"الدم بقي مية" هي أقل ما يقال في حوادث استباحة الدماء وخاصة عندما تكون تلك الدماء هي لأقرب الناس صلة ألا وهي الأم التي لطالما كانت هي الكف الحنون الذي يداوي ألامنا فالجنة تحت أقدامها لمن برها، ولكن الشيطانة الإنسية غضت الطرف عن كل ذلك، وبدأت شنيعتها بإحضار عشيقها للمنزل لإشباع نزواتهم الخاصة فما كان معهم سوى الشيطان الذي أحلج خيوط القصة وجعلهم أبطالها.
دخلت الوالدة صاحبة ال 42 عاما لمنزلها بعد انتهاء فترة عملها اليومي فهي مشرفة عمال بمستشفى بور فؤاد العام، إذ بها تجد "إحدى عينيها" كما كانت تصفها دائما فهي لم تنجب سواها وأخيها الأصغر، رفقة جارها "شاب لم يبلغ العقدين من العمر".
كان الأمر بمثابة صاعقة ضربت قلب الأم، لم يمر إلا دقائق معدودة وقبل أن تتخذ الأم أي تصرف، بادرها الشيطان بدوره المتقن في إغواء الفتاة العشرينية بقتلها حتى لا يفتضح أمرها وهي على مشارف حفل زفافها، لم يرحموا توسلاتها الضعيفة في أقل حقوقها ألا وهي إعطاءها فرصة نطق الشهادتين وأجهزوا عليها حتي أردوها قتيلة.
أُزهقت حياة الأم على يد ابنتها ولكن ذلك لم يكن كافياً لإشباع شيطانها فأحضرت وعاء ماء مغلي وسكبته فوقها للتأكد من موتها لتكون آخر مراحل السيدة تشويه جسدها ووجها.
علمت الشرطة بالحادث، انتقل علي الفور فريق بحث لمسرح الجريمة ومن منطلق "أن الجريمة لا تخفي" نسي العشيق تيشرته الخاص داخل الشقة فكان حلا للغز وبعد إعداد الأكمنة له تم ضبطه.
وبعد التأكد من أنهما وراء ارتكاب الجريمة بدأت النيابة العامة بالتحقيق معهم وجاءت اعترافات الفتاة بشكل صادم لجهات التحقيق، بدأت بقص الرواية بأكاملها وهي لم تذرف دمعة واحدة ولم ترتبك بل كانت الابتسامة والضحك هما المتصدرين لوجهها.
أثار ذلك الغرابة لدى النيابة العامة والتي كلفت فريق طبي بإجراء تحليل تعاطي مخدرات لها للتأكد هل كانت تحت تأثير المخدر أثناء ارتكاب الواقعة أم لا.