تحل اليوم الذكرى151 عامًا على تقديم العرض الأول لأوبرا عايدة في القاهرة، حيث أقيم العرض في مثل هذا اليوم 24 ديسمبر عام 1871.
نرشح لك: اليوم.. طرح تذاكر حفل ويجز وسكيني وديزي ودافنشي بموسم الرياض
وتعد "أوبرا عايدة" أحد العروض الأوبرالية ذائعة الصيت، وترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ مصر الحديثة، والقديمة على السواء، وهي عبارة عن قصة من 4 صفحات، ألف قصتها ميريت باشا عالم المصريات الفرنسي الشهير، وكتب نصها الغنائي (الليبرتو) جيسلا نزوني.
وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا لتكون جاهزة خلال ستة أشهر في عام 1869 للاحتفال بافتتاح قناة السويس وبسبب تأخر وصول ملابس وديكور أوبرا عايدة من باريس لم تعرض في الاحتفالية، وعرضت بعدها.
أوبرا عايدة
بنيت الدار من أجل افتتاح قناة السويس حيث افتتحت فى 17 نوفمبر عام 1869، وكان من مظاهر الإعداد لحفل الافتتاح المهيب لقناة السويس إنشاء دار الأوبرا الخديوية فى سياق الاستعداد لحفل افتتاح القناة.
وافتتحت دار الأوبرا الخديوية فى 29 نوفمبر عام 1869، وقد بنيت الدار على عجل فيما لا يتجاوز خمسة أشهر، وتكلف بناؤها 160 ألف جنيه، وقام المعماريان بيترو أفوسكانى وروتسيى بتصميمها وقد صنعت من الخشب وكانت تسع 850 مقعدا، وكان موقعها مكان جراج العتبة الحالي.
وقد عهد إسماعيل باشا إلى ميريت باشا مدير الآثار الفرعونية بأن يختار موضوعا يصلح نصه لأن يكون رواية لأوبرا مصري.
وضع ميريت باشا قصة أوبرا عايدة، وتم إرسالها للموسيقار الإيطالى الشهير جوسيبى فيردى ليلحنها حتى يشاهدها ضيوف مصر في حفل بالأوبرا ضمن فعاليات الاحتفال بافتتاح قناة السويس.
فلما حان موعد افتتاح الأوبرا في 29 نوفمبر لم يكن فيردي قد انتهى من تلحين أوبرا عايدة، فتم عرض أوبرا ريجوليتو في ذلك اليوم، وكان فيردي قد وضع موسيقى أوبرا (عايدة) مقابل 150 ألف فرنك من الذهب الخالص، دفعها إسماعيل باشا خديوي مصر.
تُجسد أوبرا عايدة صراعًا بين الواجب الوطني، والعاطفة إذ تروي قصة حب "راداميس" قائد الجيوش المصرية، وعايدة، الأميرة الحبشية التي أسرت في مصر، والتي أصبحت وصيفة لـ "آمنيريس" ابنة الملك الفرعون.
المفارقة في هذه القصة أن عايدة، وآمنيريس، وقعا في حب "راداميس"، وفي هذه الأثناء تنشب الحرب بين مصر والحبشة، وبعد انتصار مصر، يكرم الفرعون القائد العسكري الشجاع "راداميس"، وكان أسمى تكريم حينها، أن يزوجه ابنته.
وبشكل درامي تتطور الأحداث، يرفض راداميس الزواج من ابنة الفرعون، ويخطط للهرب مع حبيبته عايدة، لكن يكشف أمره، ويحاكم بتهمة الخيانة، ويكون الحكم القاسي أن يدفن حيًا، فتلحق به عايدة، وتدفن معه في قبره.
وبرغم شهرة أوبرا عايدة لارتباطها بتاريخ مصر القديمة، إلا أنها لم تكن الأوبرا الأولي التي تُستلهم من تاريخ مصر الفرعونية، فقد سبقها أوبرا "الناي السحري"، لموتسارت، التي عرضت لأول مرة في باريس عام 1801، تحت اسم "أسرار إيزيس".
بعدها جاءت أوبرا "موسى" للموسيقار الإيطالي جواكينو روسيني عام 1827، وأبرا "الابن الضال" لـ "دانييل فرانسوا إسبري أوبير" عام 1850.
احترقت دار الأوبرا عن آخرها فى 28 أكتوبر 1971 ولم ينج من الحريق سوى تمثالين من تصميم الفنان محمد حسن، وقد ظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم افتتاح دار أوبرا القاهرة في 1988 بعدما حصلت مصر على منحة يابانية من وكالة جايكا، وأسندت مهمة بناء أوبرا جديدة لشركة كاجيما اليابانية، وقد استغرق بناؤها 3 سنوات.