حكاية فيلم اليوم، بالتزامن مع عيد ميلاد الفنانة نجلاء فتحي، وهي جميلة من جميلات السينما المصرية، وهو "أبي فوق الشجرة".
نرشح لك: خطيبها فاجأها.. نور إيهاب تحتفل بخطوبتها على بطل مسلسل العيلة دي
بدأت الحكاية عندما كتب الكاتب الكبير احسان عبد القدوس، القصة كعمل أدبي لا علاقة له بالسينما، فكتبها في خمسة فصول مسلسلة، وبدأ الاعلان عنها على صفحات مجلة روز اليوسف.
وفجأة خرج من روز اليوسف وتوقف عن الكتابة ونشر القصة كعمل ادبي، ولما خشي على فكرة القصة من السرقة كانت هناك شركة محمد عبد الوهاب، تلح على ان يعد لها قصة فقرر إعادة كتابة قصة ابي فوق الشجرة كقصة سينمائية.
وطلبت الشركة المنتجة بعض الإضافات على القصة وجدها لا تتفق إلا مع عقلية صاحب رأس المال أي المنتج كزيادة عدد الرقصات والقبلات، فاستعان المخرج ببعض الزملاء بكتابة بعض التعديلات على السيناريو، وبالرغم من نجاح الفيلم الا ان احسان عبد القدوس، لم يكن راضي على تغيير بعض أحداث القصة، وتولى الكاتب سعد الدين وهبة اعادة كتابة السيناريو.
ودعى مجدي العمروسي، سعد الدين وهبة، إلى مكتبه وقدم له محاولات لكتابة السيناريو من آخرين مع وعده بتكليف تعديل السيناريو، لكنه اقترح التحرر من تاريخ أحداث الفيلم التي تدور عام 1939، وقال انه يجب جعل الأحداث في زمن معاصر.
وتمسك عبد الوهاب صاحب الشركة المنتجة بأصل القصة ، كما طلب سعد الدين وهبة، رفع اجره ككاتب للسيناريو، وكان عبد الحليم مسافرُا ولما عاد وعلم بالموضوع والخلاف أرسل له العقد بالموافقة وبالأجر الذي اختاره وبدأ كتابة السيناريو.
كان عبد الحليم حافظ، رشح الفنانة زيزي مصطفى لتقديم الدور الذي قدمته ميرفت أمين في الفيلم، إلا أنها اعتذرت عنه لارتباطها بالزواج وسفرها في نفس الفترة إلى سوريا لتكريمها عن دورها في فيلم "البوسطجي".
ورشح المخرج نجلاء فتحي، لدور الفتاة العاشقة إلا أن عبد الحليم حافظ رفض لارتباط نجلاء بتصوير فيلم "أفراح " في نفس التوقيت، وهو ما أحزن نجلاء كثيرًا التي كانت تحلم بالوقوف أمام العندليب في السينما.
فرشح المصور وحيد فريد، ميرفت أمين، للدور ووافق عليها كل من المخرج والعندليب بالرغم من أن هذا الدور كان أول أدوارها فى البطولة السينمائية.
كما رشح المخرج حسين كمال الفنانة هند رستم لبطولة الفيلم وذلك لانها اشتهرت بأدوار الإغراء الذي يتطلبه دور فردوس في الفيلم ، وتحمس عبد الحليم خاصة وانها ستمثل أمامه لأول مرة ، إلا أنه وقبل أن ترفض هند الدور أبلغ المخرج أنه غير مرتاح للعمل مع هند رستم خاصة وأنه لا يعرفها وهناك تكليف في المعاملة معها ورشح بدلا منها نادية لطفي.
