تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير سمير غانم، صاحب البهجة وأبرز نجوم الكوميديا في الفن.
نرشح لك: لهذا السبب.. منى العمدة تتصدر محركات البحث العالمي "جوجل"
لم يكن الطالب سمير غانم، بكلية الزراعة جامعة الأسكندرية شغوفا بدراسة علوم الزراعة بقدر شغفه بحفلات السمر من خلال نشاطه في الأسر الجامعية، حيث اشتهر بخفة ظله وقدرته على تأليف وصياغة الاسكتشات الفكاهية حتى قام بتكوين فرقة "إخوان غانم" أثناء فترة دراسته بالجامعة.
كانت الفرقة تتكون منه والطالب وحيد سيف بتجارة الأسكندرية، وأيضًا الطالب ورفيق دربه عادل نصيف، وتم التعارف وقتها بينهم وبين الطالب جورج سيدهم مسئول فريق السمر بكلية الزراعة جامعة عين شمس، وقتها شعر كل منهم أن هناك رابطاً مشتركاً يجمع بينهم، ألا وهو حبهم للمسرح، وتمتعهم بالقبول الجماهيري، فقرروا التعاون في تقديم أعمال للمسرح الجامعي.
تبلورت فكرة الثلاثي بشكلها المعروف عام 1961 مع بدايات التليفزيون المصري، وكان جورج سيدهم، هو أول من احترف الفن في المجموعة، وذلك من خلال مشاركته في برنامج "مع الناس" للمخرج محمد منيب.
وبعد نجاح البرنامج طلب منه أن يبحث عن شركاء معه لتقديم فقرات فنية، وبمجرد أن ترك جورج مبنى التليفزيون، تقابل بالمصادفة مع سمير غانم، فعرض عليه العمل معه في البرنامج.
وافق سمير على الفور، واصطحب معه صديقه عادل نصيف، وقاموا بتسجيل أول "اسكتش" بعنوان "كوتو موتو" كثلاثي، و بعد التسجيل عرض عليهم مخرج المنوعات محمد سالم تقديم هذه الاسكتشات في حفلات أضواء المسرح بالتليفزيون، وأطلق عليهم لقب "ثلاثى أضواء المسرح".
ونجح الثلاثي، ولكن شاءت الأقدار أن يُهاجر عادل نصيف إلى كندا، ليصبح مكانه شاغرًا، مما هدد مشروع "الثلاثى" بالانهيار، ولكن سمير غانم تذكر الصديق الضيف أحمد، رئيس فريق التمثيل بكلية الأداب في جامعة القاهرة.
وبالفعل انضم لهما الضيف أحمد، رغم اعتراض المخرج محمد سالم، وبدأ العهد الجديد للثلاثي، وتولى سمير غانم تأليف وصياغة معظم "اسكتشات" الثلاثى، وأصبحوا عاملا مشتركا في جميع الحفلات الرسمية وغير الرسمية، بالإضافة إلى مشاركتهم في سلسلة من الأفلام الاستعراضية والكوميدية التي تشكل عاملًا رئيسيًا في تاريخ السينما، ثم استعان بهم التليفزيون لتحقيق لقاء الجماهير بأول فوزاير رمضانية.
بعد حرب يونيو 1967، اقترح محافظ الإسكندرية، وقتها السيد حمدي عاشور، أثناء لقاء عابر مع جورج سيدهم تكوين فرقة مسرحية في محاولة للترفيه عن الجماهير في أعقاب النكسة، وقدم لهم كل الإمكانيات ليقدموا أولى مسرحياتهم "حواديت".
كانت مسئولية سمير غانم تجاه نفسه شديدة جدًا في هذه الفترة، حيث أنه الوحيد من بين أعضاء الفرقة، الذي لا يمتلك شكلًا كوميديًا، مميزا مثل الضيف أو جورج فقد كان رشيقا، صاحب قوام رياضي، وسيما حتى قبل أن يرتدى باروكة الشعر الشهيرة. فلم يجد أمامه سوى اللجوء إلى أصعب مدرسة في الأداء الكوميدى، وهي مدرسة الارتجال،وأصبح رائدًا في هذا الأسلوب بين معظم نجوم الكوميديا بلا منازع.
وأثبتت الفرقة وجودها كفرقة مسرحية قوية في مواجهة الفرق الموجودة وقتها مثل "الفنانين المتحدين" و"الريحاني" و"المسرح الكوميدي"، وتوالت أعمالهم المسرحية حتى وفاة الضيف أحمد فجأة فى أبريل 1970، فكان قرار سمير غانم، بعد استشارة الفنان الكبير فؤاد المهندس، باستمرار الفرقة بدون عضو ثالث، تخليدًا لذكرى الضيف أحمد، الذي كان سمير غانم يقول عنه: "الضيف مالوش بديل".
وقدم مع رفيق دربه جورج سيدهم روائع مسرحية خالدة مثل "موسيقى في الحي الشرقي"، حتى كان الانفصال الأول بين سمير وجورج في منتصف السبعينيات بعد عرض مسرحية "فندق الاشغال الشاقة"، ثم العودة مرة أخرى مع مسرحية "من أجل حفنة نساء"، وتلتها رائعة "المتزوجون" و"أهلا يا دكتور"، حتى تم الانفصال بينهما فنيًا، بشكل نهائي عام 1984، ولكن استمرت صداقة بينهما حتى وفاة جورج سيدهم، والذي حزن سمير غانم، عليه حزنا كبيرًا.