مرصد الأزهر يسلط الضوء على تنظيم عسكر جنجوى الإرهابى فى باكستان

الاحد 22 يناير 2023 | 04:11 مساءً
مرصد الازهر
مرصد الازهر
كتب : نوران خالد

كشف مرصد الأزهر في تقرير له عن  تنظيم "عسكر جنجوي" الإرهابي المسلح، وأبرز عملياته الإرهابية، وتشابكاته مع التنظيمات الأخرى؛ والذي لا تقتصر هجماته الإرهابية على باكستان فقط؛ بل تمتد إلى العديد من الدول الأخرى ولاسيما أفغانستان. ولذلك من غير المستغرب أن تتكون كتلة التنظيم من جنسيات مختلفة.

وتقوم عقيدة التنظيم على معادة أبناء الطائفة الشيعية بشكل أساسي، وقد أعلن مسؤوليته عن العديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت المكون الشيعي في باكستان، وخاصة إقليم بلوشستان غرب البلاد، فضلًا عن مقتل آلاف الأبرياء من المواطنين الباكستانيين في هجمات انتحارية منذ منتصف التسعينيات.

ويُصنف محليًّا ودوليًّا كأحد أذرع تنظيم القاعدة نتيجة التأثر أيدولوجيًّا بأفكار هذا التنظيم. ويتركز وجود «عسكر جنجوي» بشكل رئيس في المناطق القبلية، والبنجاب، وبلوشستان، وكراتشي من باكستان، وكذلك ينتشر التنظيم في أفغانستان، بينما تعتبر المنطقة الحدودية في السند وبلوشستان معقل التنظيم.

وقد نشأ التنظيم بعد أعلان "عسكر جنجوي" الانشقاق عن تنظيم "جيش الصحابة" عام 1996م، تحت إمرة "رياض بصره" الذي قتل عام 2002م في مواجهات مع القوات الأمنية الباكستانية، وخلفه في الإمارة "مالك محمد إسحاق" والذي قتل هو الآخر عام 2015م، برفقة (16) من القيادات بينهم ولديه و "غلام رسول شاه" المتحدث باسم التنظيم. وكان (مالك) من أشد الإرهابين المطلوبين خطورة؛ كونه متهمًا بالتخطيط لـ (40) عملية عنف طائفي. ولا يزال تنظيم «عسكر جنجوي» نشط وبقوة في بعض مناطق إقليم بلوشستان مثل "كويتا" و "ماستونغ" رغم عدم توفر معلومات عن القائد الجديد للتنظيم. وتعزو قيادات البلوش قوة التنظيم إلى الدعم اللوجيستي الداعشي وخاصة انتظام التدريبات في بعض مناطق "عواران" و"مكران".

وعن أبرز العمليات التي نفذها ضد الشيعة في باكستان وأفغانستان، فقد تبنى التنظيم ثلاثة تفجيرات دموية في مدن كابل، ومزار شريف، وقندهار خلفت نحو (80) قتيلًا و(160) مصابًا.

ففي 9 يناير 2013م أسفرت سلسلة هجمات عن مقتل 130 شخصًا وإصابة 260 شخصًا آخرين في حصيلة اعتبرت الأكثر حدة منذ العام 2007م، وقد وقعت اثنتان من هذه الهجمات في إقليم بلوشستان، الواقع في جنوب غرب باكستان. وفي فبراير 2013 قتل 81 مواطنًا في هجوم على سوق، وكان غالبية القتلى في الهجمات من الشيعة الهزارة. وفي 15 يونيو2013، أعلن التنظيم مسئوليته عن استهداف حافلة لطالبات جامعيات في مدينة كويتا، وأسفر عن مصرع 14 شخصًا. وفي 30 مايو 2015، لقي 49 شخصًا مصرعهم، في انفجار هائل بمسجد للشيعة في باكستان. وفي 5 أكتوبر 2016م اجتاحت موجة من الذعر مدينة "كويتا" لتبني التنظيم مسؤوليته عن مقتل أربع نساء شيعيات، وأصدر التنظيم الطائفي بيانا وصف فيه الهجوم بأنه رد فعل على مقتل السنة في حلب بسوريا، وادعى أن التنظيمات الشيعية الباكستانية متورطة أيضًا في هذه المجزرة بحق السنة، وقام بإرهاب المدنيين بتحميل صور للعديد من المدنيين الشيعة الباكستانيين الذين قتلهم التنظيم في روالبندي وديرا غازي خان وشيكاربور وكويتا وتارجتيد في أجزاء أخرى من البلاد. وفي 24 يونيو 2017م أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات التي وقعت بكويتا، والتي راح ضحيتها 63 شخصًا، فيما أصيب 200 شخص على الأقل. وفي يناير 2021م، أعلن تنظيم داعش بالتعاون مع عسكر جنجوي مسؤوليته عن خطف وقتل 11 عامل منجم يعملون في منجم فحم ينتمون إلى قبيلة الهزارة في بلوشستان.

وتابع المرصد أنه بحسب المصادر الأمنية الباكتسانية، يرتبط "عسكر جنجوي" بعلاقات قوية مع تنظيمات داعش، والقاعدة، وأنصار الإسلام. وبحسب "رجا عمر خطاب" المسؤول عن تتبع خليتي داعش والقاعدة في إدارة مكافحة الإرهاب بشرطة السند، فقد أظهرت السجلات أن بعض المنتمين إلى عسكر جنجوي كانوا جزءًا من شبكة داعش العالمية، حيث كان عسكر جنجوي يساعد تنظيم داعش في توسيع عملياته في إقليم بلوشستان، وكذلك خلال فترة عمليات توغله في باكستان. حيث كان يزود داعش والقاعدة بالآلاف من المسلحين لسنين للقتال في كل من باكستان وأفغانستان.

ويدعو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الإنسانية إلى العيش معًا ، مؤكداً أن ما تقوم به تلك التظيمات الإرهابية بعيد كل البعد عن تعاليم الدين الإسلامي، فالإسلام يدعو إلى السلام، ويحرم إراقة الدماء، ويعلي من قدر الإنسان وحرمته، وينبذ التمييز والعصبية والتشدد. 

اقرأ أيضا