في كل مكان بمحافظة سوهاج خلال شهري شعبان ورمضان، يقف صانعي الكنافة البلدي والقطايف، يعدونها لطوابير من الأهالي تنتظرها من عام لآخر، منهم من يريدها بالمكسرات والمهلبية أو المانجا، ومنهم من يحصل عليها سادة ويكمل صناعتها في المنزل.
وللكنافة البلدي آلفة في قلوب المصريين، يذهبون لمن يعدها ويمسك بالكوز في يده، يلفها على صنية كبيرة تشتعل تحتها النيران لينتظر دقائق قليلة تستوي ويرفعها من عليها، ودقائق أخري لتهويتها قبل بيعها إلى المنتظرين.
وفي مركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، يجلس الشاب "محمود" في صوان مزين بأنوار رمضان وبجانبه "سماعة" تخرج منها أصوات اغاني شهر رمضان، يقف ساعات طويلة يصنع الكنافة البلدي، يبدأ بعجنها في عجان كبير بيديه، ثم يشعل النيران ويضع كمية منها في الكوز، ويلفها على الصفيح الساخن، ويقف أمامه عشرات من الأشخاص ينتظرونه خصيصًا.
ويشير "محمود" أشهر بائع وصانع للكنافة في مركز جرجا، أنه ورث المهنة عن والده واجداده، وُلد وهم يعملون بها ونشأ على حبها، ينتظر شهر رمضان خصيصًا لأجلها، ويقول "عمري 32 سنة طلعت على وش الدنيا لقيت أهلي شغالين فيها، وبستني رمضان عشان أعملها وزبايني من كل مكان، الحج رأفت والدي اسم كبير في صناعتها وللكنافة عنده طعم وريحة مميزة، وورثت الصنعة من جدودي".