أوضح الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، المقصود بالحديث النبوي «ناقصات عقل ودين».
وقال علي جمعة خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: على الرغم من وضوح صورة المرأة في نصوص الشريعة الإسلامية سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، فإن بعضهم يتعمدون إلقاء الشُّبَه وما في نفوسهم من موروث العادات القديمة على بعض النصوص النبوية، في محاولة منهم للتضليل والتحريف لمقاصد الشرع، ومن ذلك ما ثار حول حديث «ناقصات عقل ودين»، فالحديث يفيد معنى جمال المرأة، وقدرتها على التأثير على عقل الرجل، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن، قالت: يا رسول الله - وما نقصان ديننا وعقلنا؟ قال: أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين»، أخرجه أحمد في مسنده.
نرشح لك: التعليم تنظم مسابقة "لمحات من الهند" لطلاب المدارس بالمراحل التعليمية المختلفة
وأوضح علي جمعة، أن الحديث في بدايته تدليلا وتعجبا من قدرة المرأة على التأثير على عقل أحكم الرجال، ثم عندما ظنت إحدى النساء أن المعنى فيه إساءة للنساء سألت النبي عن معنى ذلك النقصان الذي أطلقه النبي، صلى الله عليه وسلم، في بداية حديثه، فأخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذا النقصان لا يعني دنو منزلة المرأة في العقل والدين عن الرجل، وإنما يعني ضعف ذاكرة المرأة غالباً في الشهادة على الأمور المالية لقلة اشتغالها بها، ولذا احتاجت من يذكِّرها، ويعنى أيضاً ما يحدث للمرأة من أمور فسيولوجية خاصة بطبيعتها الأنثوية، كالحيض والنفاس، مما خفف الشرع عنها أثناء فترة هذه المتاعب الصحية من ترك الصيام والصلاة.
نرشح لك: الرئيس السيسي يستقبل المدير التنفيذي لمجموعة أورانج العالمية للاتصالات
وشدد: عندما فهمت المرأة قصد الشرع من نقصان العقل والدين، وأنه ليس إهانة للمرأة ولا إنقاصا من قدر عقلها ودينها، عندما عرفت ذلك سكتت. ثم كيف تكون النساء أنقص في الدين من الرجال، وكانت سيدة نساء العالمين مريم بنت عمران، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخديجة رضي الله عنها، وآسية، كلهن يعجز أغلب الرجال عن أن يقتربوا من درجتهن في العبادة والدين، وأن ينالوا منزلتهن عند الله؟!
وأكد علي جمعة أنه ينبغي أن يُفْهَم ذلك النص النبوي في سياقه، وينبغي كذلك أن يفسر كلام النبي صلى الله عليه وسلم في حدود ما فسره هو بنفسه، لا نزيد ولا ننقص، فليس في هذا الحديث ذم لعقل المرأة أبداً، ولا دينها، وإنما هو - كما أوضحنا - إقرار لما قد يطرأ على ذاكرة كثير من النساء من نسيان في نقطة واحدة هي مجال الأعمال التي غلب عليها الرجال كالتجارة والأموال، وكذلك إشارة إلى تخفيف الشرع على المرأة في أيام تنتابها متاعب صحية وتقلبات مزاجية، وكل ذلك على حد دلالها والتلطف بها ومجاملتها وتطييب خاطرها، وهو من حسن الخُلُق ومن علامات إرشاد الرجال إلى كيفية معاملة النساء بما يليق بهن كشق نواة ينتج عنها ثمار المجتمع والحضارة.