وفي هذا الإطار، قالت الفنانة هند رستم: رشحني إحسان عبد القدوس لبطولة فيلم "أبى فوق الشجرة مع عبد الحليم حافظ بعد نجاحي في أداء دور الراقصة فى فيلم شفيقة القبطية، ولما قرأت الدور وجدته سطحي ولا تأثير له، وأبلغت رفضي إلى مجدي العمروسي وحسين كمال، رفضته وأنا حزينة لأني كنت أتمنى أن يعرض لي فيلمين في وقت واحد الأول "الخروج من الجنة مع فريد الأطرش، الذي كان مقررا عرضه في نفس التوقيت والثاني "أبي فوق الشجرة "مع عبد الحليم حافظ.
وقال الفنان سمير صبري أحد أبطال الفيلم إن هند رستم رفضت المشاركة في الفيلم بسبب ابنتها بسنت، وأنه تحدث معها أثناء تصويرهما فيلم "الحلوة عزيزة"، وسألها عن سبب رفضها المشاركة فيه، لتؤكد له أنها رفضته بسبب ابنتها التي لن ترضى عن دورها به، وأنه لا يليق تماما بزوجة الدكتور محمد فياض.
وبعد أن وقع اختيار المخرج حسين كمال على الفنانة نادية لطفي لأداء دور الراقصة قالت : "دا مش فيلم دي مصيبة كما ان دور وشخصية الراقصة فردوس التي أؤديها ويقع عبد الحليم في حبها دور صعب وان الجمهور لن يغفر لي أني عذبت عبد الحليم في الفيلم وأن هذا الدور الذي رفضته أكثر من زميلة سيقضي على مستقبلي لكن حسين كمال أقنعني وشوقني لتقديم الدور.
وعلى الرغم، من أن فيلم "أبي فوق الشجرة" لم يكن التعاون الأول بين عبد الحليم حافظ ونادية لطفي وسبقه فيلم "الخطايا"، إلا أن كواليس تصوير الفيلم شهدت خلافات حادة بينهما، وذلك بسبب الخلاف حول بعض تفاصيل العمل، والتي وصلت إلى حد الشجار بينهما، وقيل أن الخلاف بينهما وصل لدرجة قيام نادية لطفي قبل تصوير مشاهدها مع "حليم" تقوم بتناول " البصل" حتى تضايقه برائحته، خاصة أنه تردد أن الفيلم كان متجاوزا في عدد القبلات الرومانسية خلال أحداثه التي تخطى عددها الـ50 قبلة.
وتحدثت نادية لطفي في أحد اللقاءات عن تلك الخلافات قائلة: "قد تشعر بالدهشة إذا قلت إننا كنا في حالة خصام دائم أثناء تصوير هذا الفيلم، وكانت هناك خلافات على بعض التفاصيل في العمل ولم تكن علاقتنا على ما يرام، ولكن ذلك لم يظهر أبدا على الشاشة، بل ظهر العكس، علاقة حب ومودة تجمعنا".
في كواليس تصوير فيلم "أبى فوق الشجرة"، تعرضت الفنانة نادية لطفي، للإغماء نتيجة ضرب "عبد الحليم حافظ" خلال تصوير أحد المشاهد، وذلك من قوة وشدة الضرب، وواقعيته.
اضطر المخرج حسين كمال، أثناء عملية مونتاج الفيلم، لحذف أغنية "أعز الناس" التي كان يغنيها عبد الحليم حافظ، في بداية الفيلم، وذلك لضيق الوقت وكثرة الأغاني، كما أن أغنية "قاضي البلاج" التي شاركت فيها فرقة رضا الاستعراضية، استغرق تصويرها 3 أيام متتالية، على شاطئ "المنتزه" بالإسكندرية، نظرا لصعوبة تنفيذها بالشكل الذي ظهرت عليه.
ويُعد فيلم أبي فوق الشجرة، واحد من أجرأ الأفلام في فترة إنتاجه، وقد يرجع ذلك نظرًا لعدد المشاهد الجريئة الذي تعدى الحد المعتاد آنذاك بمراحل، وقد لاقى الفيلم الكثير من الاعتراضات حول إنتاجه وإخراجه، وحول عدد المشاهد الجريئة والقبلات التي احتوى عليها الفيلم، فقد كان محط أنظار وإثارة للجدل بين جميع النقاد والجماهير آنذاك.
