تولي القيادة السياسية المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما خاصا لمجال الزراعة وكل ما يتعلق بتنميته، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الإنتاج الزراعي، وتحقيق الأمن الغذائي للحفاظ على الأمن القومي للدولة.
وكان من ضمن الإنجازات المقامة والمشروعات القومية المنفذة مجمع الأسمدة الآزوتية في العين السخنة الذي افتتحه الرئيس، لسد حاجتنا للأسمدة التي نتجت عن التوسع في الرقعة الزراعية في المشاريع الضخمة التي أطلقتها الدولة في توشكى أو الدلتا أو سيناء.
وقال السيد القصير وزير الزراعة إنه لضمان الاستخدام الأمثل للأسمدة وترشيدها قامت وزارة الزراعة بالبدء في إنشاء قاعدة بيانات لخصوبة التربة على مستوى الجمهورية لتحديد خصائصها وعناصرها المختلفة تمهيدا لإعادة تقدير المقررات السمادية لها، طبقا لنتائج تحليل التربة ومدى توفر المغذيات النباتية بها وربطها بالتراكيب المحصولية وأن حجم الإنتاج من الأسمدة المعدنية بأنواعها المختلفة يظهر مقدرة الدولة المصرية على تلبية احتياجاتها المحلية منها.
كما ذكر "القصير" أنه سيكون هناك توافر فوائض للتصدير من الأسمدة الآزوتية والفوسفاتية، الأمر الذي يتيح تعظيم موارد الدولة من النقد الأجنبي في ظل تزايد الطلب عالميا عليها.
خطط للاكتفاء الذاتي
قال الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة، في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم" إن قطاع الأسمدة الآزوتية يعتبر واحدا من أهم القطاعات التي تهم المزارعين، ولذلك سعي الرئيس عبد الفتاح السيسي لإقامة مصنع الأسمدة الآزوتية في العين السخنة، والذي افتتحه يوم الأربعاء الماضي، وهو ما يؤكد على أن هناك اهتماما من الدولة بتنفيذ مثل هذه المشروعات.
وذكر القرش أن الدولة تهتم بالقطاع الزراعي ودائما تسعى لإنشاء مشروعات لدعم الفلاحين وتوفير الأسمدة بالسعر المناسب للفلاح لتمكينهم من زيادة القدرة الإنتاجية لهم وتطوير أساليب الزراعة والري وتوفير المعدات لزيادة القدرة الزراعية الإنتاجية وتحقيق خطط الاكتفاء الذاتي التي تسعى لها الدولة.
ولفت متحدث الوزارة إلى أن الدولة اهتمت بزيادة الرقعة الزراعية من خلال عدة مشروعات والتي تمثل بعضها في مشاريع الدلتا الجديدة ومستقبل وطن وكل هذه المشروعات تحتاج إلى توفير الأسمدة، ومع امتلاك مصر للغاز الطبيعي والفوسفات التي تصدر كمواد خام، ولذلك كان لا بد من تحقيق قيمة مضافة لتلك الموارد المتاحة وإدخالها في عملية التصنيع لتلبية احتياجات الفلاح والإنتاج الزراعي، وتصنيع الأسمدة الآزوتية المطلوبة.
دولة رائدة
وأشار القرش إلى ضرورة تلبية الاحتياجات المستقبلية وهذا جزء من أجزاء الأمن القومي لتوفير هذه المستلزمات "الأسمدة" ليكون له عائد أكبر وسيكون لها مكاسب للمواطن المصري لتحقيق مزيد من الأمن الغذائي، لافتا إلى أن مصر تريد أن تكون من الدول الرائدة في صناعة الأسمدة.
وأوضح القرش أنه تم إنشاء المجمع على مساحة 285 فدانا، وينقسم إلى جزئيين، المدينة الإدارية والسكنية ومجمع المصانع، موضحا أن المجمع يشتمل على 6 مصانع وهي مصنع لإنتاج الأمونيا السائلة بطاقة إنتاج تصل إلى 400 ألف طن سنويا، ومصنع لإنتاج اليوريا السائلة بطاقة 300 ألف طن، ومصنع لإنتاج اليوريا المحببة بطاقة 300 ألف طن سنويا، ومصنع حامض النتريك بطاقة 165 ألف طن سنويا، ومصنع لإنتاج نترات الأمونيوم السائلة بطاقة 200 ألف طن سنويا، ومصنع لإنتاج نترات الأمونيوم الجيرية بطاقة 300 ألف طن سنويا.
