تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة ميمي شكيب، أبنة العائلة الأرستقراطية، التي عاشت حياة مليئة بالأحداث المتلاحقة والمتناقضة، بين الغنى والشهرة والأضواء، والأحزان، والسجن، والقهر، إلى أن أُصيبت بأزمة نفسية لاحقتها حتى وفاتها التي تركت خلفها لغز كبير بين الانتحاء أو القتل.
نرشح لك: اليوم.. نيكول سابا تحيي حفلًا غنائيًا في لبنان
تميزت ميمي شكيب، بضحكتها العالية الرنانة ونبرة صوتها المميزة في أفلامها السينمائية.
اسمها الحقيقي أمينة شكيب درست بمدرسة العائلة المقدسة، وعلى الرغم من أنها لم تكن متفوقة في دراستها، إلا أنها استطاعت إتقان اللغتين الفرنسية والإسبانية، وكانت منذ طفولتها تتميز بالشقاوة والخفة والدلع.
وكان جدها في جيش الخديوي إسماعيل ووالدها مأمور شرطة، ووالدتها متعلمة تتقن أكثر من لغة، واحترفت ميمي التمثيل مع شقيقتها زوزو شكيب، رغم اعتراض الأسرة.
التحقت ميمي شكيت بفرقة نجيب الريحاني الذي اقتنع بموهبتها وشاركت في عشرات المسرحيات قبل أن تبدأ مشوارها السينمائي، قدمت خلالها مسرحيات عدة، منها "حكم قراقوش" و"قسمتي"، أما أهم مسرحياتها التي قدمتها مع الفرقة فكانت "الدلوعة"، وحققت من خلالها نجاحًا كبيرًا، لذا، أُطلق عليها دلوعة المسرح.
دخلت ميمي شكيب، مجال السينما عام 1934 بفيلم "ابن الشعب"، نشأت خلال أحداث تصوير الفيلم علاقة حب بينها وبين الفنان سراج منير، الذي تقدم للزواج منها، إلا أن أسرتها رفضت، وتكرر الأمر بعد سنوات من المحاولة حتى وافقت الأسرتان على الزواج، ليعيشا سويا 15 عاماً، قبل أن يتوفى "سراج" بعد إصابته بأزمة قلبية حادة في 1957، لتقرر ميمي عدم الزواج من بعده نهائيًا.
فوجئ الوسط الفني في إحدى الليالي تورطها في قضية آداب كبيرة أُطلق عليها قضية "الرقيق الأبيض"، حيث تم اقتحام شقتها التي كانت تقيم فيها إحدى الحفلات وتم القبض على من فيها ومنهم بعض رجال السياسة الليبيين.
وتم سجن ميمي شكيب، لمدة 6 أشهر أُصيبت خلالها بالاكتئاب الحاد سبب لها صمم والبكم، لبكائها المستمر، حتى قررت المحكمة في 16 يوليو عام 1974م تبرئتها وكل عضوات الشبكة، مستندة في حكمها على عدم إلقاء القبض عليهن وهن في حالة تلبس بينما أثناء جلسة عادية لشرب القهوة، لتعيش حياتها بعد الإفراج عنها حزينة، وشاركت في أدوار فنية بسيطة لا تليق بتاريخها الفني.
عانت ميمي شكيب، بعد خروجها من السجن من اضطرابات نفسية، الأمر الذي دفعها لدخول مصحة نفسية للعلاج، ورغم حصولها على البراءة إلا أنها ابتعدت كثيرًا عن الأضواء فلم تقدم إلا أعمالا قليلة وكان آخر أفلامها السلخانة عام 1982، ونتيجة لظروفها السيئة اضطرت لأن تقدم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة.
وفى 20 مايو عام 1983، وجدت ميمي شكيب، ملقاة من شرفة شقتها بوسط البلد، ولم يعرف أحد مرتكب الجريمة، وأخذت الأحاديث تتردد وقتها، أن الأمر مدبر نتيجة القضية السابقة الشهيرة، وقيدت القضية ضد مجهول.