فتاة عشرينية ككل الفتيات، تحلم بتكوين أسرة وبيت وإنجاب أطفال، تزوجت من شاب أحبها ورأى فيها أما لأولاده، كان فرحا يتسم بالبهجة والسرور، الأقارب والأصدقاء يتبادلون التهاني والمباركات، إلا أن القدر كان يخبئ مفاجأة صادمة، فالزوجة التي تزوجت شرعي من زوجها أمام أعين الناس، رأت في شاب آخر زوجا لها أيضا، فهي لم تكتفي بممارسة الرذيلة معه وحسب، بل تزوجته عرفيا في الخفاء، متصورة بذلك أنها متزوجة على سنة الله ورسوله.
البداية
تزوجت الفتاة زوجها وعاشت حياة زوجية عادية، كمثيلاتها من الفتيات اللائي تزوجن، إلا أنه وفي يوم من الأيام، كان للشيطانة رأي آخر في تلك الحياة، فهي لم تستكفي بزوجا واحد فقط، بل تزوجت آخر، ليكون هناك زوجا شرعيا وآخر عرفيا.
تقابلت الفتاة مع شاب في أواخر العشرينيات، تبادلا سويا نظرات الاعجاب، التي تطورت إلى كلام معسول، ورسائل غرامية، بعدما أخذ كلٍ منهما رقم الآخر.
أبت الفتاة أن تقف العلاقة على حد الكلام المعسول والرسائل الغرامية فقط، فقررت الزواج من الشاب عرفيا، لتمارس معه الحرام، تحت ستار الزواج، كما هيأ لها الشيطان، هي وعشيقها.
وبعد أن تزوجت منه عرفيا، أصبحت بذلك تجمع بين زوجين، الأول شرعي والثاني عرفي، وما إن أتما سويا إجراءات الزواج العرفي، حتى قام الشاب باستئجار مسكنا للزوجية، بإحدى المناطق التابعة لقسم ثاني أكتوبر بالجيزة.
أخذا يتقابلا في تلك الشقة، يمارسون الرذيلة سويا تحت ستار الزواج العرفي، يوم تلو الآخر تغرق الفتاة مع عشيقها في بحر الرذيلة العميق، إلى أن نشب خلاف بينهم، قررت على إثراه تركه والعودة إلى مسكن زوجية الأول، خاصة أن زوجها الشرعي لاحظ غيابها المتكرر عن المنزل.
توقفت العلاقة الحرام لبعض الوقت، إلا أن الرسائل الغرامية لم تتوقف، فزوجها العرفي زاد من كلامه المعسول، وأخذ يطلب منها العودة ليصالحها، واعدا إياها بعدم التسبب في حزنها مجددا.
استسلمت الفتاة لكلام هذا الشيطان، الذي أقنعها مرة أخرى بالعودة إلى مسكن الزوجية، وما إن عادت له حتى تكررت العلاقة الحرام فيما بينهم عدة مرات، إلى أن نشب خلاف مرة أخرى، قام على إثراه الشاب بنهرها وتوجيه السباب والضرب لها، مهددا إياها بإيذائها في حالة تركه مرة أخرى.
وفي ليلى الجريمة، خرج الشاب إلى عمله، إلا أنه لم يصدق وعودها التي أخبرته بها، وهي أنها لم تتركه مجددا.
قام الشاب بغلق باب الشقة ورائه وحبس الفتاة في الداخل، حتى لا تتمكن من الهرب، متصورا بذلك أنه قد فرض عليها الإقامة، إلا أنه لم يتخيل أنه بذلك كتب نهاية الفتاة والقصة كاملة.
استيقذت الفتاة وارتديت ملابسها، وعند محاولتها الخروج وجدت باب الشقة مغلقا وغير قابل للفتح، لتخطر إلى ذهنها فكرة للهرب.
جلبت ملاآت جميع الأسرة بالشقة، ثم خرجت إلى الشرفة الواقعة بالطابق الثالث، وصنعت حبلا لتنزل عليه إلى الشارع كمشاهد السينما.
وما إن بدأت في النزول حتى اختل توازنها، نظرا لثقل وزنها على الحبل، وسقطت من الطابق الثالث غارقة في دمائها، قتيلة فاقدة للحياة.
ورد إلى آذان السكان صوت ارتطام جسم بالأرض، وما إن خرجوا حتى وجدوا فتاة غارقة في دمائها.
وتلقت مديرية أمن الجيزة، إخطارا يفيد بمصرع فتاة، إثر سقوطها من الطابق الثالث، بدائرة قسم ثان أكتوبر.
وبالانتقال والمعاينة، وفي حضور الزوج الأول، تبين أن الفتاة حاولت الهرب من الشقة التي كانت تمكث فيها، عن طريق عمل حبل من ملاآت الأسرة، إلا أنه ونظرا لثقل وزنها، اختل توازنها وسقطت قتيلة.
وكشفت تحريات رجال المباحث، أن الفتاة كانت على علاقة غير شرعية بأحد الأشخاص، وبإعداد الأكمنة اللازمة، أمكن ضبطه، وبمواجهته أقر بأنه تزوج منها عرفيا، وخرج إلى عمله وأغلق باب الشقة من الخارج حتى يضمن بقائها.
تم تحرير المحضر اللازم، بعدما نقلت الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، وباشرت النيابة التحقيقات، التي بدورها وجهت للمتهم تهم احتجاز فتاة دون وجه حق، وكذلك حيازة مواد مخدرة وخمور، كان تم العثور عليها أثناء معاينة الشقة.