قال عمر مصطفى الأسيوطي، المدرس المساعد بالأكاديمية البحرية، خلال تصريحاته الخاصة لبلدنا اليوم، إنه في الأونة الأخيرة اتجهت انظار العالم نحو الاهتمام بالقضايا البيئية التي تؤثر علي كوكب الأرض وعلي راسها مشكلة الاحتباس الحراري الناتج عن ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي والذي تسبب في ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وهو ما يهدد مدن ساحلية كبري بالغرق منها شنغهاي وميامي والإسكندرية في مصر
نرشح لك: اقتصادية قناة السويس تعرض أبرز ملامح خطط الهيئة امام النواب.. اعرف التفاصيل
ولفت إلى أن كل ذلك يعد دافعا قويا لاستضافة مصر قمة المناخ التي انعقدت في مدينة شرم الشيخ الشهر الماضي لمناقشة القضايا البيئية وبحث سبل حماية البيئة وتقليل انبعاثات الكربون بهدف تخفيف درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين من خلال التوجه نحو مصادر بديلة للطاقة النظيفة الصديقة للبيئة مما يساعد في تحقيق اهداف التنمية المستدامة ويخفف من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج من استخدام الوقود الاحفوري مثل البترول والغاز ويحافظ علي حق الأجيال القادمة في هذه الثروات الطبيعية.
وأشار إلى أن العديد من المنظمات الدولية المختصة بشئون المناخ مثل الأمم المتحدة والهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC ) تتبنى العديد من الاستراتيجيات التي تدعم ضرورة البحث عن مصادر للطاقة صديقة للبيئة وعلي راسها الهيدروجين الأخضر، حيث ينتج الهيدروجين من خلال استخدام تيار كهربائي يفصل الهيدروجين عن الاكسجين في الماء، كما يتم من خلال هذه العملية الحصول علي الكهرباء دون تصاعد غاز ثاني أكسيد الكربون إلي الغلاف الجوي ويتم انتاج الهيدروجين من خلال بنية تحتية مكونة من مجموعة من المحطات بغرض إنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر في مجالات عدة منها تكرير النفط وصناعة الأسمدة ووقود للسيارات والشاحنات الكهربائية التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية وإنتاج الامونيا السائلة المستخدمة كوقود لسفن الحاويات، وهذا يعني تحول السفن المستخدمة في النقل البحري للبضائع الي سفن صديقة للبيئة تطبق معايير الاستدامة البيئية خصوصا أن أكثر من 90% من التجارة الدولية تتم عن طريق البحر لما يحققه النقل البحري من مميزات عدة منها انخفاض تكلفة النقل وتحقيق اقتصاديات الحجم من خلال نقل كمية كبيرة من البضائع كحمولة لسفينة واحدة.
وأوضح أنه في إطار سعي مصر لدخول سوق بناء وإصلاح وصيانة السفن وانشاء اسطول سفن بحرية تجارية مصرية قادرة علي العمل في نقل البضائع بحرا ومنافسة كبري الخطوط الملاحية وكذلك توجه مصر نحو إنشاء محطات لإنتاج وتصدير الوقود الأخضر والهيدروجين الأخضر الذي يستخدم كوقود لهذه السفن وهذا لا شك يدعم خطط التنمية المستدامة 2030 التي تتبناها مصر ويجعلها في مقدمة الدول العربية التي تدخل هذا المجال مما يحقق العديد من الفوائد الاقتصادية وفرص عمل للشباب من خلال فتح أفاق جديدة للاستثمار في مجالات جديدة تطبق معايير الاستدامة البيئية.
وأضاف أن من أشهر الدول التي دخلت سوق انتاج الهيدروجين الخضر والكهرباء الناتجة من الهيدروجين الأخضر اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية وامريكا والسعودية وهي الوحيدة عربيا، حيث تمكنت مصر من توقيع العديد من الاتفاقيات والتحالفات مع شركتي (زيرو ويست) المصرية و(إي دي إف رينيوابلز) الفرنسية لإنتاج الوقود الأخضر ، كما يتم إقامة المشروع بمنطقة السخنة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنتاج الوقود الأخضر، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات مع شركتي توتال الفرنسية وإنارة كابيتال لإنتاج الامونيا الخضراء في منطقة السخنة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
ويأتي هذا في ضوء خطط التنمية التي تتبناها الدولة المصرية عن طريق خلق بيئة استثمارية تشجع المستثمر الأجنبي علي دخول السوق المصري وإقامة مشروعات إنتاجية في مجالات عدة تساعد في تحسين الناتج المحلي الإجمالي وخلق فرص عمل للشباب والمساهمة في حل مشاكل البطالة والاهم أن تكون مصر في صدارة الدول العربية والافريقية التي تهتم بالقضايا البيئية وتسعي لتخفيف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة من عمليات النقل البحري والبري وتساعد في إيجاد حلول بناءة لمشكلة الاحتباس الحراري.
كان وقد صرح وليد جمال بأنه من المخطط أنشأ الهيئة لشركة استثمارية تابعة لها كذراع استثماري للمساهمة في حصص المشروعات الخاصة بالوقود الأخضر وغيرها، وجاري دراسة إقامة مركز مالي عالمي ككيان للشركات العاملة والمشروعات داخل الهيئة بتشريعاته الخاصة على غرار المراكز المالية العالمية الخارجية.