج في تحقيق ذلك المستهدف مع دراسة التكاليف المطلوبة بعناية، وإعلانها على المجتمع، وفتح باب المساهمات المؤسسية والفردية، ماديا وفنيا..