نظم جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة الثقافية ضمن سلسلة "قراءة في كتاب"، دارت عن موسوعة سير أعلام هيئة كبار العلماء القدامى، اليوم السبت وتناولت جهود أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر القدامي في الفترة من ١٩١١ إلى ١٩٦١، ناقش فيها الدكتور حسن يحيى، مدير عام شؤون هيئة كبار العلماء بالأزهر، وأدار الندوة أ/ محمد البسيوني، عضو المركز الإعلامي.
وأوضح الدكتور حسن يحيى، مدير عام شؤون هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن الغرض من موسوعة سير أعلام كبار العلماء القدامى لتكون حلقة وصل بين علماء الهيئة القدامى وتاريخ الأزهر الحديث، ليقف القاريء على جهودهم الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين، مبينا أن القائمين على صياغة هذه الموسوعة تحروا الدقة في أسماء الأعلام، كما اعتمدوا على الوثائق الرسمية كمصدر أصيل لتحديد تواريخ الميلاد والوفاة وجهودهم العلمية ومواقفهم الوطنية والإنسانية.
وبين مدير عام شؤون هيئة كبار العلماء، أن الأزهر مر بمراحل تفاعل حضاري كان من أبرزها حركة الإصلاح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، نتيجة دعوات بعض علمائه وشيوخه منذ مطلع القرن المذكور بضرورة إصلاح الأزهر عن طريق وضع نظم وقوانين لتنظيم العملية الإدارية والتعليمية، والأخذ بالأساليب الحديثة فيه، لمواكبة روح العصر، حتى يحتفظ الأزهر بمكانته كمركز رئيس وجامعة تنفرد بتدريس العلوم الشرعية والعربية والإنسانية والعقلية في العالم الإسلامي.
وأكد الدكتور يحيى أن أعلام هيئة كبار العلماء القدامى اتخذوا من الجامع الأزهر قاعدة ينطلقون منها إلى المساجد العلمية الكبرى في محيط القاهرة وبكافة أنحاء البلاد؛ بغية نشر صحيح الإسلام وتصحيح المفاهيم، وانطلاقا من الحفاظ على الهوية والصبغة الإسلامية لمصر وللعالم الإسلامي، ومقاومة التغريب الثقافي، فكان لأعلام الهيئة السبق في العمل على توحيد التعليم الديني الإسلامي في البلاد ونشره تحت مظلة الأزهر الشريف، وذلك بإلحاق التعليم في المساجد الكبرى الشهيرة في ربوع مصر بنظم التعليم في الأزهر، وإصلاح نظم التعليم بها وفق منظومة الإصلاح التعليمية التي كانت تنفذ في الجامع الأزهر في ذلك الوقت.
وأوضح الدكتور يحيى أن المحافظة على التراث ونشره لم تكن عائقًا لدى أعلام الهيئة أمام مواكبة روح العصر ومستجداته، بل كان ذلك حاضرًا بقوة في أذهانهم وأعمالهم، فظهرت روح التجديد مشرقة في كثير من أعمالهم التي أضافت إلى التراث ما يطلق عليه الآن «تجديدًا»؛ فقد كان من أولويات أعلام هيئة كبار العلماء تقديم أبحاث ودراسات جديدة تعكس روح الإسلام، وصلاحيته لكل زمان ومكان، ولا تقتصر فقط على الجانب الفقهي، بل تتعدد هذه الأبحاث لتشمل كل مناحي المعرفة الإنسانية شريعة وفقهًا، وفلسفة، وأخلاقا.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام السابع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.