أبي فوق الشجرة
استمر عرض الفيلم مدة ثلاثة وخمسون اسبوعٱ في دار سينما ديانا بالقاهرة، حتى أطلق عليها البعض سينما أبى فوق الشجرة، ثم قررت الرقابة منعه من العرض، لما تضمنه من عدد كبير من القبلات بين بطل الفيلم العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، والممثلتين الكبيرتين نادية لطفي وميرفت أمين.
ضرب الفيلم الرقم القياسى فى عدد القبلات التى تواجدت في فيلم واحد لدرجة أن الجمهور كان لديه فضول كبير ليعرف كم عدد القبل التي حدثت بين عبد الحليم حافظ وبطلتا الفيلم نادية لطفى وميرفت أمين وكان من يدخل السينما لمشاهدة العمل يفكر أولاً في عدد القبلات، وكان ذلك أهم أسباب الجدل الرئيسي في منع عرض الفيلم على شاشات التليفزيون منذ طرحه في السينمات وحتى الآن رغم عرضه في جميع دور السينما المصرية والعربية وحتى صالات الدرجة الثالثة وقتها.
أبي فوق الشجرة
أطلق النقاد على هذا العمل، اسم "فيلم مئة قبلة وقبلة"، وقيل وقتها أن هذه القبلات سببت حرجاً شديداً لـ نادية لطفي، التي كانت متزوجة حديثاً من شخصية مهمة، ومع ذلك، لم تحذف هذه المشاهد، وعرض الفيلم كما هو، واستمر عرضه في دور السينما أكثر من عام، واعتبر أحد علامات السينما المصرية.
وفي حوار مع الفنانة الكبيرة صفاء أبو السعود، في برنامج "ساعة صفا" الذي قدمته على مجموعة قنوات ART، قالت حسين كمال: "دخلت مصحة أمراض عصبية، بسبب أبي فوق الشجرة، الضغط العصبي الذي كنت فيه وقت تصوير الفيلم كان فظيع، معروف للكل ان عبدالحليم في الفيلم كان لا يتحدث مع نادية لطفي، مخاصمها ونادية لطفي مخاصماني، وده كان أول فيلم اعمله للناس بعد تقديمي لـ3 أفلام مهرجانات".
وتابع "كان المجهود بتاعي إزاي كل الجو الفظيع ده ميطلعش على الشاشة، وفعلا مطلعش على الشاشة، لكن بعد 7 أو 8 أعوام، أثر ذلك ظهر عليّ وأصبت بوعكة صحية عصبية، ووجدت شيئا غريبا الفيلم مُسح من ذاكرتي تماما مفيش ولا لقطة كنت فاكر لقطة واحدة فقط الخاصة بالمرآة ودي أول لقطة تخيلتها في الفيلم".
وأشار المخرج الكبير إلى أن بعد الانتهاء من الفيلم وعرضه، خرجت شائعة تقول إن حليم هو من قام بإخراج الفيلم وبسببها جلس عامين في البيت، لأن كل المنتجين صدقوا ما قيل، لافتا أنه خاصم حليم حوالي 5 أعوام، لأنه لم يأخذ موقفا، لكن بعد أن تحدثا سأله لماذا لم ينف، وكان رد حليم: "أخد موقف ازاي، هبقى بقول كلام فارغ، ميصحش، عايزني أقول يا جماعة حسين كمال، هو اللي أخرج الفيلم ده ضدك وهيبقى معناه إن إخراجك لأبي فوق الشجرة مشكوك فيه، دي إشاعة مغرضة عايزين يهدوك من أول ما طلعت".
فيلم أبي فوق الشجرة، بطولة عبدالحليم حافظ، وعماد حمدي، ونادية لطفي، وميرفت أمين وهو من إنتاج عام 1969 والفيلم قصة إحسان عبدالقدوس وسيناريو سعد الدين وهبة ومن إخراج حسين كمال.