قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن الحرب السيبرانية تعني استخدام الحواسب والإنترنت في مهاجمة الأعداء باختراق مواقعهم، أو حواسبهم، أو هواتفهم لتدميرها أو لسرقة ما عليها من ملفات ومعلومات أو توجيهها نحو أعمال تخريبية تضر المؤسسات والحكومات.
وأضاف حمودة خلال برنامجه "واجه الحقيقة" المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، إن المهاجمين في هذه الحرب نعرفهم باسم الهاكرز. وهم إما أفراد، كل ما يسعون إليه اختراق هاتفك المحمول لمعرفة شفرتك السرية، التي تضمن بها حماية حساباتك البنكية، لسرقة ودائعك، وإما جماعات منظمة تستخدم قدرتها على اختراق مواقع الشركات في ابتزاز أصحابها.. يا الدفع.. يا تدمير البيانات، وإما دول تستخدم المتسللين إلى مواقع حكومات معادية لتعطيل شبكات الطاقة أو أنظمة الكومبيوتر أو أسواق المال.
وذكر حمودة واقعة حصلت بالفعل في كواليس فيلم "المقابلة"، الذي يحكي عن إعجاب حاكم كوريا الشمالية كيم جونج أون ببرنامج تلفزيوني أمريكي، فوجه دعوة إلى مقدم البرنامج "ديف كايلاك" ومنتجه "أرون رابو بورت" لإجراء مقابلة معه. وجدتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فرصة لاستخدام الرجلين في عملية اغتيال زعيم كوريا الشمالية، ووجد "ديف" و"أرون" كل شيء في بيونج يانج يدعو للانبهار، متاجر عامرة بكل أنواع الطعام، نساء أنيقات، رجال يركبون سيارات حديثة، وتبين أنها مشاهد خادعة تخفي حقيقة معاناة الناس هناك.
وأكمل: تأخذ الأحداث طابعا كوميديا لا يخلو من الأكشن، وفي النهاية تُنفذ عملية الاغتيال والزعيم الكوري على متن طائرة مروحية وهي خرافة لم تحدث. الفيلم ضعيف فنيا، تكلف 44 مليون دولار، الفه وأخرجه إيفان جولدبرج، لكن قبل عرضه في يوم 15 أكتوبر 2014 هددت كوريا الشمالية بتفجير دور السينما التي ستعرضه.. ولكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض التهديد وأصر على عرض الفيلم في دور السينما وعلى شبكة الإنترنت.
بعد شهرين من عرض الفيلم تعرضت الشركة المنتجه للفيلم إلى هجوم إلكتروني أدي إلى خسائر فادحة، سُرقت الملفات السرية التي كانت على مواقعها، فضحت حياة النجوم الذين يتعاملون معها مثل سيلفستر ستالوني وتوماس هانك ونتالي بورتمان. وكُشفت طبيعة العقود التجارية الموقعة بين الشركة وشركات أخرى ونشرت أفلام على الإنترنت قبل عرضها في دور السينما.
وخسرت الشركة مئات الملايين في ساعات قليلة بسبب هذا الهجوم الذي يعد نوعاً جديداً ومثيراً من الحروب الحديثة يوصف بـ الحرب السيبرانية.