مارثون فني ومسرحي شاق استمر علي مدار أشهر ، بهدف إعداد وتأهيل 55 شابا وفتاة من الموهوبين الذين تم اختيارهم من بين مئات المتقدمين لورشة " الممثل الشامل" بقيادة وتدريب المخرج سامح بسيوني ، أسفر عن صقل مواهب هؤلاء الشباب وتحويلهم إلي محترفين يراهن الكاستنج دايركتور أحمد تمام عليهم من خلال العرض المسرحي " في حتة تانية " الذي يرفع الستار عنه الخميس 1 ديسمبر المقبل علي مسرح "جراند طيبة " بمدينة نصر ، ويعرض ليومين متتاليين .
العرض يتم افتتاحه خلال احتفالية كرنفالية تحتفي بفكرة الموهبة والإبداع ، بمشاركة وحضور كبار نجوم وصناع الفن في مصر ، والذين تمت دعوتهم ليشاهدوا شبابا كانوا لا يمتلكون إلا موهبتهم وكيف تم صقلهم احترافيا ليتملك كل منهم أدوات الممثل الشامل من تمثيل ورقص وغناء وأداء حركي وتعبيري ، فضلا عن التناغم الفني بينهم والذي جعل من العرض المسرحي حالة فنية يصفها من تابعها أثناء البروفات بأنها فريدة من نوعها .
" في حتة تانية " تأليف سامح عثمان ، استعراضات د. سامح صابر، أشعار وموسيقى وألحان محمد مصطفى ، ديكور مصطفي حامد ، إكسسورات و أزياء سماح نبيل ، إضاءة إبراهيم الفرن، تصميم الإعلان الرسمي للعرض لمصطفى شعراوي ، دعاية وسوشيال ميديا كريم أبو الغيط وأحمد مدني ، إشراف عام أحمد مسعود ، إنتاج عبد الرحمن تمام و أحمد تمام ، إخراج سامح بسيوني.
ويقول المخرج سامح بسيوني أن العرض يقدم في كوميديا غنائية استعراضية تدور احداثها في أربع لوحات ترصد وتناقش بعض الظواهر الاجتماعية ، حيث تدور اللوحة الأولى عن "المظهرية" التي تجعل بعض الأسر تضع شروطا تعجيزية للزواج تحوله من ارتباط إنساني إلي مشروع يتكلف مئات الآلاف علي الشبكة والفرح والجهاز ، إلي حد يعجز الشباب عن تحقيق أحلامهم المشروعة ، بينما تدور اللوحة الثانية عن العلاقة بين الرجل والمرأة وكيف يمكن للمجتمع تحويلها إلي حالة صراع مستمر بين الطرفين رغم أن أي منهما لا يغني عن الأخر ولا يستغني عنه .
و في اللوحة الثالثة إضاءة علي "هوس الترند" الذي بات الشغل الشاغل لقطاعات عديدة من المجتمع، وكيف يمكن أن يدفع البعض لارتكاب أي حماقة تضمن له تصدر الترند .
وينتقل العمل في لوحته الأخيرة إلي محاولة ترسيخ قيمة الحب بمعناها الأشمل ، والتي تراجعت في العلاقات المجتمعية بين أفراد الأسرة الواحدة ، والأصدقاء ، وزملاء العمل ، في دعوة لإعادة روح المحبة في التعاملات اليومية بين البشر ، وأضاف بسيوني أنه يسعي في هذه التجربة إلي التأسيس لمشروع طموح يقوم علي صناعة النجوم من خلال عمل مسرحي وظف خلاله خبراته كمخرج يهتم بتدريب الممثل علي مهارات وفنون الأداء التي تقدمه بشكل لائق للجمهور وصناع الفن كفرصة لاكتشافهم مستقبلا في الأعمال الفنية .
وقال المخرج والكاستنج دايركتور أحمد تمام - منتج العرض- : " أن التجربة رغم مشقتها كانت أكثر من رائعة ، وتعد استمرارا لدوري في اكتشاف وصناعة النجوم التي حققت فيها نجاحا لافتا في قائمة أعمال هامة في الدراما والسينما المصرية والعربية ، وفي تجربتنا الجديدة نراهن على فكرة الممثل الشامل القادر علي ملء خشبة المسرح بحضوره وتنقله السلس بين الحالات الفنية المختلفة" ، إضافة إلي رغبتنا في مشاركة الدولة في سعيها لبناء الإنسان المصري ورعاية ودعم المواهب الشابة ، والقيام بدورنا كقطاع خاص في تقديم منتج ثقافي جاد ، يعتمد علي محتوي هادف .
و يوجه أعضاء فرقة تركواز المشاركين في العرض دعوتهم للجمهور : " تعالوا إلي مسرح جراند طيبة ونعدكم بأن تستمعوا بالتجربة وبالعمل وبالمواهب التي تثبت أن مصر لا زالت رقم واحد في المعادلة الفنية، وقوتها الناعمة التي لا يمكن سحب البساط منها بما يؤكد ريادتها الفنية ".