في عادة سنوية تشهدها محافظة الغربية عقب انتهاء شهر رمضان المبارك ، يتوافد المئات من كل القري الي ضريح ابو يزيد البسطامى " الولي" الوحيد الذى يقام له مولد كل أسبوع.
يعتبر سلطان العارفين القطب "أبي يزيد البسطامي" الولي الوحيد الذي يقام له كل جمعة بعد رمضان احتفال بقرية " أسديمة " التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية ويتمتع هذا الولي بحكايات خارقة يتداولها أهالي القرية يحكيها الأجداد للآباء والأحفاد، ويتناقلها الناس.
ويحرص المئات من أبناء القرية وخارجها على زيارة الضريح والتبرك بالولي، وتقام الشوادر والذبائح والنذور والأسواق التجارية، وتزدهر عملية البيع والشراء، ويتم فيها إطعام الفقراء والمساكين، وسط ترديد الأناشيد الصوفية والمدائح النبوية، والإنصات لخادم المقام وراوي الحكايات التي تمجد في هذا الولي ، كل هذا يتم رغم أن هناك تضاربًا في الأقوال عن حقيقة وجــود مــوتى داخل هـذا القبـر؛ حيث ذكرت المراجع التاريخية أن أبا يزيد مات ودفن في بُسطام. لكن أصبح له أربعون مقامًا في بلاد شتى، ومنها أسديمة، حسب تأكيد الخادم.
على مساحة صغيرة من أحد أركان الـجـامـع الكـبـيــر توجد حجرة صغيرة، تعلوها قبة ضخمة فخمة كبــيرة، يرقد تحتها قبر تعلوه مـقـصــورة من الخشب تتدلى على جوانبها ستائر من الحرير الأخضر مكتـوب عليها أن هذا هو ضريح القطب الصوفي الكبير أبي يزيد البسطامي.
وعن الحكايات الخارقة التي ذكرها خادم المقام أنه جاء من إحدى القرى على الحدود العراقية الفارسية، وحارب في قرية أسديمة، وكان يمتطي جـــواده، وكانت له صولات وجولات في الميدان حتى جاءته ضربة قوية من أحد خصـومه في هذه المعركة قطعت منه حبل الوريد، وتعلق رأسه على صدره، ولكنه أسنده بيده، وراح يغالب الموت، ويحارب الكفار، والمسلمون يتعجبون مـن فعله، فراحوا يكبرون ويهللون. وتابع الخادم: وكانت الدماء تتساقط من عنقه، والمسلمون يعــدون نقاط الدم، حتى سـقـطـت تـســـــع وتسعون نقطة دم.
أشار خادم المقام الي ان البسطامي الولي الوحيد الذى يقام له مولد كل أسبوع موضحا سبب ذلك أنه حينما استشهد، ومال رأسه الشريف على الجسد وهو على فرسه لم يتوقف عن القتال، فصاحت النساء "زيد يا أبا اليزيد... ولك كل جمعة عيد"، فأوفى أهل القرية بالوعد، وأصبح له مولد كل أسبوع.
بينما تشير المراجع التاريخية إلى أن العارف بالله "أبا يزيد البسطامي" اسمه "طيفور بن عيسى". ولد عام 188 للهجرة في بسطام بخراسان من بلاد فارس القديمة. يلقب بـ "سلطان العارفين"، وكان في أول نشأته محبًّا لأمّه لدرجة القداسة، طلبت منه مرة كوب ماء، فلما أحضره، وجدها قد نامت، فوقف بجوار سريرها حتى استيقظت، ثم ناولها الكوب. تتلمذ على يد الشيح أبي حسن الخرقاني ومصطفى البكري شيخ الطريقة الخلوتية، ورفعه حتى نال عهد الطريقة النقشبندية، وله العديد من الأقوال، التي دونها العديد من الكتب والمراجع.
قال عنه المؤرخون إنه عَلَمٌ دوار في كتب الزهد والرقائق وكتب التصوف والحلول. مات أبو يزيد البُسطامي عن عُمر يُناهز ثلاثًا وسبعين سنة.