تزوج 10 مرات وعاد للحياة من المشرحة.. محطات في حياة عمر الجيزاوي

السبت 24 ديسمبر 2022 | 10:03 صباحاً
عمر الجيزاوي
عمر الجيزاوي
كتب : ريهام كمال

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان عمر الجيزاوي، أحد أشهر الفنانين اللذين قدموا فن "المونولوج".

نرشح لك: أشرف زكي : عادل إمام صحته زي الفل ونتواصل باستمرار مع أبناءه

ويبرز لك "بلدنا اليوم" في هذا التقرير أهم المحطات الشخصية والفنية في حياة عمر الجيزاوي.

ظهر عمر الجيزاوي، بخمسينيات القرن الماضي مع بداية زمن الفن الجميل، ذلك الرجل الذي جاء من جنوب الصعيد للقاهرة بالجلباب و العمامة الملفوفة بطريقة كوميدية ويغني بلسان معوج حتى ذاع صيته وشهرته بالوسط الفني وتربع على عرش الكوميديا في جيله.

اسمه الحقيقي هو عمر سيد سيد سالم،  ولد في 24 ديسمبرعام 1917، بدأ تعليمه في كتاب قرية أبوتيج بأسيوط، وتعلم منه قراءة القرآن، بداية حياته العملية في ورش الطوب والمعمار.

لم يكمل عمر الجيزاوي تعليمه، فقد قرأ في الكُتّاب ‏لكنه أحب العمل مع والده، وعندما كان يشارك العمال رفع الأسمنت على السقالة، كان يغني وسمعه حينذاك أحد المقاولين فطلب مشاركته في احياء حفل زفاف ابنته، لينطلق بعدها في كل أفراح المنطقة ومنها لمناطق ‏أخرى قريبة حتى وصل إلى فرح جيهان السادات على أنور السادات، ومن الفرح إلى عالم السينما حيث أصبح أحد ثلاثي "الرحيمية قبلى".‏

اصبح الفنان الكوميديان الجزاوي متربعا علي عرش الكوميديا وكان المطرب الشعبي المحبوب، وعمل في الافراح والملاهي الليلية حتى صار مصدر سعادة لقلوب الجماهير العريضة لا سيما الشعب المصري فقط بل والوطن العربي ايضًا .

لحبه للسيدات، تعددت زيجات الفنان عمر الجيزاوي، ووصلت إلى 10 مرات، فتزوج أول مرة وأنجب ٤ بنات وأسماهن "فرفش، أسرار، تحفة، جلاء"، وثلاثة ذكور "الجيزاوي، عمار، مصطفى"، ثم تزوج من الراقصة اللبنانية أنوار حسين وأنجب منها "معين"، وتزوج بعد ذلك 8 لم ينجب منهن. 

يُعد من أوائل العرب الذين غنوا فرانكو أراب، فقد كانت أغنية |يا ميت ندامة على اللي حب ولا طالشي، لتصبح هذه الأغنية أولى الأغنيات المصرية التي خرجت عن الطابع المميز لهذا العصر في جيله.

 انشأ فرقة الجيزاوي المسرحية و تخرج منها على يده عددًا من النجوم اللامعين، مثل سمير غانم وحسن حسني.

في عام 1957 تقدم عمر الجيزاوي، بشكوى يطلب فيها التحقيق مع زكي طليمات بحجة أنه يعوق عمله في فرقة الفنون الشعبية، حيث حدد طليمات مساحة ٣ أمتار فقط للجيزاوي كمساحة مسموح له فيها بالحركة أثناء غناء مونولوج "يا حلوة ضمي الغلة"، بل طلب الجيزاوي تشكيل لجنة تقصي للحقائق مكونة من السيد بدير وحمدي غيث.

 وكانت واقعة طريفة أخرى حاضرة بقوة، حين حل عام 1958، ليشهد رفع عمر الجيزاوي، قضية ضد رئيس مصلحة الفنون لأنه رفض أن "يهرش" بالعصا في مسرحية ليل وعين، ليتلقي بعدها دعوة لبحث شروط الصلح، ومثلت واقعة "الهرش" مادة صحفية ثرية وقتها، وسط تعاطف كبير من الوسط الصحفي وكان الكاتب الساخر أحمد رجب واحداً ممن دافعوا عن الجيزاوي حيث انتقد ما يتعرض له بل تطور الأمر أن رفع شكوى إلى الوزير عبد القادر حاتم ضد الفرقة، وخصص رجب مقالاً لواقعة "الهرش" على صفحات مجلة المصور.

وبعد مرور عدة سنوات، عاد الفنان جمال سلامة عاد واتهم المطرب الجيزاوي بـ"الكذب"، ما تسبب في إصابة الجيزاوي بجلطة في المخ فقد معها القدرة على الكلام والنطق والحركة، وإصدار جمعية المؤلفين والملحنين تعميماً بحق الأداء العلني للأغنية حيث قررت مشاركة الثلاثي الجيزاوي وسلامة وعبد الوهاب حقوق الأداء العلني، وتوفي إثر إصابته في 22 أبريل 1983 عن عمر يناهز 76 عامًا.

في فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قدم جميع مطربي مصر أغاني، وألحانا حماسية، ورغم أنه سجل أغنية "ياللي من البحيرة.. ياللي من أهل الصعيد" بصوته، لكن الفنان، فوجئ بالفنانة شادية تغنيها باسم "مصر اليوم في عيد"، وعندما علم بذلك أصيب باكتئاب وحزن شديد، ثم أصيب بجلطة عاش بعدها 9 أشهر، وفارق الحياة في 22 أبريل 1983.

ومن أغرب المواقف التي حدثت لـ عمر الجيزاوي، عندما كان يستقل سيارة، واختلت عجلة القيادة في يد السائق، وسقطت في الترعة، لكن السائق قفز قبل سقوطها، وغاص الجيزاوي وهو داخل السيارة في أعماق المياه، واعتقد الجميع أنه لقي مصرعه، وعندما جاء الطبيب الشرعي لتشريح جثته، أصيب كل من كان في المشرحة بالذهول عندما وجدوه ينتفض جالسا، ويردد: هذه قدرة الله.

 أحيا عمر الجيزاوي، حفل زواج الرئيس السادات، والسيدة جيهان، واتهمه البوليس السياسي آنذاك بالشيوعية لأنه لم يغن للملك فاروق، وقال عنه يوسف وهبي إن صوت الجيزاوي كالفولاذ لا يتغير ويظل لامعا.