واختتم الدكتور محمد القرش حديثه قائلا إلى أنه سيكون هناك أكثر من 7 مصانع تقوم بتوريد الأسمدة وهذا سوف يساعد على زيادة إنتاجية مصر من الأسمدة والتي توفره الدولة والتي لم نكن تستطيع أن توفره دون وجود هذه المصانع لزيادة وتوفير السماد محليا وتصدير الفائض للخارج.
مكون أساسي
قال الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة في تصريحات خاصة ل ئ، أن مجمع الأسمدة الآزوتية يعتبر من أهم الإنجازات التي ستحقق فائدة كبيرة في قطاع الزراعة والأمن الغذائي وكذلك محاولات الاكتفاء الذاتي التي تسعى لها الحكومة، فهذا داعم أساسي لها، وكذلك في الصادرات التي ستنعش الاقتصاد وتمده بالعملة الصعبة.
وأضاف صيام أن الأسمدة هي مكون أساسي في الزراعة والتي بدونها ممكن أن ينخفض الإنتاج إلى الثلث، كما أن السوق المحلي يحتاج إلى كميات إضافية نتيجة لزيادة رقعة الأراضي الزراعية بحوالي 3.5 ملايين فدان بعد التوسع الذي بدأه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال العامين الماضيين، فهناك 2.2 مليون فدان في الدلتا الجديدة، و1.1 مليون فدان في توشكى، وحوالي نصف مليون فدان في سيناء، وتمثل هذه المساحات حوالي 40 % من المساحة الحالية.
وذكر الخبير الاقتصادي أن استهلاك الأراضي الزراعية من سماد اليوريا حوالي 4 ملايين طن سنويا، والآن بعد زيادة الرقعة الزراعية أصبح الاستهلاك حوالي 6 ملايين طن، وهذا المجمع هدفه سد تلك الفجوة في الأسمدة وتحقيق فائض في الإنتاج لتصديره، وقد بلغ حجم صادرات الأسمدة حوالي 1.5 مليار دولار من اليوريا خاصة لأن مصر تستخدم الغاز الطبيعي الموجود في البحر المتوسط لإنتاج الأسمدة.
تضاعف الصادرات
وأضاف صيام أن الدولة تسعى إلى الوصول ل100 مليار دولار صادرات في كل المجالات خلال السنوات القادمة، ومن الممكن أن تتضاعف صادرات اليوريا أو الأسمدة الآزوتية خصوصا إذا توجهنا إلى السوق الإفريقي، والذي قد يتطلب كميات كبيرة من الأسمدة.
ونوه صيام إلي أهمية هذا المجمع الصناعي ومدى تشعبه قائلا "ضربنا كذا عصفور بحجر"، حيث بذلك نستوفي الكميات المطلوبة من الأسمدة للزراعات القديمة والمشاريع الجديدة، وفي نفس الوقت نحافظ على مستوى الصادرات لأن صادرات اليوريا مهمة هذه الفترة خاصة بعد انسحاب الدب الروسي جزئيا من السوق وهو يعتبر من أكبر المصدرين، وبالتالي المجال مفتوح بشكل أكبر لمصر.
وأضاف صيام أن مشروع مجمع الأسمدة الآزوتية ضخم، ويسد فجوة النقص في الأسمدة، التي تؤدي إلى نقص في الإنتاج الزراعي وكذلك تمثل تهديدا على الأمن الغذائي، فهو موضوع استراتيجي ومهم وعلى رأس أهداف الدولة لتحقيق الأمن الغذائي.
مصلحة المواطن
قال الحاج حسين أبو صدام نقيب الفلاحين في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم" أن مجمع الأسمدة الأزوتية في العين السخنة سيزيد الكمية المعروضة من الأسمدة، وسيعمل على عدم ارتفاع أسعارها بل ويمكن أن تقل الأسعار.
وأضاف أبوصدام أنه كان لابد من هذا المجمع بالنسبة لما نشهدة من التوسع الكبير في الرقية الزراعية، وبعد سد حاجة الأراضي الزراعية الجديدة من الأسمدة يُصدر الفائض لنزيد من محفظتنا الدولارية.
واختتم حسين أبوصدام نقيب الفلاحين حديثه قائلًا أن التوسع في انتاج الأسمدة يصب في مصلحة المواطن والفلاح بصفة خاصة، ومصر لديها فائض في الأسمدة يعتبر 35% يصدر للخارج كل عام.