قال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام إن العالم شهد ثورة 30 يونيو 2013 التي خرج فيها ما يقرب من خمسة وثلاثون مليون مصري في جميع محافظات مصر، يعلنون شعار واحد يتضمن صورة محمد مرسي وأسفلها كلمة «أرحل»، كما يعلنون شعار آخر «يسقط يسقط حكم المرشد»، ودخلوا موسعة جينيس بهذه الملايين بعد عجوا بتصرفات الإخوان التي لا تسمح لأحد بتولي أي منصب أو تقلد أي وظيفة إلا إذا كان ينتمي إلى هذا التنظيم الإخواني.
وأضاف اللواء رأفت الشرقاوي أنهم أعلنوا بأنهم لن يغادروا جميع ميادين محافظات مصر قبل إنهاء حكم هذه الجماعة المحظورة المارقة الضالة والمضلة والموالين لها، وتحقق لهم ما أرادوا بحلول ساعات قليلة يوم 3 يوليه بعد أن انتصر الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك لإرادة الشعب المصري، ووقف حائط صد ضد اعتداءات هذه الجماعة التي لم تراعى شئ سوى أن تكون في ذمرتهم، ومنها تكرر حوادث الحرق والنهب والاستيلاء على المال العام والخاص، كما فعلوا من قبل في كافة المناسبات الأخرى التي تولت الدولة فيها إجراءات وقيود تحد من نشاطهم المتطرف الذي لا يستند إلا لمبدأ الخلافة دون النظر إلى الوطن.
واستكمل مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام: عانى المصريين خلال فترة تولي هذه الجماعة من كل مظاهر تقشف الحياة بعد انقطاع التيار الكهربائي وقلة السوائل بمحطات تموين السيارات واختفاء معظم السلع التموينية وتلاشت معظم الخدمات الجماهيرية، وأيقن الشعب بضرورة الخلاص من هذه الجماعة.
وتسائل «الشرقاوي»: من كان وراء الربيع العربي والشرق الأوسط الجديد الذين كانوا يخططوا له؟، بالتأكيد كلنا يعلم الإجابة، ولكن الأهم من ذلك هل ذاقت تلك الدول التي دبرت أحداث الربيع العربي من نفس الكأس التي أرادت أن تسقي منه الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، نقول نعم؛ قد ذاقت من نفس الكأس، بدليل نفس خطوات الاحتجاجات التي تمت في المنطقة العربية هي نفس الاحتجاجات التي وقعت منذ فترة وإلى الآن بكافة الدول التي كانت وراء تدبير منهج وخطوات الربيع العربي والشرق الأوسط الجديد، بل وذاقت أيضا الألم والحسرة على من يخطط لتحضير العفاريت ولم يدري كيف يصرفها.
وأشار اللواء رأفت الشرقاوي إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أوضح أن تكلفة دحر الإرهاب التي تكبدتها مصر نيابة عن العالم أجمع كانت تكلفة كبيرة بلغت مليار جنية شهريا منذ عام 2011 وحتى الآن.
ولفت: وها هنا نشاهد اضطرابات في فرنسا والتشيك بسبب رفع سن التقاعد ولحقت بهما إسرائيل بسبب الإصلاحات القضائية والتي ترتب عليها عزل وزير الدفاع الإسرائيلي، واضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التراجع عن تلك الإصلاحات في الوقت الحالي وخاصة بعد انقسام الشعب بين مؤيد ومعارض.
وقال مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام إن المشهد هنا لا وجه فيه للمقارنة بين ثورة شعب مصر في 30 يونية 2013 الذي أراد أن يعيد البلاد لوسطية الدين الذي يتحلى بالسماحة والمحبة على مدار آلاف السنين، وبين أن نفرض على الناس تقديس وتأليه أصنام فرضها عليهم مبدأ الخلافة الذين يسيروا في فلكه، أما الاحتجاجات التي سادت في عدة دول مثل فرنسا والتشيك وإسرائيل فمشهد مختلف، الأول خرجت جموع الشعب لاستراد بلادهم من الفئة المحظورة المارقة الضالة والمضلة، أما الثانية فقامت على مطالب خاصة للمحتجين.
واختتم اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق للأمن العام أن أهل مصر شكلتم بثورة 30 يونية ثورة غيرت وجه التاريخ ودخلوا موسعة جنيس وقضوا على أحلام الربيع العربي في تقسيم الدول إلى أشلاء، وحطمتم كافة محاولات الطامعين في ثروات البلاد وتقسيمها أو ترك جزء منها لخدمة الابن الشرعي للدولة العظمى.